يدخل شاب إلى السوق في أحد الأحياء القديمة في القاهرة، «ياخد ويدي» في الكلام مع شخص آخر، ويتطور الموضوع إلى خناقة شخصية بينهما، لكن بمجرد ما يبدأ الضرب بين الشابين، فجأة يشتبك كل من في السوق، وكل اثنين يضربان بعضهما البعض، بالكراسي والطاولات وكبايات الشاي والقهوة والشوم والمطاوي.. تتكسر عربيات الكارّو ويمتلئ الشارع بالخضار وتتطاير أقفاص الفراخ ويصبح السوق ساحة معركة بين الجميع دون أن نفهم لماذا!
هذا المشهد المألوف في السينما المصرية يحدث فعليا في الشرق الأوسط، فالجميع ماسك بزمارة رقبة الآخر وهاتك يا ضرب، تحت الحزام وفوق الحزام ووسط الحزام، لماذا؟ لا أحد يفهم ما يجري، نتفرج كل يوم على بشر يتطايرون في قصف هنا وانفجار هناك، وسط خريطة تحالفات تتجاوز قدرة العقل البشري على فهمها وفك طلاسمها.. لا أحد يعرف من مع من، ومن ضد من، ما يجري تحت الطاولة أكبر مما يجري فوقها، والمستقبل مجهول تماما، لكن وسط هذا الركام الهائل تبقى حقيقة واحدة تبرز فوق كل التكهنات والطلاسم، وهي أن عالمنا العربي مليء بالثروات الطبيعية، وغني جدا بالموارد البشرية، لكنه عالم بائس يعج بالفوضى والفقر والجوع والتشرد والتخلف والجهل والدمار!
> > >
«لا يستحق الحرية ولا الحياة سوى الذي يأخذهما عنوة كل يوم».
الشاعر الألماني الكبير يوهان غوته، على لسان بطل مسرحيته «فاوست».
> > >
في بداية القرن العشرين قامت العديد من حركات التحرر الوطني، في كوبا وأميركا اللاتينية، في افريقيا وفي آسيا وفي العالم العربي. نجح بعضها، وتخبط البعض الآخر، والقاسم المشترك لحركات التحرر في العالم العربي هو تحولها من مشروع بناء وطن حر، إلى مشروع صراع على السلطة!
> > >
تقول نكتة عراقية.. لما تكون طفل يقولون لك راح ترتاح لما تكبر، ولما تكبر يقولون لك راح ترتاح بعد الثانوية، ولما تخلص ثانوية يقولون لك راح ترتاح بعد الجامعة، ولما تخلص جامعة يقولون لك راح ترتاح بس تشتغل، ولما تشتغل يقولون لك راح ترتاح بس تتزوج، ولما تتزوج يقولون لك راح ترتاح بس يصير عندك أطفال، ولما يصير عندك أطفال يقولون لك راح ترتاح بس يكبرون أولادك، ولما يكبرون يقولون لك راح ترتاح بس يتزوجون أولادك، ولما يتزوجون يقولون لك راح ترتاح بس يصير عندك أحفاد، ولما يصير عندك أحفاد تموت.. ولما تموت يقولون «الله يرحمه، هسة ارتاح».
[email protected]