- نحرص على اكتشاف واستثمار طاقات الشباب وصقل مهاراتهم من خلال برامج تربوية متقنة تشمل علوم الدين والدنيا النافعة
مرحلة الشباب مرحلة خطيرة تحتاج إلى رعاية خاصة تطور قدراته، وتلبي حاجاته كي تحميه من الانزلاق نحو الانحراف، والشاب لديه طاقات ومواهب تحتاج الى مرب واع ومؤهل علميا ونفسيا يخرجها إلى النور وينميها، ويعزز فيه العزيمة على الخير والثقة بالنجاح، مركز الارتقاء لرعاية الشباب بجمعية إحياء التراث الإسلامي في السالمية يتبنى هذه الفئة العمرية من 10 حتى 17 سنة، ويحرص على اكتشاف واستثمار طاقاتها وصقل مهاراتها من خلال تقديم برامج تربوية عالية المستوى في الإعداد، ناهلة من علوم الدين والدنيا النافعة، وعلى أيدي مشرفين مؤهلين لكي يخرج لنا جيل شبابي مبدع، قادر على الاعتماد على نفسه، ناجح في حياته ومصلح في مجتمعه. «الأنباء» التقت رئيس المركز خالد السعيد لمعرفة أهداف المركز وسبل تحقيقها وبعضا من مشاريعه الناجحة، حيث أكد أن قيم المركز ترتكز على العادات والتقاليد الكويتية الأصيلة المتوافقة مع تراثنا الإسلامي، كما أوضح السعيد أن المركز يتبنى مشروع «حلة الكرامة» الذي يقوم بتهيئة الأجواء للشباب على حفظ القرآن الكريم خلال 4 سنوات، شاكرا أسرة وأبناء الشيخ حمود الفيصل المالك لرعايتهم للمشروع لسنته السابعة على التوالي، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
لمركز الارتقاء أنشطة دعوية واجتماعية عديدة، فنتشوق لمعرفة المركز من قريب، متى وكيف تأسس؟
مركز الارتقاء لرعاية الشباب احدى قنوات الخير في جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع السالمية، تأسس عام 1999م، وقد دعت الحاجة إلى تأسيسه لمواكبة التسارع في المتغيرات الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية والذي شمل قطاعات الدولة قاطبة، فكان لزاما علينا محاكاة ذلك بالتحرك المدروس لتلافي سلبيات ذلك التسارع والحد منها، في الوقت الذي نحرص فيه جاهدين على الاستفادة من الإيجابيات ضمن إطار العمل المنهجي المؤسسي المنظم، ولكي نحقق هذه المساهمة في مجال مؤسسات العمل المدني، لهذا فقد انبثقت فكرة مركز الارتقاء كمؤسسة.
من 10 إلى 17 سنة
ما الفئة العمرية التي تستهدفونها في عملكم في المركز؟
لا شك ان مركز الارتقاء يعد من المراكز الفاعلة في دولتنا الحبيبة الكويت، وقد استقى تلك الفاعلية من أنه يخاطب فئة مجتمعية مهمة لها تأثير آني على المستوى القريب ومستقبلي على المستوى البعيد، ألا وهي فئة الشباب ذات الأعمار من عشر سنوات إلى 17 سنة، ولا أظن أن هناك شكا في الأهمية التي تشكلها هذه الفئة العمرية، فنحن إذن نتعامل مع فئة ذات فاعلية وتأثير بالمجتمع مما يتطلب منا بذل قصارى الجهود للنهوض بها والاندماج في وسطها والعمل على التواصل مع أفرادها للمساهمة في توجيههم وإرشادهم لأن ذلك حتما سيسهم في بناء جيل واع، فبصلاحها يصلح جزء كبير من المجتمع، وهو ما يتحدث عنه شعارنا «بإبداع شبابنا نرقى بأمتنا».
