كلمات مؤثرة ستظل في ذاكرة ووجدان الشعب الكويتي لزمن طويل. وقد دخلت تاريخه الذي سيكتب وسيروى للأجيال القادمة.
تلك الكلمات هي لوزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح (أستحلفكم بالله البقاء في منازلكم).
كلمات صدرت من قلب رجل مسؤول وضعته الأقدار ليرسم السياسة الصحية لبلد يمر بأعتى وباء عرفه في تاريخه منذ وباء الطاعون.
لكن مع الأسف (الحلو ما يكمل) فقد صدرت تعليمات وقرار من وزارة الصحة ينسف كل كلام معالي الوزير بمناشدة الكويتيين البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
القرار الذي أقصده هو قرار وزارة الصحة وتعميمها الذي يخص أكثر من ٢٨ ألف كويتي شملتهم رحلات الإجلاء الأخيرة وخضعوا للحجر المنزلي في بيوتهم لمدة ٢٨ يوما وتراقبهم وزارة الصحة عن طريق تطبيق شلونك وأسوارة بلاستيكية يضعها المواطن في معصمه.
تصوروا هذا القرار يطلب من ٢٨ ألف مواطن كبارهم وصغارهم وخدمهم مراجعة مراكز صحية مختارة لتسليم تلك الأسوارات البلاستيكية ووضعها في صناديق وكراتين مخصصة لذلك. هل يرضيك هذا الكلام يا معالي الوزير؟
إنسان قاعد في بيته ٢٨ يوما مبتعدا عن الاختلاط والناس ولله الحمد لم تأته الأعراض مما يثبت بعد إذن الله خلوه من الفيروس، تجبره على الذهاب إلى مستوصفات، الله أعلم بها، إذا كانت موبوءة لا فيها ناس مصابون وتعرضه للعدوى.. ليش؟
٢٨ يوما المواطن المسكين حاجر نفسه ولله الحمد ما طلعت عليه أعراض وثبت خلوه من المرض تكافئونه بالذهاب إلى مستوصفات بعضها هناك احتمال أن يكون موبوءا!
اللي رجعوا مع الإجلاء الأخير ٢٨ ألفا تبونهم كلهم كبارهم وصغارهم وخدمهم يهجمون مرة وحدة على المستوصفات؟
البلد في فترة حظر شامل ووزارة الداخلية تراقب الشوارع بنقاط تفتيش للتأكد من الناس التي تجوب الشوارع هل لديها تصاريح بالخروج من الحظر أم هي مخالفة للحظر.
هل يعقل يا معالي الوزير إرسال ٢٨ ألف مواطن إلى الشوارع أثناء الحظر ليشغلوا رجال وزارة الداخلية بالكثير من التدقيق والتفتيش؟
نقطة أخيرة: نرجو من وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح التكرم لتوجيه تعليماته الكريمة لإعادة النظر في هذا القرار والاكتفاء بترك الأسوارة مع المواطن والتواصل معه إلكترونيا لإعطائه شهادة الخلو من المرض وخروجه من الحجر دون الحاجة لذهاب ٢٨ ألف مواطن للمراكز الصحية مع ما يشمل ذلك من خروجهم للشارع واحتمال مخالطتهم لغيرهم.
نحن في فترة حرجة، فلنتحد جميعا لتجاوزها بأقل الخسائر.
[email protected]