جميعنا معرضون لنوع ما من أنواع الظلم المختلفة التي يتسبب بها أشخاص نتعامل معهم في هذه الحياة أو نكون نحن السبب في إسقاط الظلم على أنفسنا، فقد يظلم المرء نفسه بتصرفاته وعدم معرفته عواقب أفعاله مثلا أو يبتلينا بها الله عز وجل ويسلط علينا هذا الشعور من أجل اختبارنا أو حبا لنا، وكما نعلم أنه لا يعلم غاية الله وحكمته من وراء اختباراته الا هو عز شأنه، حيث يعمل الظلم على العديد من التأثيرات السلبية على المظلوم الذي قد ينقص أو يزداد في الثبات أو الانسحاب من معتقداته ومبادئه وصفاته ومفاهيمه بينه وبين نفسه حين يتعامل بشكل مباشر مع الظلم كالغضب أو الصبر أو التسرع في تحويل هذا الشعور إلى سلوك ما طائش او التأني واتخاذ قرار سليم فيختلف البشر بردود أفعالهم وبمدى تحملهم لأي صدمة مفاجئة مثلا، لذلك علينا الوقوف بجدية عند هذا المصطلح لنعرف جميع جوانبه التي تلعب دورا مهما في حياتنا، وكما نعلم جميعنا أن الإنسان مخلوق لا يستطيع أن يستوعب كل الأمور التي تحصل له وعندما يمر بظرف ما أو تجربة ما أو فعل ما او صدمة ما يبحث بشكل فوري عن السبب الذي بأثره حصل الشيء الذي أثر فيه سلبا، وهل فعلا يعتبر هذا الظلم شيئا سلبيا أم قد يكون ايجابيا في حال تخطى الأمر بنجاح وركز بكل العوائد المفيدة لشخصيته وما عليها وان ينظر لهذا الأمر بأنه فرصة لتعلم شيء جديد واكتساب صفات وتجارب ودروس تعتبر بمنزلة حاجز للمستقبل يمنع عنه الظلم المشابه له أو حتى لما هو اظلم وأشد فلا يجب أن يلدغ المرء من الجحر مرتين
وعليه كذلك ان يتوكل على خالقه مطمئن القلب وبيقين ثابت بأن كل أمر من عند الله هو خير وكذلك أعتقد أن الابتعاد عن المبالغة في الحديث عن الظالم أو عن الضرر وحجمه وما شابه ذلك يريح عقل المرء ويزيده صفاء ويثبته في توجهه نحو تطوير ذاته وتثقيفها وتقويتها والخ من فوائد على حسب مجاله، فكل شيء خلقه لنا الله أو جعلنا نكتشفه أو نفسره أو نصل لأقصى حد من تحليله هو بلا شك مهم في حال نظرنا له بنية التعلم وطلب العلم، وأخيرا أتمنى أن نوسع مداركنا ونقوي أنفسنا لكي نفلح في الدنيا والآخرة وأن نحول كل خسارة إلى ربح وكل ضيق إلى فرح وكل هم إلى سعادة وان نجتاز اختباراتنا بنجاح كلّ على حسب استطاعته وجهده!