بيروت - عمر حبنجر
أكد رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، عدم استعداده للاستقالة، متفائلا بنتائج لقائه سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، مطمئنا بأن لبنان لن يكون تحت سيطرة أحد بوجوده في هذا المركز.
مواقف دياب هذه أطلقها من دار الفتوى بعد زيارة لم يسبقها إعلان، حيث أجرى محادثات مع المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، بحضور وزير الداخلية محمد فهمي، على امتداد ساعة من الوقت، ثم خرج ليعلن أن لهذه الزيارة نكهة خاصة، وقد تداولنا بمواضيع عديدة، اجتماعية واقتصادية ومعيشية، ودائما نعتمد على حكمة سماحته وخبرته في هذه المواضيع، مشيرا الى أن حكومته تعمل بزخم لتخفف الأعباء عن المواطنين، خصوصا، بما يعني العام الدراسي الطالع.
وأشار الى تقديم مساعدات غذائية لـ 150 ألف عائلة، ونأمل الوصول إلى 200 ألف عائلة، بما يوازي اكثر من مليون ونصف مليون لبناني، منها 500 مليار ليرة للمدارس، وشكر للمفتي دريان توجيهاته، قائلا: نحن دائما تحت مظلة دار الفتوى.
وسئل دياب عن تقييمه لعشاء «الخبز والملح» الذي تناوله مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، فأجاب: لقد بحثنا في مواضيع عدة وهي أبدت كل الاستعداد لمساعدة لبنان في مجالات مختلفة.
وسئل: هل مازال لبنان تحت السيطرة؟ فأجاب: «لن يكون لبنان تحت السيطرة بوجودي في هذا المركز».
وعن قول رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور فضلو خوري «ان هذه الحكومة أسوأ حكومة في تاريخ لبنان لجهة إدراكها وفهمها لملف التعليم العالي، قال دياب: «هذا رأيه الشخصي ولن أرد عليه».
وسئل ما اذا كان يطمئن اللبنانيين الى مقبل الأيام في ضوء المصاعب المعيشية والسياسية، فأجاب: هناك عدة عوامل تلعب دورها في هذا المجال من ضمنها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والحمد لله، أنا أعتبر أننا قلبنا الصفحة في المفاوضات مع الصندوق، وبدأنا نتكلم عن الإصلاحات المطلوبة والبرنامج الذي يجب التوافق حوله مع الصندوق، وهذا سيلعب دوره في اعادة الثقة وسيفتح أبوابا جديدة، منها «سيدر» وصناديق أخرى.
وعن المعلومات المتداولة حول استقالة الحكومة أو استقالة وزراء من الحكومة، أجاب: هذا من ضمن «الفيك نيوز» التي تصدر كل يوم، كلام غير صحيح، ثم كرر: كلام غير صحيح. مكررا العبارة التي يستخدمها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لوصف الاخبار التي تنشرها وسائل إعلام ممولة.
من مجمل تصريح دياب توقف حلفائه، وتحديدا حزب الله، أمام قوله: لن يكون لبنان تحت السيطرة بوجودي في هذا المركز، وتبين ان منشأ السؤال تصريح لمسؤولة حقوق الانسان في الامم المتحدة التي حذرت من خروج الوضع في لبنان عن السيطرة دون تحديد ما اذا كان المقصود السيطرة السياسية او الأمنية او المعيشية.
وعلى الصعيد المالي تحديدا، كشف استاذ الاقتصاد في جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية ستيف آتش هانكي، في تقرير نشره موقع «أساس» في بيروت أمس، ان لبنان على بعد أسابيع فقط، ليكون الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تواجه التضخم المفرط، والدولة 61 في تاريخ البشرية، بعد فنزويلا، وقال: لبنان في دوامة الموت، مستدلا على ذلك، بان حجم النقد اللبناني بلغ عام 2017 نحو 7 تريليون ليرة، وقد قفز الآن الى 17 تريليونا، أي بزيادة 10 تريليونات في بضعة اشهر، بفعل الطبع المتلاحق لليرة.
أما بالنسبة لزيارة دياب الى دار الفتوى، فقد تبين انها تحمل في طياتها معنى الرد الضمني على زيارة كل من رئيسي الحكومة السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، للبطريرك الماروني بشارة الراعي في مقره الصيفي في الديمان بشمال لبنان دعما لدعوته رئيس الجمهورية الى فك الحصار عن السلطة الشرعية، في محاولة من دياب للإيحاء بأن مرجعيته الدينية كرئيس حكومة هي دار الفتوى.
في غضون ذلك عادت «كورونا» إلى مسارها الصعودي المتسارع بموازاة الأزمة المعيشية المتفاقمة، هذه المسألة كانت الطبق الرئيس على مائدة رئيس الحكومة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا، حيث طلب مؤازرتها في التفاوض مع صندوق النقد الدولي واستثناء لبنان من بعض مفاهيم قانون قيصر، وقد كلف وزير الخارجية ناصيف حتي باعداد مراسلة بالاستثناءات المطلوبة.
أما على صعيد التفاوض مع صندوق النقد الدولي، فقد انعقدت جلسة المفاوضات السابعة عشرة امس الاول حول قطاع الكهرباء ولم يتم التوصل إلى نتيجة وستستأنف المفاوضات خلال أيام، وكانت السفيرة شيا طمأنت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن لبنان لن يعاقب.
وبالمناسبة بدأ لافتا عدم مشاركة حركة أمل في التظاهرة التي نظمها حزب الله وحلفاؤه على الطريق المؤدي إلى السفارة الأميركية في عوكر أمس الأول، كان بين المشاركين الحزب الشيوعي والحزب السوري القومي وحزب7، وقد أحرق المتظاهرون علما اعتقدوه العلم الأميركي فإذا هو علم ليبيريا الشبيه له!