في بعض الأحيان قد يكون الكلام أشد فتكا من السلاح والفيروسات المجهرية، قد يكون وقعه على النفس أشد ضراوة من وقع السنان المهند، يقول الفلاسفة بأن الجحيم هو الآخر، وفعلا بالنظر الى التخبطات التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، فالكل صار ينتقد الكل، وكأننا أمام حلبات للمبارزة بالكلام، الكل يهاجم بعنف من كل البقاع العربية، وكأنها حرب مصيرية، فقط بسبب زلة لسان أو خيانة في التعبير، الكل يهاجم الكل، وكأن الحقيقة المطلقة ملك أحدهم.
ان واقع وسائل التواصل الاجتماعي في ظل الظروف الحالية من انتشار وباء (covid -19) والحجر المنزلي الالزامي أصبح العامل النفسي مهم جدا فيه، وهو ما يفسر الهلع والخوف والتخوين المليء في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يشكل ضغطا ضد جهاز المناعة.
إن الإجهاد العصبي والضغط النفسي علميا يزيد من مستوى الكورتيزون بالجسم، مما يقلل من إنتاج البروستاغلاندين الجيد الذي يدعم وظائف المناعة.
وبالتالي فإن الإجهاد الشديد يمكن أن يجعل الجسم أكثر عرضة لنزلات البرد والأنفلونزا، بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكري.
إن للأمراض النفسية بكافة أشكالها لها تأثيرات مباشرة تدمر الجهاز المناعي، حيث تمنع الإنسان من تناول كمية الطعام التي يحتاجها جسمه، لتعزيز وجود العناصر الغذائية التي من شأنها تقوية الجهاز المناعي، وبالتالي تقل كفاءة الجهاز تدريجيا مع مرور الوقت، ويتعرض الجسم للإصابة بالأمراض المختلفة.
يوجد العديد من البكتيريا والجراثيم حولنا، ولكن يقوم الجسم بمقاومتها من خلال جهاز المناعة، فعندما تحاول هذه البكتيريا مهاجمة الجسم، تبدأ الخلايا المناعية في إرسال إشارات للدفاع عن الجسم ومهاجمتها. ولذلك يجب أن نحافظ على الجهاز المناعي ونبتعد عن الأشياء التي يمكن أن تسبب خللا في وظائفه، ومن أهمها وسائل التواصل الاجتماعي وما تشهده من محاكمات ضد الآخرين قد تصل الى ضعف الجهاز المناعي وبالتالي الوفاة نتيجة أي عارض صحي بسيط.
اللهم احفظنا وارفع معنوياتنا وقوِ جهاز مناعتنا، وادفع هذا البلاء عنا.