- للأسف لم أجد المساندة من زملائي الكبار بعد تعرضي للهجوم بسبب تصريحاتي عن الوافدين
- «كورونا» جعلنا نشوف ونحتوي ونحب بعضنا البعض
- أخذنا من «أم جان» شكلها ومهنتها فقط
- فنانة «ردحت لي» مثل الدلالة وأنا سبب ظهورها في الوسط الفني
- ملتزمة بتعليمات الدولة وأقضي وقتي في القراءة والمطبخ
ياسر العيلة
النجمة الكبيرة حياة الفهد هي أيقونة الشاشة الخليجية وسيدتها من دون منازع من خلال أعمالها الرائعة التي قدمتها على مر السنين وجعلتها تتبوأ تلك المكانة عن جدارة واستحقاق، فبمجرد أن يقع نظرك عليها تشعر بأنك تشاهد أمك او أختك، ناهيك عن قدرتها الفذة على تجسيد مجموعة كبيرة من الشخصيات النسائية، اختلطت فيها مشاعر إنسانية متنوعة، ورسمت ملامحها بعناية، وقدمتها بعفوية شديدة.
حياة الفهد فنانة وإنسانة من طراز مختلف، لم تقدم خلال مشوارها في عالم الفن، والتي تعد من أهم وأنبغ رواده، أي شخصية مسطحة بلا أبعاد.
«الأنباء» هاتفت ام سوزان وتحدثنا معها عن عملها الجديد «ام هارون»، وعن أزمة «كورونا»، وأمور أخرى كثيرة، فجاءت اجاباتها صريحة لأبعد مدى كعادتها معنا دائما، والى التفاصيل:
أم سوزان ليش اخترت نص «ام هارون» تحديدا؟ وهل العمل يتناول حياة اليهود في الكويت فقط ام بشكل عام؟
٭ أنا اخترت نص «ام هارون» لأنه مميز، خاصة ان الناس ملت من المواضيع العادية والمكررة، وأهم ما شدني للنص انه يتناول فئة من البشر كانت ومازالت موجودة في عالمنا، صحيح نحن لسنا معهم لكن يجب علينا ان نتطرق لهم من خلال حقبة زمنية قديمة لان لدينا جيلا من الشباب ليس لديهم معلومات عنهم، والعمل انتاج مشترك بيني وبين شركة «جرناس» لأخوي الفنان احمد الجسمي ولصالح محطة «MBC»، والله يوفقنا فيه، وبشكل عام المسلسل لا يتحدث عن مكان بعينه ولم نذكر فيه البلد الذي تدور حوله الاحداث.
كيف وجدت التعامل مع مخرج شاب لا يملك خبرة في الأعمال الخليجية وهو محمد العدل؟
٭ «أم هارون» عمل تراثي وملحمي ضخم، وهذه النوعية من الاعمال تحتاج الى اشخاص مميزين، والمخرجون المميزون في الكويت او الخليج مشغولون باعمال أخرى سواء كانت من انتاجهم او كانوا مرتبطين بعقود مع منتجين آخرين، ففكرنا في التعاون مع شركة «العدل جروب» المعروفين بأعمالهم المتميزة منذ سنوات طويلة، ووقع الاختيار على المخرج الشاب المبدع محمد العدل، وأعماله تشهد له، كما انني استعنت بكاتبين من الشباب هما محمد وعلي شمس، وهذا هو ثاني أعمالهما الدرامية، وللحقيقة هما مميزان ويحملان أفكارا غير تقليدية واعتبرهما دماء جديدة تثري الدراما الخليجية ومن هذا المنطلق اتفقنا معهما.
هل شخصية «أم هارون» لها علاقة بشخصية «ام جان» اليهودية التي كانت تعمل لسنوات ممرضة في البحرين كما تردد؟
٭ لا توجد علاقة بين «ام هارون» و«ام جان»، كل ما في الأمر اننا أخذنا من «ام جان» الشكل والمهنة فقط، ولا توجد أحداث في العمل تربط بين الشخصيتين.
