بقلم: سفير أوكرانيا لدى الكويت د.اولكساندر بالانوتسا
تحتفل أوكرانيا بالذكرى الـ 28 لاستقلالها. في نفس هذا اليوم في سنة 1991 اعتمد البرلمان الأوكراني وثيقة سيادة دولة أوكرانيا، مما مثل مرحلة جديدة في تطوير أوكرانيا الحديثة والديموقراطية.
على مدار ألف سنة من تاريخها أكدت أوكرانيا للعالم أن الأوكرانيين قادرون على حماية القيم الديموقراطية واستقلال بلادهم.
يعتبر إعلان سيادة دولة أوكرانيا سنة 1991 من أهم العناصر في ثقافة بناء الدولة التي بلغت عمرها 1000 سنة وبدأت في القرن التاسع خلال قمة تطور دولة روس الكييفية (القرن 9 - 13).
وقد ساهمت جميع المراحل التي مرت عبرها أوكرانيا في تطوير أسس دولتنا السياسية والقانونية والأخلاقية.
ومن الخصائص التي ورثت أوكرانيا من دولة روس الكييفية هي كلمة «أوكرانيا» المذكورة في المخطوطة «هيباتيان» سنة 1187 والشعار الوطني لأوكرانيا «تريزوب».
لقد ورثنا من دولة القوزاق (القرن 15 - 18) التقاليد العسكرية ودستور فيليب أورليك 1710م، الذي يعتبر واحدا من أول الدساتير في أوروبا.
إضافة إلى ذلك قامت مبادئ دستور فيليب أورليك بتقوية إنشاء الدولة الأوكرانية في بدايات القرن الـ 20.
خلال ألف سنة من تاريخ أوكرانيا كانت الطموحات إلى الحرية إحدى الميزات الرئيسية للهوية الأوكرانية، ما شجع الشعب الأوكراني على الكفاح من أجل الاستقلال والمستقبل المزدهر، على الرغم من أن قيمة الحرية كانت مرتفعة للغاية تشمل ملايين الشهداء الذين سقطوا ضحايا للحروب والقمع.
في القرن العشرين فقدت أوكرانيا سيادتها عدة مرات، لكن الأوكرانيين لم يستسلموا أبدا في الكفاح من أجل استقلالهم.
في 24 أغسطس 1991 ظهرت أوكرانيا مجددا كدولة مستقلة فكان هذا الظهور في الواقع فقط ولادة جديدة للدولة الأوكرانية.
كان إعلان سيادة الدولة الأوكرانية عام 1991 عبارة عن الحلقة الثانية للاستقلال لأنه تم إعلان السيادة كذلك قبل هذا الحدث في 22 يناير 1918. في العام 1918 اعتمدت السلطات الأوكرانية العلم الأزرق والأصفر العلم الوطني، والذي يعود تاريخه الى عام 1848 عندما كان رمزا للأوكرانيين المقيمين في الأراضي التاريخية غرب أوكرانيا «هاليشينا».
وحسب التفسير الأكثر شهرة لألوان العلم الأوكراني يمثل اللون الأزرق السماء الهادئة في حين الأصفر عبارة عن حقل القمح المثمر.
في الوقت الحاضر تحتفل أوكرانيا يوم 23 أغسطس كعيد العلم الوطني.
يشرفنا أن نؤكد على أن أوكرانيا كانت دائما تتمتع بروح الوحدة رغم مشقات طريقها نحو الاستقلال والسيادة وكانت صامدة في التغلب على المحن الشديدة.
وبفضل دعم الشركاء والأصدقاء الموثوقين نشعر بزيادة القوة للتغلب على جميع الحواجز.
ولهذا الغرض نبذل قصارى جهودنا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين أوكرانيا ودولة الكويت والمساهمة في قيام مسؤولي البلدين بالزيارات المتبادلة.
وفي هذا السياق نتشرف بأن ننتهز هذه المناسبة للتعبير عن عميق امتناننا وتقديرنا لحكومة وشعب الكويت الصديقة على الدعم الدائم لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، كما نتمنى للكويت وشعبها التطور والازدهار.