- صعوبات التعلم لا تعنـي انخفاض نسبة الذكــاء بل لا يتعلم القراءة والكتابة بسهولة عند دخوله المدرسة
- ازدادت نســبة الإصابــة بالتخلـف العقلي عالمياً والأكثر ازدياداً هو «التوحد»
- متلازمة «داون» تعني 15 أو 20 صفة جسمية وإنزيمية وعقلية
- طفل «الداون» تعرض لخلل في الكروموزومات وقت تكوين الجنين.. وأغلب الحالات تنتج عن طفرة
- التشخيص المبكر مهم.. ويجب أن يلازمه أحد لتعليمه النطق.. والعلاج الطبيعي في البدايات مفيد جداً
- نقـص الأكسـجين عنـد الطفـل بعد الـولادة يـؤدي إلى تخلـف ذهني أو حركـي
زينب أبوسيدو
تبحث كل أم حامل عما يجعل جنينها صحيحا وتحلم بولادة طفل مكتمل النمو خال من العيوب وقوي البنية، ولذلك فهاجس كل حامل خوفها من ان تلد طفلا متخلفا عقليا أو يعاني من مرض تطوري ما قد يؤثر في كل حياته وحياتها بالتأكيد وتجعله أقل من الآخرين. وتؤكد استشارية طب الأطفال واختصاصية الطب التطوري د.فاطمة العوضي - للأنباء عندما التقتها - ان الكثير من أمراض التخلف العقلي، قد تنتج عن أمراض عند الأم خلال حملها ومنها: أمراض السكري وضغط الدم وبعض الالتهابات التي تؤثر في تكوين الجنين وتجعله مختلفا وتشير الى ان الأبحاث مازالت جارية في هذا المجال لتسليط الضوء أكثر على أسباب هذه الأمراض التطورية التي يصعب علاجها، وتترك في الأسرة طفلا متخلفا عقليا أو حركيا أو كليهما، وهو ما يشكل عبئا على الأم كما تقدم للمجتمع شخصا يحتاج على الدوام الى مساعدة خاصة. وتشير في هذا السياق الى ان الأمراض التطورية، وحالات التخلف العقلي، قد ازدادت نسبتها على مستوى العالم، خصوصا مرض التوحد الذي ازدادت نسبة الأطفال المصابين به في السنوات الأخيرة.
وتنصح د.العوضي باخضاع الأطفال الى فحص دقيق عند ظهور أي حالة غير طبيعية ومنها فرط النشاط والحركة. وتحذر الأمهات في حال تأخر أطفالهن بالكلام مؤكدة ان غالبية الأمراض التطورية تترافق بتأخر كلام الطفل، وقد يكون تأخره دليلا على اصابته بمرض تطوري سيظهر في المستقبل. كما تناولت د.العوضي الكثير مما يسلط الضوء على هذا الاختصاص الحديث وما يكشف لنا الرؤية لمعرفة حقيقة ما تخفيه بنية الطفل من خلال تصرفاته، فإلى تفاصيل اللقاء:
كيف يبدو طفل متلازمة الداون؟
أطفال متلازمة الداون شكليا يكون لهم نوع معين من الشبه، فتكون العين مسحوبة، كسكان شرق آسيا، لذلك كانوا يسمونهم «المغولي» ولكن الآن لا تستخدم هذه الكلمة، اما الوجه فله شكل محدود والأنف نازل قليلا ومفلطح، والفم صغير والأذن تكون نازلة أيضا، وهناك بعض الأشياء تكون متكررة للذين لديهم متلازمة الداون.
ما أسبابه؟ هل بسبب أدوية معينة؟
بسبب خلل في الكروموزومات وقت تكوين الجنين لذلك يمكن ان يكون وراثيا، لأنه يولد مع الطفل وأغلب متلازمة الداون فوق 95% أو فوق 98% يكون طفرة ويوجد جزء صغير من متلازمة الداون بسبب خلل عند الأم أو الأب لكنه لا يتضح انه مرض لأنه مخفي وهنا يكون مرضا وراثيا وهذا نادر جدا.
طفل الداون والتخلف
هل يكون الطفل متأخرا في مهاراته؟
عندما نقول متلازمة، فمعناها أكثر من صفة متجمعة تكون هذه المتلازمة، فالمتلازمة تشمل 15 او 20 صفة من الصفات سواء جسمية، جسدية، شكلية، بالإنزيمات، بمستوى الذكاء، فكل هذا يسمى متلازمة، فإذا كان هناك عدد معين لم يتكون لا نستطيع ان نسميه متلازمة لعدم وجود باقي الصفات التي تكمل المجموعة، وكذلك قصر القامة، فالمتلازمة يجب ان تشمل اكثر من صفة ليقرر الدكتور ان هذا ينطبق عليه متلازمة داون. من الصفات الموجودة في متلازمة الداون، ان يكون المستوى الذهني أقل من الطبيعي وهي ان قدرات الطفل لا تناسب عمره، فإذا كان عمره سبع سنوات تكون قدراته في مستوى طفل بعمر خمس سنوات فيكون لديه تأخر في قدراته العقلية بمستوى الزمن.
