ردا على استفتاء الأكراد على استقلال إقليم كردستان، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس أن بلاده ستغلق الحدود مع العراق والمجال الجوي قريبا.
وقال أردوغان ـ خلال خطاب في العاصمة أنقرة ـ إنه «جرى تعليق الرحلات الجوية إلى شمال العراق، كما سيتم إغلاق الحدود والمجال الجوي قريبا».
وأضاف أن قرار إجراء الاستفتاء أظهر «الجحود التام» من جانب حكومة إقليم كردستان، التي طورت علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع تركيا.
وتابع: نطالب حكومة إقليم كردستان بالتعلم من أخطائها واتخاذ خطوات للتعويض عنها في أسرع وقت ممكن.
في نفس السياق، عرضت فرنسا امس التوسط بين بغداد والاكراد لانهاء الازمة وتعهدت باستمرار وجودها العسكري هناك إلى أن توضع نهاية لتنظيم داعش.
وجاء العرض على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لباريس وهي الأولى له خارج البلاد منذ تصويت الأكراد في شمال العراق على الاستقلال في استفتاء أعلنت بغداد أنه غير دستوري.
وقال العبادي في بيان إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «لا نريد مواجهة مسلحة... لا نريد أي عداء أو أي مصادمات. يجب أن تفرض السلطة الاتحادية ولا يجوز لأحد أن يعتدي على السلطة الاتحادية في هذه المناطق».
وقال ماكرون، الذي تمثل بلاده ثاني أكبر مساهم في الحملة، إن القوات الفرنسية ستظل موجودة في العراق إلى أن يتم القضاء «نهائيا» على هذا التنظيم المسلح.
وأضاف ماكرون: «من الضروري في غضون الأسابيع والشهور المقبلة أن يبدأ حوار يحترم وحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته في إطار الدستور والاعتراف بحقوق الأكراد».
وقال: «فرنسا مستعدة، إذا كانت لدى السلطات العراقية رغبة، للمساهمة بفاعلية في (جهود) الوساطة التي أطلقتها الأمم المتحدة».
وقال العبادي، إن استمرار حفظ السلام في العراق من مصلحة السلطات الاتحادية والكردية.
ودعا العبادي قوات البشمركة الكردية إلى أن تبقى ضمن قوات الأمن العراقية تحت قيادة السلطات الاتحادية لضمان أمن المواطنين.
وقال: «يجب بسط سلطة الدولة الاتحادية على الإقليم وكل العراق مع حرصنا الشديد على الشعب الكردي واحترام تطلعات كل العراقيين» داعيا قوات البشمركة إلى «أن تقاتل إلى جانب الجيش العراقي لتحقيق الأمن والاستقرار وتحت قيادة السلطة الاتحادية».
الى ذلك، استعادت القوات العراقية امس مدينة الحويجة في شمال العراق من تنظيم داعش الذي لم يعد يسيطر سوى على معقل أخير على الحدود مع سورية في غرب البلاد.
ودخلت القوات العراقية هذه المدينة السنية التي تعد 70 الف نسمة وأطلق عليها اسم «قندهار العراق»، في اشارة الى معقل حركة طالبان في افغانستان. وتقدمت سريعا في احياء هجرها سكانها بالكامل
وقال مصدر امني رفض الكشف عن هويته ان القوات الامنية المشتركة تقوم بـ «عمليات تمشيط كبيرة في مركز قضاء الحويجة واحيائها»، مضيفا انها تتجول في وسط الحويجة «الخالية بشكل نهائي من سكانها، وبدأت عمليات تمشيط وبحث وازالة للعبوات وفتح طرق».