علمت انك من قمت باختيار الفنانين الذين يشاركون معك في المسلسل، وما معايير اختيارك لهم؟
٭ بالتأكيد انا من اخترت الفنانين، وأحببت ألا نضم وجوها مكررة تشارك في أعمال أخرى، وفي «ام هارون» فنانون وفنانات لم يسبق لنا العمل معا من قبل، فالفنانة فاطمة الصفي اشتغلت معي في عمل واحد فقط من قبل وهو مسلسل «الخراز»، والفنانة آلاء شاكر عملت معي أيضا من فترة طويلة من خلال مسلسل «ابلة نورة»، وأتعاون للمرة الأولى مع الفنانين محمد العلوي وفؤاد علي وفرح الصراف وآلاء الهندي، وبالتأكيد كل التقدير والحب لزملائي النجوم الكبار المشاركين في العمل، عبدالمحسن النمر واحمد الجسمي وسعاد علي وفخرية خميس.
بصراحة من الفنانين الذين فوجئت بأدائهم وقت التصوير؟
٭ كما ذكرت لك من قبل ان العمل مميز ويحتاج الى عناصر مميزة في كل شيء، والفنانون على رأس هؤلاء، فالجميع تفانى في تقديم افضل ما لديه، وأقول لهم جميعا «يعطيكم العافية ما قصرتم»، ولكن سأتحدث عن الفنانين الذين عملوا معي للمرة الأولى، فالفنان محمد العلوي ابدع وفأجاني صراحة بأدائه، والفنان فؤاد علي نجم بمعنى الكلمة، كما فاجأتني آلاء الهندي بتقمصها شخصية الانسانة غير السوية بهذه الحرفية، ونفس الشيء ينطبق على الفنانة الموهوبة فرح الصراف.
هل اختياراتك للفنانين نالت رضا المخرج محمد العدل، ام كانت له وجهة نظر أخرى؟
٭ محمد العدل كما ذكرت مخرج شاب وموهوب ومن عائلة فنية عريقة وترك لنا مسألة الاختيار لقلة معلوماته عن الفنانين الكويتيين والخليجيين، وقال لنا «انا واثق من اختياراتكم».
تقديمك لهذا العمل هل يعتبر نوعا من المجازفة، خاصة انه أثار الجدل قبل عرضه؟
٭ من ناحية مجازفة فهي بالفعل مجازفة، وانا مندهشة من انتقاد الناس وحكمهم على العمل قبل مشاهدته، فالمسلسل لا يعتبر سياسيا بحتا، وان كان فيه بعض الخطوط، ولا يتناول العدو الصهيوني وممارساته المرفوضة من الجميع، بالإضافة الى ان احداثه بالكامل تدور قبل عام 1948 بسنوات كثيرة، وكان اليهود في هذه الفترة متواجدين في جميع البلاد العربية في فلسطين ومصر والكويت واليمن والعراق ودول أخرى، وكان توجد حالة من التعايش بينهم وبين شعوب هذه الدول، وكانت لديهم تجارة رائجة، والتاريخ شاهد على ذلك، ولا نستطيع ان ننكر تواجدهم، فهم أصحاب رسالة سماوية، ولهم كتابهم المقدس وهو «التوراة»، مثلهم مثل المسلمين والمسيحيين، فهل الذين اعترضوا على العمل قبل عرضه يعتقدون ان العالم لم يكن به يهود في هذه الفترة؟! ولماذا تعجلوا في الحكم عليه قبل ان يشاهدوه؟ لكن أعداء الشهرة واعداء النجاح واعداء حياة الفهد، وانا أعرفهم جيدا، هم من يحاولون تشويه الصورة، وهؤلاء لا يهمونني على الاطلاق، وانا قلت لك العمل بالنسبة لي مجازفة، وكنت سأنتجه حتى لو سأحتفظ به لنفسي في حالة عدم وجود جهة تنتجه لأنني ببساطة مقتنعة به جدا.
