عندما كنت طالبا بالمدرسة الأحمدية وأول دخولي الحياة الاجتماعية زرت كالمعتاد ديوانية المرحوم ياسين الغربللي في ضاحية الصالحية بمدينة الكويت القديمة وكان ذلك مساء الجمعة تحديدا، حيث تضم الديوانية المهتمين بالعلم والمعرفة ومن لهم أفكار حديثة تخدم المجتمع، إذ دخل علينا المرحوم عبدالله الملا سكرتير الحكومة، آنسنا بحديثه، فقد كان شائقا، لكنه أزمع الخروج من المكان، قال بصوت جهوري سمعه الجميع ان الكويت ستنعم بثروة طائلة، قهقه البعض سخرية من هذا الخبر وصمت آخرون لعدم استيعابهم هذه الكلمة وأجابه احد كبار رواد الديوانية بما معناه: أنى لنا بالثروة الطائلة، ونحن لا نزال نئن من وطأة خسائر نتيجة انحسار أسواق اللؤلؤ؟
استدار الزمان وتغير الحال بالأحوال وبتاريخ يونيو 1946 كانت أولى شحناتها من النفط الى الخارج بالأمر انه عندما قال كلمته كان بصدد التفاوض مع (شركة النفط) النفط بالخير الوفير، فالحمد لله على آلائه ونعمائه.