تراودنا جميعا منذ صغرنا في مخيلتنا أحلام وكلما كان تركيزنا على هذه الأحلام وما سنصبح عليه في المستقبل تبدأ سلسلة التساؤلات لدينا ولا نعرف ما هي حدودها وهل سنستطيع الوصول إليها يوما ما أو ستتحقق لنا أو هل الله، عز وجل، خلقنا لنصبح هكذا؟ وكلما زادت الأحلام وكثرت يصبح من الصعب علينا معرفة ما هو حلمنا الأساسي الذي نريده فعلا، فعدم قدرتنا على معرفة إمكانياتنا وقدراتنا وما قناعاتنا وطموحاتنا ومعتقداتنا وكل أمورنا ندخل في خيال واسع وشاسع ليست له حدود، ولا أتكلم حتى نتوقف عن ذلك فقد يرزقنا الله في جناته ما أردنا ولكنني أتحدث عما يسببه هذا الأمر من مشكلات متنوعة فمثلا عندما يحلم الشخص أن يكون طيارا ولم يكتب له ذلك فإنه قد يحقد أو يغير على من أصبحوا طيارين وان لم يحقد ويغير يحبط ويعاتب الزمن والظروف وكل الأمور التي حصلت في حياته، ولا أتكلم عن جميع الناس ولكنني أوجه كلامي لمن يجد في نفسه نقصا هو من وضعه في نفسه وليس أحد غيره، فكلنا ان أردنا الاقتناع بما لدينا لأصبح وصول غيرنا لمكان أردنا أن نصل إليه يوما ما طبيعيا وأن ننظر لهم بنظرة منصفة ولا نربط أحلامنا في حياتنا الطبيعية ومعاملاتنا مع غيرنا وذلك قد يسهل علينا العديد من الأمور ويبعد عنا صفات جدا معيبة.
ومؤسف أن يوجد هناك إلى الآن أناس كذلك فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه وصانها وعرف مكانه الصحيح الذي خلقه الله له واحترم جميع البشر، وكلنا نرجع لنقطة واحدة فمهما كانت حياتنا وما عليها من أمور فسنصل لقبر جميعنا بنفس التسلسل ندور، ولا شك أنه يجب أن يكون هناك لكل شخص حلم وهدف يريد تحقيقه في حياته ويترتب على ذلك أن يسعى ويبذل الأسباب ويتبع الأمور التي توصله لذلك وإن لم نستطع الوصول إليه لضعف ما في حياتنا ككل فعلينا توجيه أنفسنا لحلم آخر يناسب حياتنا وإن نتعلم من جميع ما سعينا به وشاهدناه في تجربتنا السابقة فكلما زادت تجاربنا زادت معرفتنا وأصبحت قدرتنا أكبر.
واستغرب جدا من الذي يوقف نفسه عند فشله أو خسارته أو عدم وصوله، فكل الطرق تؤدي لنفس الهدف وهو تحقيق ذاتنا في أعمالنا ان غيرنا وعلمنا ما يمكننا فعله في حياتنا، فمن المؤسف أن نرى أناسا ناجحين في حياتنا ويحوطهم أناس جالسون يناظرون ويضرون أنفسهم بأمور ليس لها داع، فالناجح ناجح والخاسر خاسر ومهما وصل الإنسان لما يريد يبدأ تلقائيا في التفكير في الذي بعده ويضع لنفسه حلما آخر مع الأيام.
وإن أردنا أن نعرف مدى إصرار العديد من البشر في تحقيق أحلامهم فيمكننا زيارة كتب التاريخ التي توجد بها شخصيات كثيرة صنعت لنفسها بصمة امام من كانوا يعيشون معهم ويعاصرونهم، فلا يوجد أمر مستحيل إن تمعنت جيدا بما تريد وعرفت أنه يناسبك أنت فعلا وليس من هم حولك كالأسرة مثلا أو التواجد مع الأصدقاء في نفس المجال فيجب أن نقتنع بما نفعل لنفعل الأمر بالشكل الصحيح.
وأخيرا، أود أن اشير الى أمر يحدث لبعض الأشخاص في جميع المجالات وهو عندما يصل الشخص لهدفه أو لحلمه أو لمنصبه أو لشهادته أو لكيانه أو تصدف مع ويوضع بهذا المكان يحارب كل من أراد الوصول الى ما وصل اليه أو حصل عليه هو ولا يتجاوب مع من يسأله أو يريد منه معرفة أو نصيحة ليصل مثله، ومن المضحك أنه كما وصل سيصل غيره بالتأكيد فتضليل الناس والاحتفاظ بالمعلومات والتجارب والعلم والخبرات أمر ليس من طبيعة البشر فكلنا نكمل بعضنا البعض، فيجب على هؤلاء الأشخاص النظر في حجم وخطورة الأمر الذي يفعلونه من باب حب المكان الذي وصلوا إليه أو أي أمر كان فلا بد أن نمسك أيدي بعض ونساعد بعضا ونفيد بعضنا ليبارك الله لنا في عملنا وعلمنا ومعرفتنا وننشر ما يفيد غيرنا من أجيال قادمة!