رحل عن دنيانا الفنان المصري القدير جميل راتب، أمس «الأربعاء»، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 91 عاما، وشيعت جنازته من الجامع الأزهر بوسط القاهرة.
وعانى راتب من المرض خلال الفترة الأخيرة، وأمضى فترة علاج في فرنسا، وكان مدير أعماله صرح قبل ساعات من وفاته بأن الأخير يتواجد في الوقت الحالي بمستشفى «الأنجلو أميركان» في القاهرة، وأنه فقد صوته خلال ساعاته الأخيرة قبل الرحيل.
ولد جميل راتب في القاهرة لأب مصري وأم صعيدية، وفي بداية الأربعينيات حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر.
وتذكر مصادر بتاريخ السينما المصرية أن البداية الفنية الحقيقية لراتب كانت في القاهرة عندما شارك عام 1946 في بطولة فيلم «أنا الشرق» الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت ومنهم، جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش، وبعد هذا الفيلم سافر إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن.
وعندما عاد إلى مصر شارك في بطولة العديد من الأفلام المصرية، وصار المخرجون الفرنسيون يطلبونه في أدوار البطولة، كما عمل أيضا في بطولة 3 أفلام تونسية أهمها «حلق الواد».
ومن أشهر أعماله السينمائية «الصعود إلى الهاوية» و«الكيف» و«الساحر» و«لورانس العرب» و«البداية»، كما تألق أيضا في الدراما التلفزيونية بأعمال مثل «الراية البيضا» و«ضمير أبلة حكمت» و«يوميات ونيس».
وخاض الفنان الراحل أيضا تجربة الإخراج المسرحي وقدم مسرحيات مثل «الأستاذ» من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية «زيارة السيدة العجوز» والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحي ومسرحية «شهرزاد» من تأليف توفيق الحكيم.
واشتهر راتب كثيرا بإجادته لأدوار الشر ذات الطبيعة المعقدة دون أن يتخلى في كثير من أعماله عن «أناقته» المعهودة، وكرمه مهرجان القاهرة السينمائي بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس، و67 فيلما مصريا، وأعداد كبيرة من أفلام السينما العالمية.