هزّت ثلاثة انفجارات منفصلة مدينة جلال أباد، كبرى مدن شرق أفغانستان، والعاصمة كابول، مما اسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى وفقا لما ذكره مسؤولون ووسائل إعلام محلية.
واستهدفت قنبلتان على الأقل سيارات لقوات الأمن التابعة لحركة طالبان، بحسب مصادر متطابقة، فيما يعد أولى الهجمات الدامية منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 30 أغسطس الماضي بعد أن استمر وجودها عقدين.
وجلال أباد هي عاصمة ننغرهار، أبرز معقل لتنظيم داعش في أفغانستان وهو خصم طالبان الذي تبنى الهجوم الدموي الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص في مطار كابول في نهاية اغسطس الماضي.
وكان شخصان قد أصيبا، في انفجار، وقع في الجزء الغربي من العاصمة الأفغانية، كابول، طبقا لما ذكرته العديد من وسائل الإعلام المحلية امس.
ووقع الانفجار، في منطقة تسيطر عليها جماعة «الهزارة»، بمنطقة الشرطة الـ13، طبقا لما ذكرته صحيفة «اطلاعات روز» وتعنى «أخبار اليوم» اليومية، التي تصدر في كابول.
وأشارت معلومات أولية إلى أن الانفجار ناجم عن قنبلة مغناطيسية، مثبتة في سيارة خاصة.
وعلى صعيد آخر، قدم وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اعتذارا رسميا عن غارة نفذتها طائرة مسيرة على العاصمة الأفغانية كابول، تزامنا مع عمليات الإجلاء وانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الشهر الماضي، والتي تبين فيما بعد أنها أسفرت عن مقتل 10 مدنيين عن طريق الخطأ.
وقال أوستن في بيان صدر عنه «خلص التحقيق إلى أن الضربة ـ التي نفذت لمنع ما كان يعتقد أنه تهديد وشيك لمطار حامد كرزاي الدولي ـ أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 10 أشخاص، من بينهم ما يصل إلى سبعة أطفال».
وأضاف «بالنيابة عن رجال ونساء وزارة الدفاع، أتقدم بأحر التعازي لأفراد أسر الذين قتلوا، بمن فيهم السيد أحمدي، وموظفو مؤسسة التغذية والتعليم الدولية، جهة عمل أحمدي»، مشيرا إلى أن الضحية لم يكن على صلة بتنظيم داعش ـ خراسان، و«لا صلة له إطلاقا بالتهديد الوشيك الذي اعتقدنا أننا نواجهه».
واعتذر أوستن قائلا «نحن نعتذر، وسنسعى للتعلم من هذا الخطأ الشنيع»، مضيفا«ولهذا الهدف، وجهت بإجراء مراجعة شاملة للتحقيق الذي أكملته للتو القيادة المركزية الأميركية».
ويأتي ذلك بعد ما أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، أمس الاول عن نتائج التحقيق، وتقدم باعتذاره عن هذا الخطأ.
وقال الجنرال ماكينزي للصحافيين «قتل عشرة مدنيين بينهم ما يصل إلى سبعة أطفال، بشكل مأساوي في هذه الضربة» بواسطة طائرة بدون طيار.
وأضاف «من غير المرجح أن تكون السيارة ومن قتلوا على صلة بتنظيم داعش - خراسان»، او أن يكونوا شكلوا «تهديدا مباشرا للقوات الأميركية».
وكان الجيش أعلن في البداية أنه نفذ ضربة في 29 أغسطس أدت إلى تدمير سيارة «محملة بالمتفجرات» في كابول، مؤكدا إحباط محاولة لتنظيم داعش لتنفيذ عملية تفجير في مطار كابول، وذلك بعد بضعة أيام على اعتداء نفذه التنظيم قرب مطار كابول وأدى إلى مقتل 13 عسكريا أميركيا وحوالى مئة أفغاني.
لكن غداة الضربة، أعلنت عائلة سائق السيارة إزمراي أحمدي لوكالة فرانس برس أنه كان يعمل لحساب منظمة غير حكومية وأن عشرة أشخاص قتلوا في الضربة معظمهم أطفال.
وقال إيمال أحمدي شقيق إزمراي لفرانس برس «قتل شقيقي وأولاده الأربعة. خسرت ابنتي الصغيرة وأبناء وبنات شقيقي».
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إنه شرع في حوار مع حركة طالبان الأفغانية يرمي لتشكيل حكومة أفغانية شاملة لكل العرقيات.
وأضاف خان وفقا لما أوردته صحيفة (إكسبريس تريبيون) الباكستانية امس - أنه «بعد لقاءات في طاجيكستان مع القادة حول أفغانستان وخاصة مناقشة مطولة مع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون، بدأت حوارا مع طالبان من أجل حكومة أفغانية شاملة».
وتابع أنه «بعد 40 عاما من الصراع، ستضمن هذه الشمولية السلام واستقرار أفغانستان، وهو أمر ليس في مصلحة أفغانستان فحسب، بل المنطقة أيضا».