- لقاء أوباما مع خادم الحرمين مهم وهو خير من يعبّر عن همومنا وقضايانا
- الكندري سيعود من غوانتانامو ولكن لا شيء محدداً بشأن هذا الموضوع
- طهبوب:خطاب مرزوق الغانم غير المسبوق أمام الاتحاد «البرلماني» عكس مواقف الكويت التاريخية تجاه فلسطين
هالة عمران
وصف نائب وزير الخارجية السفير خالد الجار الله الحادث الذي شهدته فرنسا مؤخرا «بالإجرامي»، موضحا أن «الكويت أعربت عن ألمها لهذه الهجمات التي شهدتها باريس وعن دعمها لفرنسا»، وأضاف «أكدنا لأصدقائنا الفرنسيين أن هذه العمليات الإجرامية لن تزيدهم إلا صلابة وإصرارا على مواجهة الإرهاب».
وفي تصريح للصحافيين على هامش مشاركته حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة الفلسطينية مساء أول من أمس بفندق الشيراتون بمناسبة ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني السابع والعشرين أوضح الجارالله «أن هذا الحادث يكرس قناعتنا بأننا جميعنا مستهدفون»، لافتا «إلى أن الإرهاب لا يعرف باريس أو بيروت أو الكويت أو المملكة العربية السعودية، وإنما يستهدف الجميع، وما شهدناه في باريس هو أن هذا الإرهاب عالمي الظاهرة، ونحن على يقين بأننا في حرب مفتوحة مع الإرهاب وهذه الحرب لن تتوقف إلا بهزيمته».
وحول ماذا كان حادث باريس سيفرض استراتيجية جديدة لمحاربة الإرهاب، قال إن «استراتيجية مكافحة الإرهاب موجودة والتحالف الدولي موجود، وبالتالي كل ما هو مطلوب حسب ما استمعنا إليه من خلال برقية سمو الأمير وخادم الحرمين الشريفين، حيث أكدا على أهمية تكثيف الجهود الدولية الهادفة لمحاربة الإرهاب»، مضيفا: «نحن مطالبون بتكثيف هذه الجهود وتفعيلها على كل المستويات محليا وإقليميا ودوليا»، موضحا أن «هذه حرب شرسة مع هذه الجماعات والإرهاب المنظم وبالتالي لابد من اليقظة والعمل الجاد والمتواصل في مواجهة مثل هذه التحديات».
وحول زيارة صاحب السمو الأمير إلى موسكو وأبرز ما ركزت عليه المباحثات بين سمو الأمير والرئيس فلاديمير بوتين، قال الجارالله إن «توقيت هذه الزيارة كان مهما وهي زيارة تاريخية ومحطة مهمة جدا في العلاقات الكويتية- الروسية، خصوصا عندما يكون الجانب الكويتي برئاسة سمو الأمير والجانب الروسي كان متشوقا لأن يستمع إلى صاحب السمو وآرائه ونظرته ورؤيته فيما يتعلق بالأحداث والتطورات في المنطقة»، لافتا إلى انهم استمعوا باهتمام لهذه الرؤية، وأيضا الجانب الكويتي استمع إلى رؤية الرئيس بوتين للأوضاع والتطورات على المستويين الإقليمي والدولي»، مضيفا أن «الزيارة كانت بناءة ومثمرة وتم استعراض علاقاتنا الثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين إضافة إلى استعراض القضايا الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالتحدي الكبير الذي نواجهه وهو الإرهاب».
وعن الملف السوري والتقاء الرؤية الكويتية -الروسية بشأن هذا الملف، لفت الجارالله إلى «أن الرؤى الكويتية- الروسية التقت حول مجال محدد وواضح وهو الوصول إلى حل سلمي للازمة السورية»، مبينا أن «معاناة الشعب السوري يجب أن تنتهي، وهناك قناعة لدى البلدين بان القضية السورية لن تحل بالحسم العسكري وإنما بالحل السياسي وبالتالي ما تقوم به روسيا في سورية يهدف بالنهاية إلى الوصول إلى حل سياسي وبذلك قد تهيئ الأجواء إلى الحلول السياسية الذي نهدف إليه جمعا، ونحن شددنا على هذا الموضوع وكانت رؤيتنا متوافقة تماما بشأنه».
