استمرت حالة الغموض بشأن مسار التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وإيران، وسط اشارات وتحركات متباينة من الجانبين.
وافادت وكالة «فارس» للأنباء المقربة من الحرس الثوري ان الجيش الإيراني يستعد لإرسال قطع من الأسطول الحربي رقم 62 إلى المياه الدولية، خلال الأيام المقبلة.
وذكرت الوكالة أن الأسطول كان قد أنجز مهمات لحماية السفن التجارية وناقلات النفط الإيرانية إلى مياه خليج عدن.
وأوضحت أن الأسطول مكون من المدمرة «بايندر» والبارجتين «بوشهر» و«لاوان»، مشيرة إلى أن الأسطول سيقوم بمهمات بحرية ودوريات تفقد أمنية والتصدي للقرصنة في المياه الدولية.
من جهته، قال رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمود فايزي، إنه لا فائدة من التفاوض مع الولايات المتحدة في ظل الظروف الحالية.
وأوضح فايزي عقب اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني ناقش إمكانية التفاوض مع واشنطن، أن بعض الدول تسعى جاهدة للوساطة بين طهران وواشنطن، إلا أنه لا فائدة من التفاوض مادام الأميركيون يواصلون ضغوطاتهم ولا يوفون بوعودهم.
وعلى الرغم من ذلك، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، ان بلاده لن تدخل أي حرب مع الولايات المتحدة، بما في ذلك حروب الوكالة.
جاء ذلك في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) امس حول تقييمه للأوضاع والتوتر المتزايد في الفترة الأخيرة بين بلاده وواشنطن.
وأكد فلاحت بيشه في رده على سؤال حول احتمالية دخول إيران حربا بالوكالة مع واشنطن، من خلال مجموعاتها المسلحة التابعة لها في المنطقة، قائلا لن ندخل في أي نوع من الحروب مع واشنطن بما في ذلك حروب الوكالة.
في سياق متصل، اعربت ايران عن استعدادها للالتزام بالاتفاق النووي «بنفس الطريقة» التي التزمت بها فرنسا وباقي الشركاء الاوروبيين بالاتفاق على مدى العام الماضي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي في بيان صحافي ان «طهران لديها الاستعداد لدعم الاتفاق النووي والالتزام به بالطريقة نفسها التي دعمت فيها فرنسا وشركاؤها الاوروبيون الاتفاق طيلة العام الماضي وان تبذل كل ما بوسعها لتنفيذه ـ تماما كفرنسا».
واضاف «نعتقد ان مثل هذا السلوك يجب ان يكون مقنعا للفرنسيين الذين يدعون دعم الاتفاق النووي بشكل كامل».
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان بعد جلسة إحاطة مغلقة لنواب الكونغرس حول التوترات المتصاعدة مع إيران إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى خوض حرب ضد إيران، قائلا إن تعزيز الوجود العسكري في الشرق الأوسط كان يستهدف الردع.
وأضاف شاناهان اول من امس «نحن لا نهدف إلى خوض حرب.. لقد قمنا بردع هجمات من خلال إعادة تهيئة أصولنا.. قمنا بردع هجمات ضد أميركيين».
الى ذلك، دعت روسيا الاتحادية طهران الى الامتناع عن اتخاذ مزيد من الخطوات الخاصة بوقف تنفيذ التزاماتها الناجمة عن الاتفاق النووي.
وقــالـــت الخارجية الروسية في بيان ان موسكو تراقب عن كثب تطورات الوضع حول الاتفاق النووي الايراني بما في ذلك الانباء التي تتحدث عن قرار طهران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم بأربعة اضعاف.
ولاحظ البيان ان الاجراءات التي أقدمت طهران على اتخاذها تأتي في اطار الاتفاق النووي ولا تشكل انتهاكا لأحكامه لاسيما ان هذه التطورات تجرى بعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.