- الحريري لجعجع: «القوات» زينة الحكومة وجعجع للحاملين عليه: يضحك كثيراً من يضحك أخيراً
بيروت ـ عمر حبنجر ـ اتحاد درويش
الحكومة اللبنانية في حالة الولادة، لكن المخاض بطيء، الرئيس ميشال عون ابلغ الصحافيين في بعبدا امس ان الحكومة قاب قوسين او ادنى، لكن نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان استبعد ولادة الحكومة قبل 48 ساعة وربما اكثر بعكس الوزير جبران باسيل الذي قال: فينا نهنئ اللبنانيين من اليوم، الحكومة قريبة جدا.
تقاربت مواقيت الولادة ولم تتحدد بشكل حاسم بسبب وجود بعض المستجدات التأخيرية التي حاول الرئيس المكلف سعد الحريري معالجتها مع الرئيس عون والوزير باسيل في زيارة غير معلنة الى بعبدا عصر الاربعاء الماضي، حيث سعى لدى الرئيس عون للتنازل عن حقيبة وزارة العدل للقوات اللبنانية التي سبق ان شغلتها عبر د.ابراهيم نجار.
وفي حين تشير اوساط التيار الحر الى تمسك الرئيس عون بوزارة العدل، تقول مصادر عليمة لـ «الأنباء» ان الرئيس عون لن يتمسك بما يعرقل قيام حكومة عهده الاولى، كما يصفها عادة، وانه وافق ان تعطى هذه الوزارة لشخصية ارثوذكسية من خيار القوات الى جانب موقع نائب رئيس الحكومة، وهنا يعود اسم د.ابراهيم النجار الى الصدارة مجددا.
ووفق معلومات المصادر عينها، فالى جانب العدل ونيابة رئاسة الحكومة، ستكون وزارة الثقافة والاعلام وشؤون المرأة من حصة القوات من حيث المبدأ.
نائب رئيس القوات اللبنانية النائب جورج عدوان عقد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب امس استبعد فيه ولادة الحكومة خلال ساعة او يوم، وقال: القوات مستعجلة على تشكيل الحكومة، لكننا نريدها حكومة ثقة ومكافحة فساد، حكومة توافق وطني، كما يريدها الرئيس المكلف سعد الحريري.
عدوان نفى الشائعات عن التباعد بين القوات والحريري، وقال: نحن نتلقى العروض من الرئيس المكلف، ندرسها ونجيبه عليها، ونحن لا نسعى الى حصص، ولا ننصح بحرق المراحل، فأي حكومة لا تعكس التوازنات السياسية مصيرها الفشل، ووجود القوات في الحكومة يُحصّنها، والحريري لن يشكل سوى حكومة تفاهم وطني.
وكشف عدوان عن تلقي القوات عرضا من الرئيس المكلف بوزارة العدل، وذكر بمرحلة تولي د.ابراهيم النجار هذه الوزارة بأفضل ما يمكن، ونفى وجود علاقة لدعوى د.سمير جعجع على بيار الضاهر حول ملكية محطة «ال.بي.سي.آي» التلفزيونية التي هي محل نزاع قضائي، والقوات اينما كانت ضد الفساد ولتطبيق القوانين.
ويبدو ان الرئيس عون في وارد الاستجابة لهذا الطلب، المعروض من جانب الرئيس الحريري، كما اشارت «الأنباء» آنفا.
بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي، فقد ساهمت زيارة رئيس الحزب وليد جنبلاط الى بعبدا وتقديمه اسماء الشخصيات الدرزية الخمس لاختيار الوزير الدرزي الثالث منها في تهيئة اجواء التفاهم مع التيار الحر الذي تجمعه بالاشتراكي لجنة مشتركة يرعاها رجل المهمات الصعبة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ودورها منع انعكاس الاختلافات السياسية على الشارع.
اللقاء تم برغبة من الرئيس عون عبر صديق مشترك، وقد قرأ فيه البعض نوعا من التجاوز للرئيس المكلف سعد الحريري الذي يبدو انه لم يتفاعل، كما يجب، مع وجهة جنبلاط، المتمسك بوزارة التربية لحزبه والرافض لوزارتي البيئة او المهجرين، وفي معلومات «الأنباء» ان الرئيس عون وافق على ابقاء وزارة التربية من حصة جنبلاط الى جانب حقيبة وزارية اخرى وثالثة وزارة دولة، وسيتولى وزارة التربية النائب وائل ابوفاعور.
بالنسبة لحزب الله، فقد التقى الوزير باسيل بمسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا الذي جاء ليؤكد تمسك الحزب بوزارة الصحة، وبالتالي لينفي ما اشيع عن مبادلتها مع المردة بوزارة الاشغال العامة والنقل، الوزير باسيل حاول اقناع صفا بالمبادلة مع المردة ولما لم يقتنع اشار الى اهمية ان يكون غير الوزير يوسف فنيانوس على رأس هذه الوزارة، لكن صفا اجابه ان تيار المردة هو الذي يسمي ممثله في الحكومة وبلا قيود.
الوزير محمد فنيش (حزب الله) قال لجريدة «اللواء» ان حقيبة الصحة حسمت لحزب الله ولا مجال لأي كلام آخر، وهذا متفق عليه مع حركة امل اولا ثم مع الرئيسين عون والحريري.
وتقول اذاعة «صوت لبنان» ان وزير الاعلام ملحم رياشي حاول التفاوض مع الوزير باسيل على نوعية الحقائب خلال لقائهما في مقر التيار الحر، فأجابه باسيل: التفاوض على الوزارات خارج اختصاصه وهو من اختصاص الرئيس المكلف.
رياشي خرج من اللقاء ليؤكد باسم د.سمير جعجع وباسم جبران باسيل «واكيد باسم الرئيس عون» على قدسية المصالحة بين القوات والتيار.
وتحدث النائب ابراهيم كنعان الذي كان حاضرا الاجتماع باسم التيار والقوات، مؤكدا الاهتمام بحكومة منتجة وليس حكومة متاريس.
ومن سن الفيل، توجه رياشي الى بيت الوسط حاملا رسالة من جعجع الى الرئيس الحريري قائلا له: ننتظر الرد خلال الـ 48 ساعة المقبلة.
بدوره، قال د.جعجع لاذاعة «لبنان الحر» ان رياشي نقل اليه تحيات الرئيس الحريري الذي وصف القوات بـ «زينة الحكومة»، مع الاشارة الى بعض الامور العالقة.
وعن حملة بعض الصحف عليه، قال: يضحك كثيرا من يضحك اخيرا. على اي حال، العقد لا تنتهي هنا، فقد برزت عقدة مصدرها الاحزاب الارمنية التي اصرت على حصتها التقليدية في حكومة الثلاثين وهي وزيران، بعدما تسرب ان هناك اتجاه لاعطائها وزيرا واحدا على ان يكون الآخر من حصة الاقليات المسيحية، وهو ما رفضه حزب الطاشناق واوفد الوزير اواديس سيدنيان لابلاغ هذا الموقف الى الوزير باسيل، واجرى بطريرك الارمن الارثوذكس اتصالات اكدت رفضه اقتطاع مقعد ارمني من الاثنين كما رفضت مختلف الاحزاب الارمنية ذلك.
وتشير معلومات لـ «الأنباء» الى ان الغاية اعطاء المقعد الوزاري المقتطع الى حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية المقرب من بعبدا، والذي اكد حق الاقليات المسيحية في مقعد وزاري، لكنه رفض المواجهة مع احد.