إن مصطلح العلاقات العامة منذ ظهوره الى يومنا هذا يختلف في تصنيفه أهل العلم، فهل هو علم أم مجرد مفهوم ؟ فهناك العديد من المكتبات والجامعات والجهات الأكاديمية ومن ضمنها الجهات التي تعمل على دراسة احتياج سوق العمل، وتأهيل الموارد البشرية لمواكبة التطور والقضاء على الثغرات في الهياكل التنظيمية في اغلب الدول على مستوى العالم تواجه صعوبة في تحديد مداخل ومخارج هذا التخصص وتوحيد معالمه، فلا يمكن معرفة حقيقة ومرجعية هذا التخصص إلى أي علم يرجع أم هو بحد ذاته علم تنتج عنه مفاهيم كثيرة ؟، فهناك تساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع، ومن هذه التساؤلات: هل العلاقات العامة علم لا يمكن معرفة بدايته ونهايته!! أم مجرد مفهوم منشق ومستنتج من علم آخر؟ فهناك فرق بين العلوم وما يستنبط منها.
والغريب ان هناك من يعتبر ان العلاقات العامة هي جزء من الإعلام وبعضهم يعتبرها جزءا من الإدارة وآخرون يصنفونها على حسب استخدام الجهات الحكومية والخاصة لمهام موظف العلاقات العامة، فيختلف عمل موظف العلاقات العامة من مكان الى آخر، ونادرا ما يتوافق العلم الأكاديمي مع العمل الميداني لخريجي هذا التخصص، فلم لا يكون حالهم كحال التخصصات الأخرى؟ وعندما تنظر لمهام ووظائف العلاقات العامة في كل مكان إما ان تجد انها دون مستوى البكالوريوس لتهميش دورها أو تجد أكاديمية بحتة غير قابلة لتحويلها لأرض الواقع!
ولا شك أن هذا كله سببه عدم تصنيف العلاقات العامة وإعطائها حقها الحقيقي، ولا أعلم الى متى ستبقى هذه المهنة تواجه هذا الكم من التناقضات، وهل يجب إعادة ترتيب هذا العلم ليصبح قادرا على تخريج موارد بشرية متمكنة وفعالة تقوم بمساعدة جميع التخصصات التي حولها وتساعد في نهوض الكيان الذي تعمل به وتباشر عملها في مجتمعنا كمهنة تعتبر هي مفتاح نجاح أي عمل كان لأي كيان كان واحتياج حقيقي بجميع المجالات لهذا التخصص والاعتراف بأهميته وانه علم يجب وضعه في مكانه الصحيح؟
لذا، أتمنى من جمعية العلاقات العامة الكويتية أن تبادر لتبحث عن حقيقة هذا الأمر، هل هو علم حقيقي أم هناك علم آخر تنحدر منه العلاقات العامة؟ وهل فعلا نحن بحاجة لوظيفة العلاقات العامة في هياكلنا التنظيمية؟! وما مدى خطورة وضع هذه المهنة في الهيكل التنظيمي في حال عدم معرفة جميع جوانبها؟ فربما عدم تفعيل دور العلاقات العامة سبب في فشل الهيكل التنظيمي، وكذلك تفعيله بالطريقة الخاطئة أو تفعيله بوضع التحجيم والتهميش يساعد على زيادة الفشل!!
وأخيرا، هل سيكون لهذه الجمعية دور حقيقي في تفعيل العلاقات العامة في الكويت من عدة نواح وليس فقط من ناحية واحدة كالضيافة؟!