- في تتر «دفعة القاهرة» عملنا صك براءة لأن الشخصيات بالعمل لا ترمز إلى أحد
- حاولت أن أتحرر تماماً من سطوة التاريخ.. أي عملية التوثيق المباشرةهبة مشاري
بشار جاسم
مثيرة للجدل في كل عمل تكتبه ويبث على الشاشة، دائما يترصد لها المشاهدون بكل جملة تكتبها أو مشهد رسمته، بدأت بالكتابة نجمة مع «فضة» وتوالت اعمالها حتى أصبحت الرقم واحد من بين المؤلفين، كتبت للكويت ودخلت «سرايا عابدين» واعتبرت نفسها واحدة من «دفعة القاهرة» الذي اصبح ترند رمضان، هي هبة مشاري حمادة التي ترفض الحديث أو الرد على الأقاويل ودائما تحب أن تستمتع بنجاح عملها وكأنها احد المشاهدين، «الأنباء» استطاعت ان تقنعها بإجراء حوار صحافي مفصل عن «دفعة القاهرة» الذي هاجمه البعض للعديد من الأمور.. وإليكم تفاصيل الحوار:
بالبداية نبارك لچ نجاح مسلسل «دفعة القاهرة».
٭ الله يبارك فيكم «يالأنباء»..
هبة شمعنا اخترتي هالفترة أو الحقبة الزمنية للعمل؟
٭ اخترت فترة الخمسينيات في مصر لأنها حاضنة لأحداث جميلة سواء للجغرافيا والمساكن والبيوت والفلل والشوارع ووسائل النقل والسياسة والتحزب اللي صار في ذاك الوقت خصوصا القومية العربية وجمال عبدالناصر.
يعني هل حبيتي توثقين هالتاريخ أو القصة تتطلب؟
٭ بالنسبة لي وخصوصا فترة الخمسينيات راح تسويلي حضانة درامية عالية بالعمل وحاولت اني اتحرر تماما من سطوة التاريخ أي من عملية التوثيق المباشرة وأيضا حاولت اني استزرع مجموعة من الموجودات اللي أساسا ما كانت موجودة بوقتها.
مثل شنو بالضبط؟
٭ مثل الاغاني والمحتويات المعينة لأني كنت ابي استفيد من هالمرحلة وبعيدا عن فكرة التوثيق للتوثيق فقط فتحررت تماما ولو تلاحظ من بداية تتر المسلسل حيث عملنا صك براءة، وأقصد فيها ان أي شخصية بالعمل لا ترمز الى شخص معين بالحقيقة بالإضافة اني استخدمت جزء من التاريخ وما خليت التاريخ يستخدمنا لكني استفدت من المادة الحية الموجودة بكل اللكيشنات.
يعني وصلتي الفكرة اللي في بالچ خصوصا بدخولچ للتاريخ والفترة الزمنية؟
٭ حسي بالكتابة في هالمرة خلاني ألعب بالأسلوب الرمادي وهذي اول مرة اكتب فيها بهذا الاسلوب لأني دايما احب استخدم الابيض والاسود وشوية وضوح، وهذا عبارة عن تجديد بأسلوب الكتابة يعني ما في خير مطلق ولا شر مطلق ويضيع المشاهد بالشخصية على أن تكون حادة كشر أو حادة كخير لأنها باطنها يختلف وبالحلقات القادمة توضح اكثر، ووجودنا بمصر وخصوصا في هالمرحلة واللي اهي بعيدة عن التواصل الحديثة والموبايلات عطاني اريحية بالكتابة وارضية جديدة بالتناول خصوصا خطوط الحب اللي فيها صبر واشتياق بدون الموبايلات الحديثة وأعطت المشاهد ابعاد مختلفة.
شرايچ باللغط اللي قاعد يصير عن قصة العمل انها فكرة من عمل آخر وزمن معروف؟
٭ الترصد هذا يعتبر ظاهرة صحية وسبب رئيسي في شيوع العمل والمسلسل الذي لا يحدث جدل يعتبر عمل غير حادث وغير مكتمل وخصوصا النص الورقي وتعاطي المشاهد معاه يأخذه الى درجة الاكتمال، والاعمال الدرامية والمسرحية، وهي نصوص مكتوبة تعتبر أعمال غير مكتملة ويكملها التواصل مع الآخر والآخر هو المشاهد ويحق له يقول ما يريد طالما اعطانا ساعة من وقته وللتأمل فمن حقه الحديث.
هل وصل المخرج علي العلي ورق هبة حماده للمشاهد بشكل صحيح؟
٭ علي العلي حالة استثنائية وطريقته في استقبال النص الورقي ذكية جدا جدا لأنه يدقق على التفاصيل وعلى أبعاد الشخصية وعنده القدرة على ترويض الكاميرا لصالح الممثل ولصالح المشهد ويعطي حتى للنظرة حقها لأنه يصنع الحالة..عملنا في ظروف جدا صعبة وتعرضنا الى مشاكل كثيرة وانخرطنا بأعراف وأفكار وطرق بالتصوير مغايرة عن تجاربنا بالكويت، وأشكر الفريق المتكامل مع علي وعلى رأسهم خالد الشاعر لأنه صاحب الوساطة بيني وبين علي وجهة الانتاج، وأنا والعلي عندنا مرحلة تفاهم عالية جدا وحاولنا بقدر الإمكان ان نوصل الصورة الصحية.
شنو مشكلة هبة حمادة مع رقابة الكويت.. وليش قررتي التصوير بمصر؟
٭ العملية كانت في المراوحة.. يعني العمل لم يرفض بحيث نتجه الى مكان آخر ولم يقبل لكي ننتجه.. وكانت مراوحة طويلة الأمد وكل أسبوع نرحل للاسبوع القادم والاسبوع القادم الى الاسبوع اللي بعده حتى أصبحت عملية المراوحة الى 6 شهور، بالإضافة الى السنة التي ظل بها المسلسل حبيس الأدراج، واحب اني اشكر رقابة الكويت التي رفضتنا تماما حتى يرى العمل النور والنجاح بالقاهرة واستبعادنا جاء من صالح العمل لأننا لقينا مكان آخر وارض خصبة للتصوير.
طيب التقرير والرفض بسبب شنو بالضبط؟
٭ احنا رقباء على نفسنا وعندنا الوطنية والوعي والمخاض السياسي وعدم المساس بالديانات والذات الالهية والذات الأميرية وجيراننا والإساءة الى الطوائف.. والمصيبة لا توجد لائحة حقيقية ومتعارف عليها دوليا، والمشكلة ان الرقابة بالكويت لها أجندة اخرى قائمة على الآراء الشخصية وهالشي خطر جدا، وأعطيك مثال، يعني لو كتبت مشهد انتقد فيه وزارة التربية على حدث معين أو عن مدرس أخطأ نواجه بالرفض من قبل الرقابة ورقابتنا ترفض أي عمل مثير للجدل على الرغم ان الجدلية عملية صحية، يعني السوشيال ميديا» اليوم تحظى بقبول اجتماعي وهي غير مراقبة، كذلك الصحافة تحظى بقبول اجتماعي وأيضا غير مراقبة والمادة الدعائية (الاعلان) أيضا غير مراقبة وأرى ان رقابة الدراما تخرج الدراما كمادة مسطحة بلا هدف وهذا هو الخطر لعدم تعاطيهم معنا ككتاب.