أبدت الكويت أسفها الشديد للهجة التصعيد التي انتهجتها أطراف عراقية واتهامها للكويت بالإضرار بالعراق رغم عدم إلتزامه بالقرارات الدولية..
وفي هذا الاطار أكد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الحرص على استمرار العلاقة الطيبة بين الكويت والعراق، والعمل على معالجة الاختلافات الطارئة بين البلدين الشقيقين بكل اخوة ومحبة ووئام، مذكرا بما عاناه البلدان معا من النظام العراقي البائد.
وشدد الخرافي في تصريح للصحافيين على اهمية التعامل مع الملف العراقي والتطورات الحاصلة اخيرا في اطار رسمي، وقال ليس من المنطق التعامل وفق ما ينشر ويبث في وسائل الاعلام المختلفة، فهناك جهات رسمية معنية بالتعامل مع هذا الملف، ونحن على ثقة بأن هذه الجهات في كلا البلدين حريصة على استمرار العلاقة الودية بين الكويت والعراق.
وأعرب الخرافي عن امله في التوصل الى النتيجة المرجوة وحفظ حقوق الأطراف كافة، من خلال المحادثات الرسمية بين البلدين الشقيقين ووفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، منوها بحرص الجميع على العلاقة الودية التي تضمن الاستقرار في المنطقة ووحدة الأمة العربية.
واوضح ان لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية وجهت الدعوة الى الأعضاء كافة لحضور اللقاء الموسع الذي سيعقد الاحد المقبل، بحضور نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح، من اجل الاستماع الى وجهة النظر الحكومية في هذا الموضوع باعتبارها الجهة الرسمية المختصة التي تملك المعلومات الدقيقة.
جلسة طارئة
وطالب عضو لجنة الشؤون الخارجية النائب مبارك الخرينج بعقد جلسة طارئة لمجلس الامة لمناقشة الاوضاع الاخيرة والتصريحات الاستفزازية التي صدرت من عدد من المسؤولين العراقيين بحق الكويت.
وشدد الخرينج على ضرورة ان يعقد مجلس الامة جلسته الطارئة قبل اجتماع لجنة الشؤون الخارجية في المجلس حتى يتسنى لكل النواب الادلاء بما لديهم من آراء والاتفاق على الخروج بقرار مناسب، مضيفا على ضوء ذلك تستطيع لجنة الشؤون الخارجية ان تبلور الموقف وتجتمع وتصدر بيان يعبر عن رأي المجلس.
وأكد الخرينج على ضرورة خروج مجلس الامة بقرارات مهمة تؤكد على قرارات مجلس الامن والأمم المتحدة في شأن العلاقة مع العراق.
علاقات ديبلوماسية
كما طالب النائب غانم الميع بقطع العلاقات الديبلوماسية مع العراق وسحب سفيرنا من بغداد كاجراء ورد فوري على التصريحات الاستفزازية التي صدرت من مسؤولين ونواب عراقيين، مؤكدا ان الكويت لا تعنيها هذه التصريحات وهي ملتزمة بالقرارات والمواثيق الدولية.
وشدد الميع في تصريح صحافي على ضرورة عقد جلسة خاصة لمجلس الامة فورا للرد على المهاترات العراقية التي تتصف بالغدر والخيانة ومقابلة الاحسان بالاساءة، مشيرا الى ان الكويت لعبت دورا محوريا في تخليص الشعب العراقي من جلاديه وحزب البعث البائد الذي سيطر على العراق لعشرات السنين.
وطالب الميع الحكومة بالرد على هذه الاستفزازات العراقية في المحافل الدولية والتأكيد على شرعية القرارات الدولية في الأمم المتحدة ومطالبة العراق دوليا بالالتزام بها وتطبيقها، مؤكدا ان الشعب الكويتي والحكومة الكويتية قدما للشعب العراقي كل الدعم والمساندة منذ سقوط النظام البائد غير ان بعض الساسة في العراق يحاولون ابتزاز الكويت لانهم تعودوا على الغدر والخيانة.
استقرار العلاقات
من جانبه اكد النائب صالح عاشور على اهمية استقرار العلاقات بين الكويت والعراق لكونها مهمة في استقرار المنطقة والعلاقات غير السوية تكون نتيجتها عدم استقرار في المنطقة.
وتابع عاشور داعيا البرلمانيين العراقيين الى التوقف عن التصريحات الاستفزازية لان على البرلمانيين الحرص على تقوية العلاقات لمصلحة البلدين.