اكتشاف واستثمار طاقات الشباب
لكل مركز أهداف فما أهدافكم؟ وما الرسالة التي تودون إيصالها للمجتمع؟
لك أن تستشف رسالتنا من خلال أهدافنا فقد رسمنا أهدافا عامة لمركز الارتقاء لرعاية الشباب نسعى إلى تحقيقها نلخصها فيما يأتي: تنمية جيل شبابي واع فكريا ومهاريا وسلوكيا واجتماعيا وبدنيا، وتخريج جيل قادر على إنشاء حراك اجتماعي مميز في المجتمع، وكذلك إيجاد نموذج مؤسسي ونشره محليا للاستفادة منه، وأخيرا نشر ثقافة الارتقاء والإبداع والعطاء للنهوض بالمجتمع، وأظنك قد قرأت بين سطور أهدافنا الرسالة التي نود إيصالها والتي تتلخص في اكتشاف واستثمار طاقات الشباب، وصقل مهاراتهم وخبراتهم من خلال برامج تربوية هادفة، ناهلين من علوم الدين والدنيا، لإخراج جيل شبابي مبدع يساهم في إصلاح وتنمية أسرته ومجتمعه.
من خلال ما سبق هل يمكنك أن تحدد لنا القضايا الرئيسية المرتبطة بإستراتيجية المركز؟
تأسيسا على ما سبق نستطيع أن نضع الأطر العامة للقضايا الرئيسية التي ترتبط بإستراتيجية المركز والتي يمكن تحديدها بالآتي: أولا المجالات التي سوف تتعامل معها إستراتيجية المركز وهي قضايا الشباب على المستوى المحلي وفق أنظمة عمل المركز. ثانيا أعمال الإسناد والدعم المصاحب لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية والبرامج التنفيذية فتتلخص في الإعلام والعلاقات العامة فهو الجهاز الذي يقوم بتقديم خدماته لجميع وحدات المركز وتتم الاستعانة به لإبراز دور المركز وإنجازاته، وأنشطة الرقابة والمحاسبة المالية وشؤون الموظفين والخدمات وباقي وحدات الإسناد الأخرى والتي يتم تصنيفها على أنها أجهزة نمطية تقليدية والتي تقوم بخدمات لا يمكن الاستغناء عنها. ثالثا المرجعية الأساسية التي تستند إليها إستراتيجية المركز والتي تعتمد على أحكام الشريعة الإسلامية والمستمدة من القرآن والسنة، القوانين الحكومية المنظمة لأعمال مؤسسات العمل المدني، المستندات والوثائق والأطروحات المعبرة عن توجهات الدولة، الأنظمة واللوائح الداخلية، ميثاق العمل الأخلاقي للمركز، التشريعات والأنظمة الدولية، واقع العمل المدني في دولة الكويت، أعراف المجتمع وثقافته العامة، قيم العمل المؤسسي للمركز، الدستور الكويتي بصفته المنظم الرئيسي فيما يتعلق بمجالات الاجتماع والاقتصاد والسياسة.
ما المبادئ التي ترتكزون عليها في إستراتيجية المركز؟ ومن أين تستمدونها؟
إذا أردنا أن نتحدث عن مبادئ المركز فربما يطول بنا الحديث ولكننا نلخصها بالآتي: العادات والتقاليد الكويتية الأصيلة المتوافقة مع تراثنا الإسلامي هما المرتكز الأساسي لقيم المركز، الجودة الشاملة منهج تطبيقي لخدمات المركز، الحرص على تقديم خدمة متميزة تفوق ما يتوقعه عملاؤنا، السعي نحو النموذجية، التجربة الإنسانية والعطاءات البشرية والعلوم الأكاديمية يستقي منها المركز الخبرات والتجارب، الإبداع والإثارة والتشويق والمنافسة والتطوير الدائم والتحسين المستمر والإخلاص في العمل والتمسك بالكتاب والسنة كلها مبادئ نحرص على تحقيقها.