بعيدا عن «ام هارون» كيف تقضي ام سوزان وقتها خلال فترة الحظر الحالية؟
٭ أنا ملتزمة جدا بقوانين الدولة الخاصة بالحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا المستجد، وقاعدة في بيتي منذ تطبيق الحظر وما اطلع الا للضرورة القصوى، واكون في بيتي قبل الساعة الثالثة عصرا، ونفس الشيء يقوم به أولادي في بيوتهم، واقضي وقتي في القراءة، فانا كنت من قبل قارئة جيدة لكن الدنيا شغلتنا، وكانت لدي مكتبة كتب ضخمة، وللأسف راحت أيام الغزو الغاشم ولم يتبق منها سوى عدد قليل من الكتب حافظت عليها، وعندما كنت اجد كتابا يعجبني أقوم بشرائه على ان اقرأه ولكن الدنيا والهواتف الذكية شغلتنا، بالإضافة الى انشغالي بتاليف اعمالي الفنية، ولكن فترة الحظر اعادتني للقراءة، كما اقضي وقتي بالمطبخ لانني احب الطبخ، وللأسف بناتي كن معتادات ان نفطر معا كل عام في رمضان، وفي هذا العام الوضع اختلف والله يزيح هذه الغمة في الشهر الفضيل ويفك «عوق الناس» الذين يبكون ليل نهار بسبب بعدهم عن أهلهم، خاصة انهم كانوا معتادين على قضاء أيام رمضان بين أهلهم واولادهم لكن الآن للأسف لم يتمكنوا من ذلك لظروف «غصب عنهم»، وصحيح ان «كورونا» وباء عالمي الا انني اجد ان له إيجابيات كثيرة، أهمها «لمة الاهل»، حيث أصبحنا نشوف بعض، فالكثير من الاسر كان افرادها لا يلتقون كثيرا، و«كورونا» جعلنا نحتوي ونحب بعضنا البعض، ومن إيجابيات ازمة كورونا بالنسبة لي انهــــا كشفت لي الكثير من الناس الذين كنت مغشوشة فيهم وكنت اعتبرهم زملاء وأصدقاء وأبناء انا مصدومة منهم.
ليش مصدومة منهم، ما فهمت؟
٭ يا عزيزي احيانا المواقف تظهر المعدن الحقيقي للناس، وانا تعرضت لهجوم وإساءة بسبب تصريحاتي في قناة «atv» فيما يتعلق بالوافدين بالكويت، ولم أتأثر بهذا الهجوم على الاطلاق لانني مقتنعة بوجهة نظري ومقتنعة بكل كلمة قلتها، خاصة انني لم «اغلط» في احد، ووجدت دعما معنويا كبيرا من الشعب الكويتي من عائلات وشيوخ ورجال اعمال وأطباء ومهندسين وكل طوائف المجتمع، بالإضافة للدعم الكبير من قبل جمعية المحامين الكويتية الكل ساندوني، ولكن لم اجد أي مساندة من زملائي وزميلاتي الذين تربطني معهم عشرة طويلة وسنوات كثيرة، لم اسمع كلمة حق يقولونها دفاعا عني، وكأنهم «مو موجودين في الدنيا ولا سمعوا ولا شافوا ولا حسوا بموضوعي»، هذا بخلاف بعض الفنانات اللاتي وبكل أسف تهجمن علي لأنهن على ما يبدو خائفات ان يفقدن فانزاتهن، وانا أقول لهم «عيب»، خاصة انني وقفت مع بعضهن وقفات حلوة، ومنهن واحدة ظهرت في الفن على يدي، وقامت «تردح» لي مثل الدلالة، تخيل! وهذه النوعيات لا تهمني، و«الشرهة على الكبار اللي ما سمعت حسهم» باستثناء أبو خالد الفنان الكبير إبراهيم الصلال، حسب علمي انه قال كلمة حق عني، وقال اني ما غلطت في احد، واشكره على ذلك اكيد، فانا لم «اشره على احد ما دق علي للاطمئنان بسبب موضوع كورونا، فكلنا لهينا وانشغلنا ولكن بالازمات والمواقف الصعبة انا دائما متواجدة ولكن اقولها للمرة الألف لهم، حسافة».