«بني وطني.. إنني اليوم أعدكم بحمل الأمانة وتولي المسؤولية والسير بها قدما على طريق أسلافنا العظام، مستنيرا بحكمتهم ورؤاهم، إن الثقة التي عبرتم عنها بشخصي - وأنا واحد منكم - لا يمكن أن أبادلكم عنها بالشكر فقط، وإنما بالعمل من أجل الكويت ومن أجلكم فأنتم شيبا وشبابا رجالا ونساء - أنتم لبنات هذا الوطن التي يتكون منها البناء الشامخ الرصين الذي يواجه الأحداث بكل متغيراتها».
كان هذا جزءا من أول خطاب ألقاه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، عقب تولي سموه مقاليد الحكم عام 2006م، وفي هذه الأيام الحزينة التي تعيشها الكويت والأمة الإسلامية والعالم أجمع، أشهد ويشهد الكويتيون أجمعين، أنك يا سمو الأمير، حكمت.. فعدلت، أديت الأمانة على أكمل وجه، وحملت المسؤولية بأفضل شكل، كنت قائدا حكيما لسفينة الوطن، جنبتنا الكثير من المشاكل والصدامات بحكمتك وحنكتك، فرحمة الله عليك.
خبر فراقك يا صاحب السمو فاجعة أبكت قلوبنا قبل أعيننا، رحيلك عنا مصاب جلل، الصدمة وعدم استيعاب الخبر حتى الآن هو حالي وحال الكويتيين جميعا، لأننا نعلم جيدا أننا فقدنا أحد رجالات الكويت الأوفياء، رجلا عمل لسنوات على رفع مكانة الكويت عاليا على المستويين الإقليمي والعالمي، رجلا ترك بصمات واضحة ستظل خالدة في تاريخ الكويت في مختلف المجالات.
مهما نطقت الألسن بأفضل الكلمات، ومهما خطت الأيدي بأحسن الأوصاف، ومهما ذكرنا من مواقف وأفعال، سنظل مقصرين في حقك يا صاحب السمو، لأنك لم تكن يوما مجرد حاكما للكويت، بل كنت أبا وأخا لكل مواطن كويتي، كنت تشعر بآلام وهموم أبناء الوطن، كنت تعلم ما ينقصهم، وما يحتاجون إليه، لذلك فلطالما لم نعتبرك مجرد حاكما يا سمو الأمير.
لا يسعنا سوى أن ننعى ببالغ الحزن والأسى رحيلك يا أمير الإنسانية، وأن نتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله ورعاه، وإلى أسرة آل صباح الكرام، والشعب الكويتي أجمع، وأن ندعو المولى عز وجل أن يبدلك دارا خيرا من دارك، وأهلا خيرا من أهلك، وأن يدخلك الفردوس الأعلى من الجنة.
٭ ختاما: أدعو الكويتيين أن يضعوا كلمة سموه في أول خطاب بعد توليه مقاليد الحكم نبراسا لهم، وخاصة عندما قال سموه: «إن الكويت تنتظر منا الكثير.
واجبنا أن نحول الكويت إلى بؤرة من العمل الجاد والأهم أن نثمن الوقت، وأن ندرك أن الوقت ثروة كبيرة يجب ألا تضيع سدى»، والآن هو وقت التعاضد والوقوف خلف صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله ورعاه، فهو خير خلف لخير سلف، وقادر على حمل الأمانة وقيادة سفينة الوطن نحو بر الأمان في هذه الظروف الاستثنائية.
[email protected]