- مشاركة أوكرانيا في معرض الخليج الخامس للدفاع والطيران دليل على اهتمامها بالتعاون الدائم مع الكويت
- زرت عدداً من ديوانيات الكويت وأعجبت بما يدور بين روادها من نقاش وتبادل آراء حول القضايا المختلفة
حوار: يوسف غانم
أكد سفير أوكرانيا لدى الكويت د.أوليكساندر بالانوتسا تطور العلاقات الأوكرانية ـ الكويتية في جميع المجالات، خصوصا في السنوات الأخيرة التي شهدت الكثير من اللقاءات الثنائية بين قيادتي البلدين، وكذلك لقاءات اللجان المشتركة، معلنا عن تنظيم أسبوع أوكرانيا بالكويت في يناير المقبل واجتماع اللجنة الأوكرانية ـ الكويتية في مارس 2020، والذي يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة.
ودعا السفير د.بالانوتسا جميع الكويتيين الى زيارة أوكرانيا سواء للسياحة أو الاستثمار، حيث ان هناك العديد من الفرص الاستثمارية مع حرص الحكومة على تذليل جميع العقبات والعوائق التي قد تعترض المستثمرين وبما يضمن حماية استثماراتهم، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من الإمكانات والخبرات الأوكرانية في المشاريع التي تعمل الحكومة الكويتية على إنجازها في مجال البنية التحتية والإسكان والطرق والجسور.
وعبر السفير الأوكراني، خلال لقائه مع «الأنباء»، عن سعادته بتمثيل بلاده لدى الكويت، وبما لاقاه من حفاوة وكرم ضيافة لدى الشعب الكويتي، مشيرا إلى حرصه على تعلم اللغة العربية والتعرف على العادات والتقاليد في هذا البلد المضياف، فإلى التفاصيل:
ما انطباعك عن الكويت بعد اعتمادك سفيرا لأوكرانيا فيها؟
٭ حقيقة أنا سعيد جدا بأن أمثل بلادي في هذا البلد المضياف، ولا أشعر بالغربة هنا حيث أحرص على تعلم اللغة العربية، والتعرف على ثقافة وطبيعة الشعب الكويتي، وقد لمست لديهم الطيبة والكرم والثقافة الواسعة، إضافة إلى علاقاتهم الاجتماعية المتينة المبنية على الاحترام والتقدير والتواصل بين جميع أطياف المجتمع، وذلك عبر الديوانيات التي زرت بعضها، واستمتعت بما يدور فيها من نقاشات تهم الناس في الموضوعات والقضايا المختلفة بأسلوب راق.
كما ستنظم السفارة اسبوع اوكرانيا في الكويت خلال يناير المقبل والذي سيتضمن العديد من الانشطة الثقافية والفنية والرياضية والصحية التي تعرّف الجمهور بأوكرانيا وبما تمتلكه من تراث وتاريخ عريق وتنوع ثقافي واقتصادي.
تنسيق وتعاون
وكيف تنظرون إلى العلاقات الكويتية ـ الأوكرانية وتطورها في السنوات الأخيرة؟
٭ تشهد العلاقات بين أوكرانيا والكويت تطورا كبيرا في جميع المجالات، حيث تمت زيارات على مستوى القيادة، وهناك تنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا فيما يتعلق بالسلم والأمن الدوليين، وأستطيع أن أؤكد على وجه اليقين الطبيعة الودية والانفتاح المطلق لهذه العلاقات والتي تم اختبارها على مر السنين، فقد تبادل بلدانا المساعدات مرارا وتكرارا، ولايزال لدينا الكثير من الإمكانات للتعاون الثنائي في الأفق المنظور وبما يحقق الفائدة لدولتينا وشعبينا الصديقين.
وتأكيدا لهذا التعاون، ستنعقد اجتماعات اللجنة الكويتية ـ الأوكرانية المشتركة في مارس المقبل، وذلك لبحث ما تم إنجازه وتناول موضوعات جديدة تهم البلدين والشعبين الصديقين.
