بشرى الزين
تلاقت الحضارات في بيت واحد حتى كادت كل زاوية تنطق بتاريخ هذا الصرح وكل ركن يقص حكاية أجداد جالوا بلاد الفرس والهند وارتبط اسمهم برواد التجارة والإعمار في الجزيرة العربية.
وكان ديوان البدر قبلة صباح امس لعضوات النادي الديبلوماسي من زوجات السفراء والديبلوماسيين ودارة مفتوحة لاستضافتهن من طرف فاطمة البدر احدى حفيدات عميد عائلة البدر ومؤسس الديوان المرحوم يوسف عبدالمحسن البدر.
فاطمة البدر التي كانت في استقبال ضيفات الديوان تؤقت في البداية تاريخ العائلة وبناء البيت، حيث أوضحت انه جزء من تاريخ الكويت الذي لايزال شاهدا على الهندسة المعمارية التي جمعت بين ما هو عربي وفارسي، مشيرة الى انه تم جذب مهندسين من جامعات ايرانية وآخرين كويتيين لبناء البيت الذي ظل عنوان الهوية الثقافية والعمرانية للكويت.
وأضافت البدر ان البيت الذي تبلغ مساحته 3000م2 لايزال يحتفظ بجميع أقسامه الخمسمائة بما يحتويه من ديوان للضيوف وغرفة رئيسية لصاحب البيت، اضافة الى غرف زوجاته وأبنائه، و قسم يحتوي المطبخ وغرف الخدم وغرفة للخيول العربية الاصيلة.
وذكرت البدر في جولة برفقة عضوات النادي الديبلوماسي في أرجاء «البيت» ان بناءه استغرق 10 سنوات بداية من 1837 الى 1847 حيث شيد من الطين وغلف بالاسمنت لتكون أسقفه من الخشب و«الجندل».
كما تعرفت الزائرات على طبيعة الحياة اليومية من خلال معاينة حوش المطبخ الذي يتميز بوجود بئر ماء بالقرب من الحمام حيث يصل ما بين البئر والحمام حائط مجوف يسمى بـ (القرو) يسمح بتخزين الماء ويميل الحائط في اتجاه الحمام ما يسهل عملية انسياب الماء بشكل متصل يشبه الصنبور.
وبينت ان هذه العملية تدل على ان اهل الكويت في تلك الفترة اخذوا بكل ما من شأنه تحسين الحالة المعيشية لهم. وما يوفر لهم النظام والرفاه.
كما ان حوش المطبخ توجد به غرفة كبيرة ومجاورة له تستخدم لتخزين الأرز «العيش»، مشيرة الى ان هذا المطبخ كان دائم الحركة بسبب كبر حجم الاسرة. وأضافت خلال شرحها، ان حوش الغنم يمكن الدخول اليه عبر حوش المطبخ، حيث توجد داخله غرفة لتخزين السعف وأخرى للبقر والدجاج مذكرة بان أهل الكويت كانوا يحرصون على الرفق بالحيوانات، فكانت تنعم بالظل عبر عريش تم بناؤه خصوصا للاستظلال من حرارة الشمس.
إعجاب وتقدير
في ختام جولة عضوات النادي الديبلوماسي في بيت البدر اعربت رئيسة النادي الشيخة هنوف البدر عن شكرها لصاحبة الاستضافة فاطمة البدر ووالدتها خالدة القطامي صاحبة الفكرة، معبرة عن سعادتها بما لقيته هذه الجولة من استحسان وتقدير لدى عضوات النادي اللواتي عبرن عن اعجابهن بهذا المعمار القديم الذي يؤرخ لحقبة من تاريخ الكويت ورجالاتها الذين ساهموا في نهضتها وتطورها، مشيرة الى ان مثل هذه الجولات فرصة للتعريف بملامح الكويت قديما.
تجارة الخيول
ذكرت فاطمة البدر التي تنتمي الى الجيل الخامس من عائلة الراحل يوسف البدر انه مؤسس العائلة في الكويت وتنحدر من قبيلة عنزة في نجد، قدم الى الكويت في اوائل القرن الـ 19 واشتهر بتجارة وتربية الخيول العربية الأصيلة وتصديرها الى خارج الجزيرة العربية، حيث جنى من ذلك ثراء سخره لاعمال الخير.
واضافت ان الراحل يوسف البدر هو اول من جلب طبيبا بيطريا لتطبيب الخيول، مشيرة الى ان الراحل كان يحظى باحترام وهو معروف بتواصله الاجتماعي لدى اهل الكويت.
وذكرت ان التاريخ يحفظ للبدر مواقفه اثر مجاعة عمت المنطقة العربية ما بين اواسط الفرات شمالا حتى الاحساء جنوبا فخصص بيتا اقام به مطبخا يلجأ اليه الناس لإطعامهم.