لا شك أن صوم رمضان شعيرة إيمانية، ورياضة روحية، وهو من الفروض التي ننتظرها كل عام بشغف بالغ، ونفوس مشرئبة متطلعة إليه، إلا أن ظهور فيروس كورونا هذا العام قلب الحسابات، وطاح بالترتيبات، وفرض قوانينه الخاصة، التي تحتاج بالطبع منا إلى تخطيط جيد ومدروس، لكي نظفر بالصوم من جهة، مع الاستمرار في الاحترازات الوقائية من جهة أخرى.
ولكي نحقق هذه المعادلة بسهولة ويسر علينا أن نتذكر عدة مسائل مهمة، ونضعها نصب أعيننا فلا نحيد عنها، ولا نتهاون فيها، وهذه المسائل الحيوية أولاها: ماذا يفعل مرضى الأمراض المزمنة؟ هل يصومون؟
وللإجابة عن هذا السؤال نستطيع أن نقول إن لكل حالة من هذه الحالات وضعا خاصا بها، وكل حالة على حدة يكون تحديد صومها من عدمه بالرجوع إلى الطبيب المعالج، وهو من يقرر صوم الحالة، أو إفطارها تجنبا لأي مضاعفات قد تحدث، وعلى المريض إطاعة الطبيب المعالج، والانصياع لأوامره بحذافيرها.
أما المسألة الثانية فهي كيفية صوم الناس العاديين الأصحاء، وهل يؤثر الصوم عليهم، ويعرضهم للإصابة بالفيروس المنتشر؟
ونستطيع أن نقول في ذلك إن الصوم وقاية وحماية للجسم من الأمراض.
أما المسألة الثالثة فهي أن الصوم في زمن كورونا يفرض علينا بعض النظم الغذائية الخاصة والاحترازات المهمة، ومن هذه النظم ضرورة تناول المأكولات الغنية بفيتامين c كالليمون والكيوي، كذلك فإن ممارسة الرياضة كرياضة المشي يوميا، والنوم المتواصل لمدة لا تقل عن 7 ساعات، والتخفيف من التوتر، وكل هذه إستراتيجيات مهمة واجبة التنفيذ للصوم هذا العام.
الأمر الأخير الذي أود التنويه إليه هو ضرورة تجنب التدخين، وعدم الإكثار من شرب الكافيين في جميع صوره، وكذلك نود أن ننصح بالإكثار من شرب الماء أثناء فترة الإفطار، وعلى مراحل متفرقة أثناء الليل، كذلك أنصحكم بعدم الإفراط بتناول الحلويات والسكريات والمقالي، وتقليل تناول اللحوم الحمراء، خاصة لمرضى النقرس ومرضى حصوات الكلى، والأهم في زمن الكورونا هو الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وعدم الاجتماع في مجموعات، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وكل عام وأنتم بخير، اللهم أهله علينا هلال خير يا رب العالمين.