كيف يمكن التعامل معه مستقبلا؟
عندما يشخص كمتلازمة داون هناك توقعات بالنسبة له فمتوقع ان يتأخر بالكلام ويتأخر بالحركة، ويتأخر بالمشي ويتوقع ان يكون اداؤه المدرسي على غير المستوى المطلوب فدائما يشخص بأن لديه مشكلة تطورية بالنطق والحركة والانتباه والتركيز، فهنا يجب ان يكون التشخيص المبكر والتدخل المبكر لكي نساعد الطفل ان يكون معه احد يساعده في النطق، ويكون معه احد يدربه على العلاج الطبيعي وبالذات في البداية لأن الأطفال تكون لديهم رخاوة عند الولادة وعند بداية الطفولة، هنا التدخل للعلاج يكون مهما جدا وإذا كانت لديه مشاكل صحية فعلى الطبيب معالجتها، وعندما يدخل المدرسة يجب ان يدخل مدرسة تلبي احتياجاته الخاصة.
سبب التخلف العقلي
ما أسباب الإصابة بالتخلف العقلي؟
ليس هناك سبب للتخلف العقلي، فعندما نقوم بعمل التحاليل والفحوصات نجدها طبيعية ولكن هناك أسباب تؤدي الى التخلف الذهني قد تكون منذ فترة الحمل، اذا كانت هناك التهابات او مرض للأم من سكري، او ضغط تؤثر على الجنين فتؤدي الى التأخر الذهني. وكذلك الولادة اذا كانت متعسرة أو طويلة، ودخول الطفل العناية المركزة بعد الولادة، او يكون لديه نقص في الأوكسجين فذلك يؤدي الى تأخر الطفل سواء الذهني او الحركي. وبعد ولادة الطفل اذا كان مصابا بالتهابات معينة، او اي أمراض أخرى، ومن أسبابه المتلازمات، وليس متلازمة الداون، فالمتلازمات كثيرة.
ما الفرق بين التأخر العقلي والمرض العقلي؟
التأخر العقلي هو تأخر في قدرات الطفل وتفكيره فأداؤه العملي واللغوي والحركي أقل من المستوى المتوقع للذين في عمره، أما المرض العقلي فهو من الأمراض العقلية التي تدخل في الطب النفسي وتختلف تشخيصاتها عن التأخر الذهني، ويعتبر التأخر الذهني أحد الأمراض العقلية كتصنيف عام وأغلب هذه الأمراض تكون تابعة للطب النفسي.
ازدياد الإعاقات
ما نسبة الإصابة بالإعاقة الذهنية؟
ليست كبيرة جدا وليست ضئيلة وعموما كل الأمراض تصل نسبتها من 5 إلى 10% في كل الحالات، وتقاس كل حالة بحالتها كصعوبات التعلم وبطء التعلم والتأخر الذهني وقد زادت النسبة عالميا في كل الأمراض بينما التوحد من الأمراض التي زادت نسبتها كثيرا في السنوات الماضية.
هل تأخر كلام الطفل دلالة على انه ليس طبيعيا؟
تأخر الكلام هو أحد أهم أسباب تأخر الكلام العائلي، وهذا الطفل يكون طبيعيا فعندما يتكلم ينطلق، وهذه الصفة موجودة في العائلة وهي عدم التكلم بسرعة دون وجود أي مرض، وهنا يجب ان يستدرك الأهل أن تأخر الكلام يدل على احتمال وجود مشكلة ستتضح فيما بعد، وأسباب تأخر الكلام كثيرة فكل الأمراض التطورية تقريبا يصاحبها تأخراً في الكلام، سواء كان تأخرا ذهنيا أو توحدا أو حركة زائدة والأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم فهذه كلها اذا عدنا للتاريخ نرى ان أسبابها تأخر في الكلام، وهو سبب من الأسباب التي يجب ان نفتح عين الأهل وعين الأطباء بالذات، سواء أطباء المستوصفات أو أطباء الأطفال العامون، أو الأطباء المتخصصون على وجود مشكلة لادخالهم في برامج تدريب النطق وغيرها لتحسين الأمور لديهم قبل استفحالها.
صعوبة التعلم
ماذا نعني بصعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم تختلف جدا عن التخلف الذهني والمشاكل الذهنية، والداون، فصعوبات التعلم هي ان نسبة الذكاء لدى الطفل وقدراته طبيعية 100% ولكن عندما يدخل المدرسة لا يتعلم القراءة أو ان قراءته بسيطة، يقلب الأحرف مثلا، ويدخل فيها عدم تعلم الرياضيات أو الحساب، وهو ما نسميه «صعوبات التعلم» لأن نسبة الذكاء طبيعية. وفي حالة أدى كل من المدرس والعائلة والمدرسة واجبه فإن الظروف البيئية التي يمكن ان تؤدي الى تعثر الطفل دراسيا ستكون غير موجودة وستصبح الظروف كلها مهيأة لتعلم ونجاح الطفل وهو نفسه لديه القدرة على التعلم، وبالرغم من ذلك لا يتعلم القراءة والكتابة فهو يصنف كمرض أو كمشكلة نسميها صعوبات التعلم، وهنا ندخل في مشكلة كبرى لأن الطفل اذا لم يتعلم القراءة في البداية، عندما يدخل الصف الثالث الابتدائي أو الرابع الابتدائي تصبح القراءة وسيلة للتعلم، وهذه الوسيلة ليست موجودة لديه فلا يستطيع ان يتعلم العلوم ولا يستطيع ان يتعلم الدين ولا يستطيع ان يتعلم الاجتماعيات فيدخل في مشاكل دراسية كبرى، ولكن أساس المشكلة هي عدم التعلم.
وبالنسبة لنا نقوم بعمل تقييم كامل للطفل في مستوى الذكاء وفي مستوى الأداء المدرسي وأدائه في القراءة وفي الرياضيات، وعند التشخيص نتأكد ان السمع جيد، والنظر جيد والحياة الاجتماعية والنفسية بالمنزل جيدة، والأسرة مهتمة وتبذل مجهودا كبيرا لكي يتعلم الطفل.