علمتنا كورونا أن العالم كرة صغيرة، فمخلوق متناهٍ في الصغر قادر على غزو العالم كله في غضون ساعات قليلة وقادر على إنهاء حياة سكان الكرة الأرضية إن لم تتم السيطرة والتغلب عليه، وهذا يعلمنا أننا مرتبطون ببعضنا البعض، مهما اختلفت ثقافاتنا وألواننا ولغاتنا وجغرافيتنا إلى آخره.
في النهاية، مصيرنا واحد ويضعنا جند واحد من جنود رب الكون في كفة واحدة سواء كان فيروسا أو فيضانا أوهزة أرضية أو.. أو..
٭ علمتنا أنه لا فرق بين مواطن ومقيم ولاجئ، غني وفقير وذي منصب ومواطن بسيط ولا فرق بين جواز سفر وآخر وحدود تفصل الأقطار في الحقوق والواجبات والمسؤولية والتقدير واحترام حق الآخر.
٭ علمتنا أن مهما حاولت الحكومات طمث ماهية الأمور ووضع الدولة في قبضة من حديد فلن تستطيع إنكار الحقيقة والاسترسال في الكذب على الشعوب والصمود في مواجهة الرأي المحلي والعالمي.
٭ علمتنا أننا ضعفاء جميعا لا فرق بين عربي وأعجمي، فالكوارث والابتلاءات لا تصيب فقط عربيا دون أجنبي وفقيرا دون غني، فكلنا عرضة للخير والشر، المرض والصحة، البلاء والعافية.
٭ علمتنا مدى أهمية دور الأم في الحفاظ على الأبناء والأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، فالأم هي جهاز التحكم في نظافة البيت من عدمه.. خروج الأبناء ودخولهم طعامهم وشرابهم وثقافتهم وبناء فكرهم، وتعليمهم كيفية الحفاظ على أنفسهم، صدق الشاعر الذي قال الأم مدرسة.
٭ علمتنا اتباع الحكمة الإيمانية التي تقول «النظافة من الإيمان» التي حثنا ديننا الحنيف على أن تكون لنا منهج حياة ليس فقط في انتشار الأمراض والأوبئة، والوقاية خير من العلاج.
٭ أعادت لنا دفء الأسرة الذي حرمنا منه الإنترنت والسوشيال ميديا والانشغال بالدنيا.
٭ أعادتنا لذكر الله تعالى والدعاء والتضرع، وأن بيوت الله نعمة كبيرة لم نشعر قيمتها وروعتها إلا بعد حرماننا منها رغما.
٭ علمتنا تقدير الحياة والحفاظ عليها والتكاتف والتعاون بعد فرقة وبعد.
٭ علمتنا أن مؤسسات الدولة كيان واحد كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى وأن نجاح مؤسسة منها هو نجاح لكامل الدولة وإخفاق كيان واحد هو انهيار كامل الدولة.
٭ جعلتنا نستشعر قيمة نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية.
٭ علمتنا أن حقا الدنيا دائرة تدور، يوم لك ويوم عليك، كانت بعض الجاليات العربية لأسباب عدة هي من تضطر للدخول غير الشرعي لبعض دول أوروبا، الآن الأوروبيون يهرعون لدول أفريقيا ويطلبون اللجوء هربا من الوباء (فاعتبروا يا أولي الألباب)، واعلم أن من يغير ولا يتغير، قادر على تغيير حالك أو حال وطنك ومصيرك في لحظة، فالإنسانية الإنسانية أيها الناس لا تقتلوها ولا تعتدوا عليها فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
اللهم عافنا واعفُ عنا ونجِ بلادنا من البلاء والوباء وأمراض القلوب، إنك سميع قريب مجيب الدعاء.
[email protected]