قد يظن البعض أن شرب الماء بكمياته المعقولة، والتي دائما ما يوصي بها الأطباء والمختصون تكون فقط في فصل الصيف، وعند اشتداد الحرارة، بل قد يبرر البعض ذلك الفعل بأن الجسم لا ينبه الشخص لحاجته إلى الماء في فصل الشتاء بعكس موسم اشتداد الحرارة، وارتفاع القيظ.
والحقيقة أن الجسم يحتاج إلى كميات متوازنة من المياه سواء في فصل الصيف، أو فصل الشتاء، ولا يمكن للإنسان أن يتغاضى عن هذه الكميات، مهما اختلفت الفصول والمواسم.
لذا فإن نصيحتي كطبيب متخصص في المسالك البولية، هي باختصار كبير، وإيجاز غير مخل هي «اشرب ماي»، مهما أعطاك جسمك من مؤشرات تدل على الارتواء، فإن كليتيك تناديانك بنفس الصيغة «اشرب ماي».
وإذا ما عددنا فوائد الماء في الشتاء فيكفي أن تعرف أن كل خلية من خلايا الجسم تحتاج إلى الماء لكي تؤدي عملها بكفاءة، وهذا فضلا عن أن الماء يدخل في تركيب كل مكونات الجسم.
أما عدم اللجوء أو نسيان شرب الماء في الشتاء فقد يعرضك إلى العديد من المشكلات مثل زيادة لزوجة الدم، وهو ما يؤدي إلى تكون الجلطات، فضلا عن زيادة الوزن، كما يعرضك نقص الماء في الشتاء إلى الإمساك، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة ومن ثم النسيان. كذلك إمكانية حدوث التهابات بولية ولابد أن نشير هنا إلى مسألة خطيرة، وهي أن السوائل الدافئة، أو المياه الغازية ليست بديلا عن شرب الماء كما يعتقد البعض، لأنه ببساطة الماء هو الشراب الوحيد الذي لا يحتوي على سعرات حرارية.
ويتبقى أن نشير هنا إلى أنه من أكبر الأعضاء المتضررين من قلة شرب الماء في الشتاء أو الصيف هي الكلى، وذلك لأنها العضو الذي يخلص الجسم من السموم والفضلات، ويتم ذلك بمساعدة الماء في الجسم الذي يغسل الكلى، وبذلك تصبح قلة شرب الماء بمنزلة كارثة كبرى على الكليتين، كما أن التوقف عن شرب الماء في الشتاء، أو نسيانه يعرض الشخص إلى تكون الحصوات، فحفاظا على صحتك، تلك النعمة الكبيرة التي حباك الله إياها من فضلك «اشرب ماي».