وما أبرز أوجه هذا التعاون؟
٭ برأيي يجب أن يكون التعاون التجاري والاقتصادي المنصة الأولى لتفعيل الحوار السياسي، وأقول عبر جريدة «الأنباء» إن الأبواب في أوكرانيا دائما مفتوحة أمام الكويت والكويتيين وفي جميع الاستثمارات، حيث تعتبر أوكرانيا سوقا كبيرة ومفتوحة في الكثير من مجالات الاقتصاد، بسبب ما تمتلكه من مقومات اقتصادية وفرص استثمارية متنوعة في الزراعة التي يمكن تصدير منتجاتها للكويت والمنطقة، أو الصناعة والآلات والطيران، وفي الكيمياء والصناعات الكيميائية، وفي السياحة أو العقارات التجارية والخاصة، وكذلك في مجالات الطاقة وغيرها من أبواب الاستثمار والتنمية، كما أن هناك تعاونا بين بلدينا في المجال العسكري والتقني والثقافي، حيث شاركت أوكرانيا بجناح في معرض الخليج الخامس للدفاع والطيران والذي لاقى نجاحا كبيرا بفضل الإقبال الكبير عليه، حيث تشارك فيه 212 جهة وشركة متخصصة في الصناعات العسكرية، وفي نوفمبر الماضي كانت هناك مشاركة للباحثة والمترجمة أولينا خوميتسكا، حيث قدمت محاضرة في جامعة الكويت حول «الثقافة العربية بين الوحدة والتنوع»، وهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة لتطوير هذا التعاون وتحقيقه على أرض الواقع.
فرص وتسهيلات
أنتم تدعون المستثمرين لدخول السوق الأوكرانية، فما الضمانات التي يحصلون عليها؟
٭ يمكنني القول وبكل ثقة اننا لدينا إمكانات هائلة للتعاون في مجال الاستثمار بين بلدينا، واليوم في أوكرانيا تعطى الأولوية لخلق جميع ظروف اللازمة لتدفق الحد الأقصى من الاستثمار الأجنبي المباشر.
وتحقيقا لهذه الغاية تنفذ حكومتنا مجموعة من التدابير لإزالة كل العوائق والعقبات التي قد تعترض تطوير الأعمال وتوسيع الفرص لحماية الاستثمارات في أوكرانيا من خلال إصدار القوانين وعقد الاتفاقيات المشتركة التي تضمن حقوق الجميع.
تشهد الكويت نهضة عمرانية وهناك العديد من المشاريع المختلفة ذات الطبيعة الإنشائية، فهل لدى الشركات الأوكرانية الإمكانية لدخول هذا السوق؟
٭ أعتقد بشكل راسخ أن الشركات الأوكرانية تمتلك ما يكفي من القدرات والخبرات والموارد البشرية للمشاركة بنجاح في المشاريع التي وضعتها الحكومة الكويتية بالخطة الطموحة طويلة الأجل لتطوير البنية التحتية في البلاد ضمن رؤية «كويت جديدة 2035»، خصوصا في مجالات الإسكان ومشاريع المساكن الجماعية وإعادة بناء المنشآت الصناعية والطرق والجسور، كذلك في المجال الزراعي، كما أن لدى الشركات الأوكرانية والمتخصصين الأوكرانيين إمكانات ضخمة يمكن استثمارها في مشاريع تحديث منشآت النفط والغاز.
تنوع سياحي وثقافي
وماذا عن السياحة في أوكرانيا؟
٭ تعتبر أوكرانيا من أكثر البلاد جذبا للسياحة بسبب طبيعتها المتنوعة والخلابة، حيث تجمع التاريخ والحضارة بما فيهما من شواهد وآثار من قلاع وحصون وكنائس ومبان قديمة ومتاحف متنوعة تنتشر في معظم المدن الأوكرانية، كذلك فيها الأنهار والبحيرات والغابات والشواطئ الجميلة، ومعروف عن الأوكرانيين طيبتهم وحسن ضيافتهم، وهذا الانطباع لدى كل من يزور أوكرانيا، سواء من الطلبة العرب الدارسين هناك أو من السياح والزوار بشكل عام، وهناك شبكة واسعة من الطرق البرية وسكك الحديد والمطارات والموانئ التي تجعل الحركة سهلة وميسرة بين الأماكن.