وشدد عاشور على ان تصريحات البرلمانيين العراقيين تأتي نتيجة حرصهم على المصلحة العراقية.
لذا كانت مطالباتهم باسقاط القروض وكذلك فإن الرفض من الجانب البرلماني والشعب الكويتي ينطلق من الحرص على المصلحة الكويتية، ايضا فإن الميزانية في الدولة العراقية تفوق ميزانية الكويت بثلاث اضعاف حيث وصلت الى 80 مليارا وبالتالي هي دولة غنية فباستطاعتها سداد ديونها وانتاجها النفطي يفوق الكويتي باضعاف وكذلك انتاجها الزراعي.
واستطرد قائلا اننا في الكويت لا نريد فتح باب اسقاط القروض على مصراعيه فالبداية سيكون العراق لتتبعه بعد ذلك بقية دول العالم حيث ان الصندوق الكويتي قدم ما يفوق 20 مليارا قروضا لجميع دول العالم لذا على الجميع وخصوصا البرلمانيين التوقف عن التصريحات غير المجدية والتي لا تصب في صالح البلدين.
لهجة قاسية
من جهته، استغرب النائب خالد الطاحوس الهجوم غير المسوغ من قبل بعض النواب العراقيين تجاه الكويت، مبينا انهم استخدموا لهجة قاسية، لاعتقادهم ان الجانب الكويتي هو الطرف الاضعف، ونقول لمن يطالب بتعويضات من الكويت ما هكذا تورد الابل.
وقال الطاحوس في تصريح للصحافيين: ان مواقف الكويت كانت ومازالت مشرفة مع العراق، ونحن من قدم لهم الحرية والكرامة والعزة على طبق من ذهب، وساهمنا في تحرير العراق من الطاغية صدام حسين، مؤكدا ان هناك طائرات انطلقت من دول اخرى غير الكويت في حرب تحرير العراق، فلماذا يجري تصويب السهام نحو الكويت فقط؟ فما ذكره النواب العراقيون مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يخرج علينا رئيس مجلس النواب العراقي، ويبارك للنواب الكويتيين، في حين ان النواب العراقيين يهاجمون الكويت.
وذكر الطاحوس ان الكويت خط احمر، ونحن لن نسمح للنواب العراقيين او غيرهم بمهاجمة الكويت، وعموما هناك اجتماع عاجل دعت اليه اللجنة الخارجية البرلمانية للرد على مهاترات بعض النواب، ونقول لرئيس النواب العراقي لن نستقبلك مادام نوابك يهاجمون الكويت بهذه الطريقة، لأن النوايا ليست سليمة فإن كنت تدعو الى الحكمة ابدأ اولا بنوابك وسنرد عليك تاليا.
نعيق غربان
ووصف النائب الصيفي مبارك الصيفي تصريحات النواب والوزراء العراقيين ضد الكويت بنعيق الغربان المريضة التي تحمل حقدا دفينا على الكويت والكويتيين رغم كل المواقف الطيبة بما فيها الموقف التاريخي الذي ساهمت به الكويت لتخليص العراق من الطاغية المقبور صدام حسين.
ودعا الصيفي في تصريح للصحافيين امس الحكومة الكويتية الى اتخاذ اجراءات حازمة ضد هذه التصريحات الحاقدة والمستفزة لمشاعر الكويتيين الذين لايزالون في هذا اليوم يتجرعون مرارة وآلام الاحتلال العراقي الغاشم في ظل المصير المجهول لمئات من ابنائنا الاسرى والمفقودين.
وطالب الصيفي في هذا السياق وزارة الداخلية بوقف اجراءات دخول العراقيين الى الكويت والا فعليها ان تتحمل مسؤولياتهــا في هـذا الاتجاه.
واكد ان الخارجية الكويتية مطالبة باتخاذ رد فعل واضح وصريح تجاه هذه المواقف العراقية الحاقدة ضد الكويت والتي تعكس بكل اسف الاطماع العراقية التي لا يراد لها ان تزول.
وقال الصيفي ان الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية هذا التطاول «المريض» من قبل مرتزقة النظام البعثي البائد الامر الذي يستدعي منها ان تسارع الى لجم هذه الافواه واسكاتها للحفاظ على ما تبقى من المحاولات الديبلوماسية لانهاء الملفات العالقة بين البلدين.