وعن اجتماع فيينا بشأن الأزمة السورية وما اسفر عنه، رأى الجارالله أنه «لا يمكن القول ان هذا الاجتماع الثاني تطبيق لأي مبادرة»، معربا عن اعتقاده «بانعقاد اجتماع ثالث ورابع»، لافتا إلى أن «ما دار في فيينا أفكار تناقش من قبل المشاركين وعلى ما يبدو حسب ما تسرب من أخبار على لسان مسؤولين بأن هناك نوعا من الوصول إلى تصور مشترك بين الأطراف المعنية لمستقبل وأفق الحل في سورية»، مؤكدا أن «العملية لن تكون سهلة وهي تحتاج إلى وقت ومشاورات وإقناع العديد من الأطراف خصوصا بشأن مستقبل النظام السوري وهي مسألة لم تحسم بعد وهناك اكثر من فكرة تتعلق بهذا الموضوع».
وعن اللقاء بين الرئيس باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين على هامش قمة العشرين في تركيا، قال «إن قمة العشرين مهمة جدا، وهي فرصة مناسبة لقادة هذه الدول للالتقاء والتحاور والنقاش»، ومبينا أن «لقاء الرئيس أوباما مع خادم الحرمين الشريفين فرصة لبحث الكثير من الموضوعات في منطقتنا وبلورة قضايا كثيرة، ويعد اللقاء مهما لثقتنا المطلقة بأن خادم الحرمين خير من يعبر عن همومنا وقضايانا وما تنطوي عليه من أبعاد».
وحول ما إذا كان ملف الإرهاب سيتصدر محاور لقاء القمة الخليجية، وكذلك اجتماعات لجنة التوجيه المشتركة الكويتية البريطانية، قال الجارالله: «للأسف قضية الإرهاب في أولوية اجتماعاتنا وفي مقدمة القضايا، ونتمنى أن يتراجع هذا الملف وتكون أولوياتنا تنمية واقتصاد ورفاه شعوبنا، لكن بكل أسف قضية الإرهاب تقفز دائما إلى سلم الأولويات».
وعن آخر التطورات المتعلقة بعودة المعتقل الكويتي في غوانتانامو فايز الكندري، لفت الجارالله إلى أنه «سيعود ولكن ليس هناك شيء محدد فيما يتعلق بهذا الموضوع».
وعن موعد الجولة الأوروبية للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بين أن الوزير الخالد سيقوم بهذا الجولة وأضاف «نحن بحاجة لمثل هذه الجولات، وعلاقاتنا تستدعي التواصل المستمر مع أصدقائنا»، لافتا إلى «أن هذه الزيارة قد تشمل ميونيخ في إطار مؤتمر الأمن وتشمل بروكسل ولوكسمبورغ وفيينا ونتمنى لمعاليه كل التوفيق وأن تسهم هذه الجولة في تعزيز علاقاتنا وصداقاتنا مع هذه الدول».
وعن مناسبة ذكرى استقلال فلسطين الـ 27 قال: «إنها مناسبة قريبة إلى قلوبنا جميعا ومشاركتنا للأشقاء الفلسطينيين هي مشاركة وجدانية وهذه القضية قضيتنا التي عشنا معها منذ الصغر ولا زلنا نعيش مأساة الشعب الفلسطيني».
وأضاف: «الكويت وقفت مع الشعب الفلسطيني وساهمت في دعم الثورة الفلسطينية وبكل ما يتصل بالعمل السياسي للدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط للوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية»، لافتا إلى أن «قادة الثورة الفلسطينية انطلقوا من الكويت التي احتضنت الثورة وقادتها الذين انطلقوا من هنا في كفاحهم في سبيل تحرير أراضيهم وسيواصلون هذا الكفاح إلى حين تحقيق الحل العادل والشامل»، مبينا أن «هذه الاحتفالية مختلفة تم خلالها عرض فيلم وثائقي جسد الممارسات الإسرائيلية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني الذي نتمنى له كل الأمن والاستقرار».