وفي أوكرانيا تنوع كبير من حيث الفنادق بدرجاتها المختلفة، والتي تقدم أفضل الخدمات لنزلائها، وبأسعار مناسبة جدا، سواء كان ذلك في المدن الرئيسية أو المدن الصغيرة والتي لكل منها ميزاتها الخاصة، والتي سترضي جميع المستويات والأذواق، وهناك أيضا العديد من المطاعم العالمية والعربية التي تقدم أفضل الوجبات من المأكولات والمقبلات والحلويات بأنواعها.
أوكرانيا باتت معروفة بتطور خدماتها العلاجية والصحية، هناك الكثيرون الذين يتحدثون عن ذلك، فماذا تقول للقارئ؟
٭ لدى أوكرانيا الكثير من الخبرات الطبية والعلاجية حيث ان هناك العديد من الأطباء المعروفين عالميا والذين لهم إنجازات طبية مسجلة على مستوى أوروبا وأميركا والعالم، فالخدمات العلاجية تتصف بأنها رخيصة نسبيا مقارنة بغيرها من الدول الأوروبية، خصوصا في مجال طب الأسنان والجراحة والعلاج بالخلايا الجذعية وغيرها، ولعل البروفيسور د.كوزافكين يعتبر واحدا من أفضل الأطباء على مستوى العالم في علاج الشلل الدماغي لدى الأطفال، وقد حضر إلى الكويت أكثر من مرة وتحدث عن طريقته في العلاج، كما أن هناك مرضى كويتيين يتلقون علاجهم في مركزه، وقد أشادوا بما لاقوه من خدمات طبية ونتائج إيجابية، كما أن هناك وفدا من إدارة العلاج الطبيعي في وزارة الصحة الكويتية قام بزيارة المركز واطلع على طرق العلاج فيه، وحقيقة أن د.كوزافكين يبدي استعداده الدائم للتعاون مع الجانب الكويتي ووضع خبراته وإمكانات مركزه بين أيدي الأطباء والاختصاصيين الكويتيين للإسهام في علاج الأطفال ومرضى الشلل الدماغي، كما تعمل شركة «فيفوس» على افتتاح مركز علاجي داخل الكويت بالتعاون مع البروفيسور د.كوزافكين لعلاج الأطفال مرضى الشلل الدماغي.
وهل التعاون الصحي في هذا المجال فقط؟
٭ بالتأكيد لا، فهناك العديد من المجالات الصحية التي تتميز بها أوكرانيا، كطب الأسنان والعيون والجراحة وغيرها، وزيارة الوفد الطبي الكويتي جاءت بالتنسيق مع وزارة الصحة وضمن تعزيز التعاون بين الكويت وأوكرانيا في المجالات الطبية، حيث تم ترتيب هذه الزيارة إلى أوكرانيا للاطلاع على الخدمات الطبية في المشافي الأوكرانية، وتأهيل المرضى باستخدام «أسلوب كوزافكين»، وعلاج المواطنين الكويتيين في المستشفيات الأوكرانية المتخصصة في الخلايا الجذعية واقامة حملات إنسانية من قبل كبار جراحي القلب في أوكرانيا، ويسعدني أن أتوجه بالشكر إلى وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح وإلى وكيل الوزارة د.مصطفى رضا، وإلى جميع الوكلاء المساعدين والعاملين في الوزارة على تجاوبهم وتعاونهم، ونأمل أن يحقق ذلك الفائدة للمرضى بجميع الحالات.
معادلة الشهادات
وأين وصلتم في مسألة معادلة الشهادات الأوكرانية لدى وزارة التعليم العالي في الكويت؟
٭ هناك تواصل بهذا الشأن وقد دعونا وفدا من وزارة التعليم العالي في الكويت لزيارة أوكرانيا ووزارة التعليم الأوكرانية والاطلاع على بعض الجامعات فيها وبشكل عشوائي للتعرف على مستوياتها والمناهج المعتمدة فيها، ومعرفة الخبرات الأكاديمية والتدريسية التي تعمل فيها، ونحن متفائلون في هذا الجانب لأن ثقتنا بمؤسساتنا التعليمية كبيرة والخريجون منها أثبتوا جدارتهم وقدرتهم المميزة في مجالات دراستهم، كما تسلمنا رسالة من وزارة الخارجية ولدينا قائمة بمقاييس اختيار الجامعات.
