دائما ما نسمع جملة «الوقاية خير من العلاج»، غير أن هذه الجملة تحديدا تعني طبيا الكثير والكثير، بل إنها وفي حال طبقت فإنها ستعني تحديدا عدم زيارة الطبيب إلا في أضيق الحدود، وهي تعني حرفيا أن وقاية الإنسان لنفسه وعدم الإسراف في أي شيء سيؤدي إلى صحة جيدة، ومن ثم عدم البحث عن الدواء المناسب لظواهر صحية مختلفة.
في حقيقة الأمر إن الإسراف في أي شيء خلق مذموم سواء كان طعاما أو شرابا، أو حتى رياضة أو نزهة، فالقاعدة العقلية التي دائما ما تردد على ألسنة الناس «كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده»، هي بالفعل مقولة صحيحة، صدقت بالتجربة، وعلمت بالاستنتاج، وأصبحت من البديهيات.
ولعل ما نريد أن نصل إليه، ونتدرج في حديثنا عنه، ونسوق البراهين اللامعة، والأدلة الساطعة من أجله مفاده سهل يسير، وهو أن الإسراف وراء كل شر، ومنبع كل مرض، وهو طريق إلى الأدوية، ودرب كل هاوية.
ولذا فإن مجال تخصصنا بالمسالك البولية يعج بأمثلة عديدة، ونماذج كثيرة، لأمراض كان منبعها الإسراف، وصدق المثل القائل «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
ومادام حديثنا قد انصرف إلى الإسراف فإننا نود كذلك أن نشير إلى أن التقليل كذلك، ومنع النفس من متع الدنيا قد يكون من أسباب المرض، ومنبع العلل، ففي قسم المسالك البولية دائما ما ننصح المريض بعدم الامتناع عن شرب الماء، ولذلك فإن الاعتدال في كل شيء في الحياة يقودنا إلى أفضل النتائج، وأجودها.
ولعلي ما استطيع أن أقدمه كطبيب للقارئ الكريم من نصائح تتمثل في نقاط منها.
ـ حافظ على التغذية السليمة والأطعمة الغنية بالفيتامينات.
ـ حافظ على أكل الأغذية الغنية بالكالسيوم والفسفور والبروتين.
ـ احرص على ممارسة الرياضة بانتظام وابدأ الآن.
ـ تعرض لأشعة الشمس لفترات مناسبة، لكونها مصدرا لفيتامين «d».
ـ حاول أن تتجنب الإجهاد العضلي الشديد.
ـ امتنع عن التدخين فورا.
ـ تجنب الغضب والانفعال والتوتر، وتعلم جيدا كيف تسيطر على نفسك.
ـ اخلق أجواء إيجابية، وحاول أن تكون سعيدا، وانظر إلى الحياة بحب.
ـ راجع طبيبك عند شعورك بأي أعراض مختلفة عن طبيعتك.
هذه بعض النصائح التي إن اتبعتها فإنك ستصبح إنسانا صحيحا معافى ـ بإذن الله ـ، ولا تنس أن صحتك أمانة فحافظ عليها، وابتعد عن كل الأشياء التي تضر بها، فإن فعلت نفعت نفسك، وأهلك، ومن ثم مجتمعك الذي يعنيه أن تكون إنسانا صحيحا.