مناهج المركز
مركز بهذا الحجم لابد من أنه يعتمد منهجا لمشاريعه، حبذا لو حددت لنا تلك المناهج؟
المناهج التي يعتمدها المركز تتنوع بتنوع احتياجات مشاركيه، وإذا أردنا تحديد تلك المناهج فهي تقريبا لا تكاد تخرج عن الآتي: منهج حفظ القرآن الكريم وفيه يتم الاعتناء بالكتاب العزيز حفظا وتلاوة وتجويدا، ثانيا: المنهج العلمي وفيه تتم دراسة مادة علمية كالفقه والعقيدة والسيرة والتفسير والحديث وغيرها من العلوم الشرعية، ثالثا: الدورات التدريبية وفيها يتم تنظيم دورات تدريبية كدورة إدارة وبناء الذات ودورة اللياقة الذهنية وقوة التركيز ودورة التخطيط الإستراتيجي والكثير الكثير منها والذي يعود بالنفع على المشاركين، رابعا: المهارات الحياتية وفيها تتم ممارسة بعض المهارات الحياتية والتي يحتاجها الواحد منا احتياجا شبه دائم كدورة الإسعافات الأولية ودورة icdl وغيرها الكثير كذلك، خامسا منهج القراءة وفيه يتم اختيار كتب معينة ذات أهمية فيقرأها المشارك خلال فترة محددة ككتاب الجمان في أصول الإيمان لمحمد مكي وحصن المسلم للقحطاني وخلفاء الرسول لعمارة وغير ذلك من الكتب المهمة، سادسا: البرامج الميدانية المكثفة وفيها يتم اختيار يوم لنشاط ميداني كأن يكون في شاليه أو مزرعة أو مسجد ويتم وضع برنامج خاص يحتوي على حلقة ودرس علمي ودورة تدريبية ورحلات رياضية وترفيهية ومنهج سلوكي ومهارات حياتية، سابعا: المنهج السلوكي ويتم من خلاله دراسة أخلاق وسلوكيات إسلامية أصيلة ويتم تطبيقها ومعاهدتها بين المشاركين في كل برنامج وكل مشروع تربوي كسلوك الصدق والأمانة وبر الوالدين والصحبة الطيبة، ثامنا الجدول الترفيهي والرياضي وفيه يتم تنسيق برنامج ترفيهي أسبوعي للمشاركين باختيار مكان ترفيهي كالمدينة الترفيهية ومنتزه الشعب والمركز العلمي وميادين الرماية وغيرها من الأماكن التي تضمن الترفيه عن المشاركين.
حفظ القرآن في 4 سنوات
أقمتم قبل أشهر حفلا ختاميا لمشروع يختص بحفظ القرآن الكريم، حدثنا عن هذا المشروع.
أولت إدارة المشروع القرآن الكريم اهتماما بالغا، فخصصت لحفظه مشروعا خاصا، واقتبست مسماه من السنة النبوية فكان «مشروع حلة الكرامة»، وهو الآن يعد من أهم مشاريعنا حيث يقيم المشاركون فيه شهرا كاملا في رحاب الحرم المكي الشريف يحفظون كتاب الله ويتدارسونه على أيدي حفظة متقنين ماهرين من قراء وحفظة الحرم المكي، إذن فهو مشروع تربوي إيماني يسعى لتحفيظ المشاركين القرآن الكريم كاملا في غضون أربع سنوات متتالية.
إلى كم يصل عدد المشاركين سنويا في هذا المشروع؟
في البداية كان الإقبال على المشاركة في مشروع حلة الكرامة محدودا، فوصل في سنته الأولى في عام 2003م إلى 18 مشاركا، خصوصا أن المشارك فيه سيفارق أهله وأحبابه شهرا كاملا وهذا بحد ذاته يحمل على التردد، إلى أن وفقنا الله تعالى واستطعنا بفضله ومنه أن نجتذب الكثير من المشاركين، وتوالت المشاركات وأخذت الأعداد بازدياد ففاقت المتوقع، حتى وصل عدد المشاركين في مشروعنا لهذا العام وهو السابع على التوالي 40 مشاركا والأعداد بازدياد، ففضلنا أن نضع سقفا محددا لعدد المشاركين وذلك حرصا من الإدارة على إتاحة الفرصة للاستفادة من برامج هذا المشروع الاستفادة المرجوة، فتم الاتفاق على أن يكون السقف الأعلى للمشاركة 40 مشاركا، علما بأن عدد المشاركين الذين التحقوا بالمشروع منذ تأسيسه وحتى عامه السابع 180 مشاركا ولله الحمد.
