- مدفيديف: مصر «الشريك الرئيسي» لنا في الشرق الأوسط وأفريقيا
خديجة حمودة وأ.ش.أ
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن العلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا، التي يحتفل هذا العام بمرور 75 عاما على تأسيسها، دائما ما تميزت بالعمق والخصوصية، مشددا على أن روسيا ستظل «صديقا وفيا» يمكن الاعتماد عليه لاسيما في ظل تقارب الرؤى والدعم المتبادل في مختلف المحافل الدولية.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته أمام مجلس الفيدرالية الروسي امس كأول رئيس أجنبي يلقي كلمة في هذا المجلس «كانت روسيا دائما، شعبا وحكومة، أول من قدم يد العون لمصر لاستعادة الأرض المحتلة، كما أن مصر لن تنسى مساهمة روسيا في معركتها للبناء والتعمير، حينما ساعدتها على بناء السد العالي، وغيره من المشروعات الكبرى»، مؤكدا أن هذه المواقف التاريخية الداعمة، ستظل دائما عالقة في أذهان المصريين.
واضاف: «أنني أتطلع للانتهاء خلال الأعوام المقبلة، من مشروع عملاق، وهو بناء محطة الطاقة النووية بالضبعة، والتي أثق أنها ستغدو علامة مضيئة جديدة، في مسيرة التعاون بين البلدين، وصرحا ضخما في بنيان شراكتنا الممتدة. وبالمثل، فإنني أنظر إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق قناة السويس، كمثال آخر على عمق شراكتنا. وأود أن أؤكد لكم، أن الباب سيبقى مفتوحا أمام المستثمر الروسي، للاستفادة من المميزات الكبيرة، التي تتيحها السوق المصرية، كبوابة تجارية واستثمارية ضخمة، للعديد من الدول الأفريقية والعربية والآسيوية».
ونوه الى أن مصر بينما تمضي في طريقها نحو المستقبل، تتطلع إلى تعزيز مستوى التنسيق والتواصل مع روسيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون، لاسيما في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها خطر انتشار وتمدد الإرهاب، الذي يتشح زورا باسم الدين، بحثا عن أهداف خبيثة، ومصالح ضيقة، مشددا على أن القضاء على هذه الآفة الخطيرة، يستوجب منا مواجهة جماعية من منظور شامل، نخوض من خلاله، معركة العقول والقلوب ضد أفكار التطرف والانغلاق، مع إيلاء الاعتبار اللازم للبعدين الاقتصادي والاجتماعي، بجانب الإجراءات العسكرية والأمنية.
ولفت الى انه «كما يمثل الإرهاب تهديدا خطيرا على الإنسانية بأسرها، فإن تفكيك مفهوم الدولة الوطنية، تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، يشكل خطرا وجوديا على أمن المنطقة والعالم كله».
وأكد الرئيس السيسي بالقول: «لقد أصبحنا جميعا في خندق واحد، فلم يعد أحد بمنأى عن الخطر، ولم يعد بالإمكان تخطى تلك الأزمات فرادى، أو بدون تحمل كل أعضاء المجتمع الدولي لمسؤولياتهم، سواء عبر الإسراع بتحقيق التسوية السلمية للنزاعات، أو التصدي بحزم للأطراف التي تقف وراء الإرهاب، وتغذيه بالقول أو الفعل أو المال، مشيرا الى ان ما يزيد من حدة الأزمات الراهنة في المنطقة، هو تصاعد حدة الاستقطاب، الذي لن يؤدي في النهاية، إلا لتفاقم الواقع المضطرب من حولنا، وأقولها بصراحة، لم يعد هناك مجال للاصطفاف في محاور، لفرض رؤى بعينها، أو الانضمام لتكتلات، هدفها الانطواء على نفسها، والادعاء بأن تلك المخاطر لا تعنيها، فلا سبيل للوصول لمستقبل أفضل، إلا بتحقيق مزيد من التعاون، وتنسيق المواقف في إطار من الاحترام والتقدير المتبادل، وتفهم الاختلاف والتنوع وثقافة الآخر، والالتزام بالقانون الدولي وبمبادئ الأمم المتحدة، وصولا لنظام عالمي أكثر استقرارا».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف خلال مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مقر إقامته في «غوركي» إحدى ضواحي موسكو: «إن روسيا ومصر تتمتعان بعلاقات مميزة وخاصة»، واصفا مصر بأنها «الشريك الرئيسي» لموسكو في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وشدد رئيس الوزراء الروسي على ضرورة توطيد الإيجابية للتبادل التجاري بين البلدين قائلا: «في الآونة الأخيرة شهدنا زيادة في حجم التبادل التجاري بين البلدين بمقدار يزيد على الثلث مقارنة بالعام الماضي».
وأشار مدفيديف إلى أنه يوجد لدى البلدين الكثير من المشاريع على نطاق واسع مؤكدا أن زيارة الرئيس السيسي ستكلل بعقد اتفاقيات جديدة.
وكان الرئيس السيسي قد وصل أمس الأول إلى موسكو في زيارة رسمية لروسيا تستغرق ثلاثة أيام، يجري خلالها مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول القضايا الملحة في جدول الأعمال الثنائي إضافة للقضايا الملحة في جدول الأعمال الدولي والإقليمي التي تهم البلدين.