هل بحثتم مع الجانب الكويتي إجراءات التأشيرة الإلكترونية للمواطنين الأوكرانيين؟
٭ نعم، وقد كان لدينا لقاء مع المدير العام لإدارة الهجرة بوزارة الداخلية الكويتية العميد عبدالقادر شعبان يوم 20 نوفمبر الماضي، وناقشنا خلال الاجتماع قضايا التعاون الثنائي في مجال الهجرة، خصوصا إجراءات إصدار التأشيرات الإلكترونية الكويتية للمواطنين الأوكرانيين، وإقامة اتصال فعال بين السفارة الأوكرانية والأقسام المختلفة التابعة لإدارة الهجرة، وأيضا تبادل المعلومات والإحصاءات حول عدد الأوكرانيين الذين يزورون الكويت، والأمور ذات الشأن، وكان اللقاء ناجحا.
الصداقة والسلام
عقدت في نوفمبر الماضي فعاليات مؤتمر «حوارات البلاد ـ العواصم ـ المدارس من أجل الصداقة والسلام والتعاون» في كييف وكانت هناك مشاركة كويتية، ما طبيعتها؟
٭ نعم كانت هناك مشاركة مميزة من الكويت في هذا المؤتمر الذي عقد في 7 نوفمبر الماضي برعاية سفارة الكويت لدى أوكرانيا، وهذا المؤتمر يعتبر أول مؤتمر مشترك في تاريخ العلاقات الأوكرانية ـ الكويتية، حيث تم عبر تقنية «سكايب» بهدف إقامة نوع من علاقات التعاون والصداقة بين شباب البلدين الصديقين.
وقد افتتح المؤتمر بكلمة لسفير الكويت لدى أوكرانيا د.راشد العدواني وأنا كذلك كانت لي كلمة، كما تحدث مديرا مدرسة ام كلثوم في الكويت ومدرسة اللغات الشرقية في كييف، وبمتابعة أيضا من صحيفة أوكرانيا بالعربية ورئيس تحريرها د.محمد فرج الله، وقلت في كلمتي للمشاركين: إننا في هذا اليوم سنبني جسر الصداقة، وهو ذو أساسين: الأول في أوكرانيا، والثاني في الكويت، وسيكتشف 60 تلميذا كويتيا أوكرانيا، سيجدونها بلدا عبقريا ورائعا وممتعا وذكيا، وسيكتشف 130 تلميذا أوكرانيا عالم التقاليد الشرقية والعربية عبر الكويت، وإن هدفنا الرئيس تشجيع الشباب على دراسة اللغات الأجنبية، ليس هناك سوى رفاهية حقيقية وحيدة، إنها العلاقات الإنسانية، كما قال أنطوان دو سانت إكزوبيري.
وكيف جرت وقائع المؤتمر؟
٭ لقد قدم الأطفال خلال المؤتمر أبرز الرقصات والأغاني والأشعار الشعبية من تراث البلدين، وتحدثوا مع بعضهم البعض في إطار «مكبر الصوت المفتوح» open microphone، وسلموا لي وللسفير د.العدواني «الحقائب الديبلوماسية» مع رسائلهم ورسوماتهم والهدايا التذكارية الموجهة إلى أصدقائهم الجدد في كل من أوكرانيا والكويت.
ويسعدني أن أشير إلى أن هذه الفعاليات جرت بشراكة من وسائط الإعلام بالكويت: طارق إقبال «VOOP»، ومن وسائط الإعلام في أوكرانيا: «أوكرانيا بالعربية»، محمد فرج الله.
كما حضر هذا المؤتمر الذي عقد في الكويت في مدرسة ام كلثوم بنت عقبة بمنطقة اشبيلية التابعة لمنطقة الفروانية التعليمية وفد من وزارة التربية.
كلمة أخيرة؟
٭ أنا حقا سعيد جدا بتواجدي في الكويت وأن أمثل بلادي كسفير في هذا البلد، حيث إنني كل يوم أكتشف شيئا جديدا ومميزا، وقد أسعدني جدا ما شاهدته من إقبال على الثقافة وحب الاطلاع لدى الناس، ورغبتهم الدائمة في التعلم، إضافة إلى الروابط الاجتماعية المبنية على أسس قوية تدل على عراقة هذا الشعب.