تأهيل للمشاركات
هل تحرصون في مشروع حلة الكرامة على تأهيل المشاركين لدخول مسابقات القرآن الكريم الكبرى سواء المحلية أو الدولية؟
نتاج المشروع بحمد الله كان رائعا جدا خلال السنوات الماضية، وحصدنا ثلة مباركة من الشباب المستقيم الذي حفظ القرآن الكريم، كله أو جزءا كبيرا منه، ولذلك فلدينا عدد منهم قد شاركوا في مسابقات لحفظ القرآن وأبلوا بلاء حسنا، ومؤخرا حصل اثنان من المشاركين في حلقة الكرامة على مركزيين متقدمين في مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده والتي تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
الالتقاء بالعلماء
هل يقتصر مشروع حلة الكرامة على مادة الحفظ فقط؟ أم هناك برامج أخرى تدعمه؟
إن برامجنا في كل مشاريعنا تخضع لاستشارة أخصائيين وتربويين، لذا فقد أخذنا بعين الاعتبار البرامج المعينة لتحقيق أهدافنا المرجوة من المشروع، فكانت البرامج التربوية والترفيهية والتعليمية وغيرها من البرامج والتي تعود بالفائدة والنفع على المشاركين، فنظمنا دورات تدريبية وعقدنا مجالس علمية وذلك بلقاء العلماء والمشايخ المعتبرين، كما أقمنا برامج ورحلات ترفيهية لقرية الكر ونادي الوحدة الرياضي وغيرهما من الأماكن، لهذا حظي مشروع حلة الكرامة بالاهتمام الجاد لدى منظميه وبالقبول والترحيب لدى مشاركيه، كما قام عدد من الشخصيات والعلماء بزيارة ميدانية لأماكن إقامة المشاريع وأثنوا عليه منهم فضيلة الدكتور العلامة عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء وفضيلة الشيخ صالح آل طالب إمام الحرم المكي الشريف والشيخ الدكتور سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء والعديد من الشخصيات، فضلا عن ثناء وشكر الكثير من أولياء أمور المشاركين.
مشرفون مؤهلون
مداراة الشباب في سن المراهقة صعب جدا على كثير من المربين، فحدثنا عن الآلية التي تسلكونها عندما تلاقون شيئا من طيش بعض الطلاب المرافقين لكم في البرامج والرحلات؟
نحرص في المركز على أن يكون المشرفون على أعلى مستوى من المعرفة والخبرة، حيث نقدم لهم دورات تربوية ونفسية وإدارية بين حين وآخر، ولنا اجتماعات وورش عمل نتبادل فيها الخبرة حول الإشراف والإدارة وكيفية تعاملنا مع المشكلات التي تعرض علينا، ومن جهة أخرى نحرص أن يكون المشرف على قدر كبير من الأخلاق والعلم لأن سيكون قدوة في نظرة الطلاب، فينبغي عليه أن يلم على الأقل بأساسيات الفقه كمعرفة أحكام الوضوء والصلاة، علاوة على حفظه لجزء كبير من القرآن، حيث لا يعقل أن يشرف على حلقات قرآن ويحث الطلبة عليها وهو لم يبدأ بنفسه بعد.