وأشار إلى أن «اجتماع اللجنة المشتركة الكويتية- الفلسطينية سيعقد وهناك اتصالات مع الأشقاء في فلسطين لتحديد الموعد المناسب وتحضيرات ثنائية لبلورة الملف الخاص باجتماعات اللجنة»، موضحا أن «أبرز الملفات التي ستناقش التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي فيما يدعم هذه القضية، وهناك تفاصيل عديدة تتعلق بدعم الفلسطينيين عبر آليات عديدة الكويت ملتزمة بها، كما انه قد يكون هناك توقيع عدد من الاتفاقيات التي تسهل التعاون بين الكويت وفلسطين».
من جهته رحب السفير الفلسطيني د.رامي طهبوب «بالحضور باسم الرئيس محمود عباس وبالنيابة عن أبناء الجالية الفلسطينية»، وقال «نحن نحتفل اليوم بالذكرى السابعة والعشرين لإعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أعلنه الرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات في الجزائر في 15 نوفمبر 1988، والذي تم فيه إعلان قيام دولة فلسطين على أرضنا الفلسطينية».
وأضاف «ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من تنكيل وإعدامات ميدانية وتدنيس لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض وبشكل يومي لاعتداءات قطعان المستوطنين بحماية جنود الاحتلال والذي كان السبب الرئيسي فيما يتعرض له أبناء شعبنا من قتل وتعذيب وكل أشكال الانتهاكات، دفعني إلى أن أضعكم امام ما يتعرض له أبناء شعبنا من قهر ومعاناة وانتهاكات».
وتابع «منذ أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية ساحقة لرفع العلم الفلسطيني فوق مقر الأمم المتحدة، قررت حكومة المستوطنين الإسرائيليين برئاسة بنيامين نتنياهو أن تقلب الطاولة على رؤوس الجميع بتصعيد إجراءاتها على الأرض لفرض وقائع جديدة تفضي إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا إدراكا منها بأن هذا العمل سيستفز مشاعر الفلسطينيين ويجرهم إلى دوامة عنف تؤدي إلى القضاء على أي مساع أو إمكانية لعملية سلام عادلة تقوم على أساسها دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ولأن هذه الحكومة المتطرفة لا تريد السلام ولا تسعى إليه».
وتحدث عن «سقوط الشهداء الفلسطينيين منذ الأول من أكتوبر الماضي وحتى يومنا هذا الذين كان ولايزال معظمهم من الأطفال والفتية تتراوح أعمارهم بين 13-19 عاما، وقد سقط هؤلاء الشهداء نتيجة قتلهم بدم بارد وإعدامهم ميدانيا وحرقهم أحياء على يد قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين الذين تجردوا من أي مشاعر إنسانية».
وأضاف أن «هذه الجرائم الشنيعة لا تستفز الفلسطينيين فقط إنما كل العرب والمسلمين ومحبي السلام».
معربا عن شكره «للموقف الكويتي المشرف تجاه ما يحدث وذلك عبر الخطاب غير المسبوق والتاريخي الذي كان له الأثر الأكبر في رفع معنويات ودعم أبناء شعبنا العظيم الذي ألقاه مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي أمام الاتحاد البرلماني الدولي الأخير الذي عقد في جنيف والذي دعا فيه إلى طرد إسرائيل من هذا الاتحاد»، معتبرا «هذا الخطاب بأنه يعكس مواقف الكويت التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته».
وشكر طهبوب الغانم «على هذا الخطاب الأصيل النابع من ضمير إنسان يعيش معاناة أبناء شعبنا ويشعر بألمه وقهره، وهذا ليس بغريب على الكويت وأبناء الكويت الذين جبلوا على حب فلسطين وقضيتها، أبناء قائد العمل الإنساني وزعيم الديبلوماسية العربية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي علم أبناء الشعب الكويتي بل علمنا جميعا معنى الانتماء العربي الأصيل والذي ومنذ عشرات السنين يحمل القضية الفلسطينية معه في جميع لقاءاته الثنائية وفي كل المحافل الدولية ويبقي فلسطين والقدس على رأس أولوياته».