ينبغي على كل مسلم أن يراعي حرمة هذا الشهر الفضيل وتجنب كل ما يخدش صومه، لذلك على مسؤولي وسائل الإعلام أن يتقوا الله تعالى في عباده الصائمين، فبينما يستقبل المسلمون شهر رمضان بقراءة القرآن والذكر والعبادة والقيام تستقبله وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات بفوازير ومسلسلات فاسدة تُبطل صيام المسلم، لكثرة ما يُعرض فيه من رقص وغناء وأفلام تتعارض مع خلق الإسلام، ولا شك أن الغناء والرقص والتبرج مُحرم، والأخطر هو الاستهزاء بدين الله تعالى وجرح مشاعر المسلمون من خلال الأفلام والمسرحيات الساقطة وخطر التشبه بعادات الكفار على أبناء المسلمين.
ولا شك أن هذه الفوازير والمسلسلات تمثل مناقضة ومخالفة لديننا الحنيف، فنرجو من المسؤولين أن يتقوا الله تعالى ويكثفوا البرامج الدينية والدروس الفقهية والندوات والبرامج التربوية الهادفة بعيدا عن الإسفاف. يقول الشيخ صالح بن فوزان (في كتابه الفتاوى 166 - 167): «المشروع للمسلم رجلا كان أو امرأة احترام شهر رمضان وشغله بالطاعات وتجنب المعاصي والسيئات في كل وقت وفي رمضان اكد لحرمة الزمان».
والسهر لمشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تعرض في التلفاز أو الفيديو أو بواسطة الدش أو استماع الملاهي والأغاني كل ذلك محرم ومعصية في رمضان وفي غيره، لكنه في رمضان أشد إثما، وإذا أضيف إلى هذا السهر المحرم إضاعة الواجبات والنوم في النهار عن أداء الصلوات فهذه معاص أخرى، وهكذا المعاصي يجر بعضها بعضا. ومن المؤسف أن يعتكف الصائمون حول هذه البرامج والأفلام ليلا ونهارا، في حين يتخلفون عن صلاة الجماعة وصلاة القيام والتراويح، فاحذر أيها المسلم من فتن هذه المنكرات وراقب أبناءك ولا تغفل عنهم حتى لا تتسلل سموم هذه الأفلام ومنكراتها إلى أسرتك ويؤثر ذلك في أخلاقهم ونفوسهم، فكيف ونحن في شهر الصيام شهر القرآن؟!