مشاريع متنوعة
هل لديكم مشاريع أخرى؟
بالتأكيد نعم فمركزنا يحرص دائما على التنوع في مشاريعه وتوزيعها على مدار العام، من ذلك مشروع مواهب لرعاية الشباب المبدع، والذي نظمنا أنشطته لسنتين متتاليتين في دولة الإمارات العربية المتحدة، أما هذا العام فقد أقمناه داخل دولتنا الحبيبة الكويت وذلك لاعتبارات كثيرة، هذا وقد أقيم مشروع مواهب الثالث خلال الفترة من 29 يناير وحتى 4 فبراير في منطقة كبد، وقد تم الإعداد لبرامج مشروع مواهب وأنشطته بما يتناسب مع اهتمامات وهوايات المشاركين على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم، فكان منها دورة شرح كتاب الطهارة من منهج السالكين للعلامة السعدي، كما اشتملت على الخواطر الإيمانية اليومية والتي تحمل في محتواها شعار «الصدق» لترسيخ هذه القيمة ليكون سلوكا يمارسه المشارك يوميا، ومنها كذلك الدورات التدريبية والتي اشتملت على أربع دورات أولها مهارات الحياة الوجدانية للدكتور مصطفى أبوسعد واستمرت ثلاثة أيام، وثانيها دورة الإسعافات الأولية وثالثها دورة الشخصية الناجحة وآخرها دورة في مبادئ إطفاء الحرائق. وكل هذه الدورات تختلف في مسمياتها وموادها ولكنها تشترك في أنها تثري المهارات الإنسانية والحياتية لدى المشاركين والتي لها أهمية بالغة في صقل شخصياتهم. كذلك من مشاريعنا مشروع عمرة الارتقاء والذي انطلقت أنشطته 24 فبراير وحتى أمس، وفيه يخضع المشاركون لبرنامج تربوي إيماني، يؤدون من خلاله مناسك العمرة، ثم يباشرون برنامجهم اليومي والذي يستهلونه بقراءة الورد اليومي من القرآن الكريم، وبعده حضور دورة القواعد الأربعة حتى الشروق، ثم قضاء أغلب الأوقات في رحاب الحرم المكي الشريف، كما أن البرنامج يتضمن رحلات ترفيهية تضفي عليه شيئا من المرح والدعابة. أما إن أردنا التحدث عن مشروعنا الرابع فهو البرنامج الأسبوعي والذي تم تقسيمه إلى فترتين الأولى: من الخميس 4/3 إلى السبت 15/5، والثانية من الخميس 16/9 وحتى 11/ 12. وفيه تتنوع الأنشطة والبرامج فمنها حفظ القرآن الكريم بتحديد كمية حفظ مقررة خلال المشروع، وكذلك سيتخلل المشروع فقرات ترفيهية أسبوعية وأخرى تربوية تثقيفية كل هذا والمزيد من البرامج والأنشطة الجديدة والمبتكرة ولكن في حينها.
شكر لأسرة حمود المالك
هل من كلمة تود ذكرها في ختام هذا اللقاء؟
بداية أحمد الله تعالى أن وفقنا إلى العمل في مجال خدمة أهلنا وأحبائنا في دولتنا الحبيبة الكويت، كما أشكره سبحانه على أن هيأ لهذه البلاد القيادة الحكيمة والمتمثلة في صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله، كما أود في ختام هذه المقابلة أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من كان له دور في انجاح مسيرتنا وأخص بالذكر جمعية إحياء التراث الإسلامي وبالأخص مشروع محسني دعوة الخير الذي كان له دور فاعل في رعاية مشاريعنا، كما أتقدم بالشكر والتقدير والدعاء والرحمة للشيخ حمود الفيصل المالك الصباح ـ رحمه الله وأبنائه البررة الذين اقتفوا نهج والدهم في رعاية مشروع حلة الكرامة لسنته السابعة على التوالي، ولا أنسى أن أقدم شكري إلى كل من الأمانة العامة للأوقاف على دعمها ومدرسة منارات وإلى كل أولياء الأمور الذين لم يبخلوا علينا بالنصيحة والإرشاد، وأختم شكري هذا إلى الأنموذج الإعلامي المثالي الرفيع جريدة «الأنباء» إدارة وعاملين على أن أتاحوا لي الفرصة لنشر الجديد فيما يخص مركز الارتقاء لرعاية الشباب، وليس ذلك غريبا على جريدة كانت ولاتزال من المنارات المميزة في الوسط الإعلامي المبدع والبناء، ألا وهي جريدة «الأنباء»، وعلى جهودها في تحري الحقيقة وإبراز دور المراكز الشبابية في الإصلاح ليعيننا ذلك على إكمال مسيرة الخير في كويت الخير.
هذه مجموعة مختارة من الألفاظ المنتشرة والكلمات المتداولة على ألسن كثير من العامة، بل وربما طلبة العلم، وهي لا تخلو إما من محذور شرعي أو خطأ لغوي، استفدناها من فتاوى العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى.
سئل فضيلة العلامة عن هذا القول (أحبائي في رسول الله)؟
فأجاب فضيلته قائلا: هذا القول وإن كان صاحبه فيما يظهر يريد معنى صحيحا، يعني: أجتمع أنا وإياكم في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا التعبير خلاف ما جاءت به السنة، فإن الحديث «من أحب في الله، وأبغض في الله»، فالذي ينبغي أن يقول: أحبائي في الله ـ عز وجل ـ ولأن هذا القول الذي يقوله فيه عدول عما كان يقول السلف، ولأنه ربما يوجب الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغفلة عن الله، والمعروف عن علمائنا وعن أهل الخير هو أن يقول: أحبك في الله.
سئل فضيلة العلامة: هل يجوز أن يقول الإنسان للمفتي ما حكم الإسلام في كذا وكذا؟ أو ما رأي الإسلام؟
فأجاب بقوله: لا ينبغي أن يقال «ما حكم الإسلام في كذا» أو «ما رأي الإسلام في كذا» فإنه قد يخطئ فلا يكون ما قاله حكم الإسلام، لكن لو كان الحكم نصا صريحا فلا بأس مثل أن يقول: ما حكم الإسلام في أكل الميتة؟ فنقول: حكم الإسلام في أكل الميتة أنها حرام.
سئل فضيلته عن هذه العبارة (السيدة عائشة رضي الله عنها)؟
فأجاب قائلا: لا شك أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ من سيدات نساء الأمة، ولكن إطلاق «السيدة» على المرأة و«السيدات» على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من الغرب حيث يسمون كل امرأة سيدة وإن كانت من أوضع النساء، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهن سيدات مطلقا، والحقيقة أن المرأة امرأة، وأن الرجل رجل، وتسميه المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة، ولكن ليس مقتضى ذلك اننا نسمي كل امرأة سيدة، كما أن التعبير بالسيدة عائشة، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة وما أشبه ذلك لم يكن معروفا عند السلف بل كانوا يقولون أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين خديجة، فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك.
وسئل فضيلة العلامة عن تسمية بعض الزهور بـ «عباد الشمس» لأنه يستقبل الشمس عند الشروق وعند الغروب ؟
فأجاب بقوله: هذا لا يجوز لأن الأشجار لا تعبد الشمس، إنما تعبد الله ـ عز وجل ـ كما قال الله تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس)، وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كمراقبة الشمس، ونحو ذلك من العبارات.
وسئل فضيلة العلامة عن قولهم «المادة لا تفنى ولا تزول ولم تخلق من عدم»؟
فأجاب قائلا: القول إن المادة لا تفنى وأنها لم تخلق من عدم كفر لا يمكن أن يقوله مؤمن، فكل شيء في السموات والأرض سوى الله فهو مخلوق من عدم كما قال تعالى: (الله خالق كل شيء)، وليس هناك شيء أزلي أبدي سوى الله.
وأما كونها لا تفنى فإن عنى بذلك أن كل شيء لا يفنى لذاته فهذا أيضا خطأ وليس بصواب، لأن كل شيء موجود فهو قابل للفناء، وإن أراد به أن من مخلوقات الله ما لا يفنى بإرادة الله فهذا حق، فالجنة لا تفنى وما فيها من نعيم لا يفنى، وأهل الجنة لا يفنون، وأهل النار لا يفنون. لكن هذه الكلمة المطلقة «المادة ليس لها أصل في الوجود وليس لها أصل في البقاء» هذه على إطلاقها الكلمة إلحادية فتقول المادة مخلوقة من عدم، وكل شيء سوى الله فالأصل فيه العدم.
سئل فضيلة العلامة: ما حكم قولهم «دفن في مثواه الأخير»؟
فأجاب قائلا: قول القائل «دفن في مثواه الأخير» حرام ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر وقد سمع اعرابي رجلا يقرأ قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) فقال: «والله ما الزائر بمقيم» لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح، لهذا يجب تجنب هذه العبارة ولا يقال عن القبر انه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار يوم القيامة.
وسئل فضيلة العلامة: عن قول «لا حول الله»؟
فأجاب قائلا: قول «لا حول الله»، ما سمعت أحدا يقولها وكأنهم يريدون «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فيكون الخطأ فيها في التعبير، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها، فيقال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».