ورأى الصيفي ان التاريخ العراقي الاسود تجاه الكويت يكشف ان سياسة الغل لن تتبدل حتى لو تبدلت الانظمة بوجود الاوباش المارقين من بعض الساسة العراقيين الذين لا يريدون استقرار العلاقة بين البلدين.
ودعا الصيفي ايضا الحكومة العراقية الى الالتزام بالقرارات الدولية والايفاء بالتزاماتها تجاه الكويت ودفع التعويضات وترسيم الحدود تجنبا لما قد يترتب على هذا التنصل غير المسؤول من تنفيذ قرارات الامم المتحدة، مؤكدا انه اذا كان الهدف من وراء هذه الحملة تحقيق رغبتهم في اسقاط الديون فإن الحكومة العراقية اخطأت التقدير.
حملة مسعورة
من جانبه اكد النائب محمد المطير ان الحملة المسعورة التي تتعرض لها الكويت من ازلام النظام العراقي ليست مستغربة من دولة تدار انظمتها الحاكمة بالكذب والنفاق وتعيش على القتل والتدمير ومقابلة الخير بالشر.
وقال المطير في تصريح صحافي ان الكويت ترتبط مع العراق بمواثيق وقوانين دولية تحت مظلة الامم المتحدة لذلك فإن الحديث عن مباحثات جانبية سواء رسمية او برلمانية مع الجانب العراقي مرفوضة جملة وتفصيلا وعلينا التأكيد على قرارات الامم المتحدة في هذا الشأن.
واشار المطير الى ان العصابات السياسية والميليشيات المسلحة هي من تدير العراق حاليا وهي من تريد ان تبتز الكويت ودولا خليجية اخرى مضيفا ان الاستقرار في العراق بات بعيد المنال في ظل هذه العصابات الفاسدة التي تظهر خلاف ما تبطن، وتعض اليد التي امتدت الى شعب العراق، وتنكر الفضل والجميل، وتجرد المحسن من احسانه.
جلسة خاصة
من جانبه اعلن النائب ناجي العباد الهادي ان عددا من النواب اتفقوا على تقديم طلب لعقد جلسة خاصة لمجلس الامة لمناقشة الادعاءات العراقية.
وقال العبدالهادي انه من الضروري في هذا الوقت عقد هذه الجلسة وخصوصا بعد الحملة التي يشنها عدد من المسؤولين العراقيين على النواب والحكومة الكويتية.
واضاف العبدالهادي ان لجنة الشؤون الخارجية ستقوم بطلب عقد اجتماع خاص في القريب العاجل بحضور الحكومة لعمل تقرير في الموضوع ورفعه الى المجلس.
اجتماع موسع
واكد النائب مسلم البراك عقب انتهاء لجنة الخارجيات انه تمت تزكية رئيس اللجنة النائب مرزوق الغانم وانه حصل على مقرر اللجنة بالانتخاب وان النائب علي الراشد كان يتنافس معه على منصب المقرر، واشار البراك انه تم بحث ما أثير أخيرا من جانب بعض نواب العراق، مؤكدا انه أمر مهم وبالغ الخطورة، وان اللجنة ستتصدى لهذا الشأن، وأوضح البراك انه تم تفويض رئيس لجنة الخارجيات في هذا الامر للاتصال بوزير الخارجية لمعرفة الموعد المناسب لكي تتسنى دعوة بقية الاعضاء في اجتماع موسع تقدم فيه وزارة الخارجية كل التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع ونقف على طبيعة التوجهات العراقية في هذا الصدد. وتابع البراك مشيرا انها مطالبات غير مشروعة وسيئة للكويت، الا ان البراك طالب بضرورة ان يكون هناك إلمام كامل حتى يكون هذا الملف تحت نظر جميع أعضاء مجلس الامة الكويتي، وتابع البراك مشيرا الى ان من اهم اولويات اللجنة هو التصدي لهذا الامر، مؤكدا ان هذا الامر مرتبط بسيادة الكويت ودورها، موضحا ان الكويت هي التي أعطت وضحت وقدمت الغالي والنفيس، وان الشعب الكويتي كان دائما معطاء في موقفه تجاه الشعب العراقي ابان حكم النظام العراقي حتى استطاع الشعب العراقي اسقاط صنم الحاكم الغاشم الذي تحكم في رقاب وكرامة الشعب العراقي لفترة طويلة زادت على الثلاثين عاما.
النائب مبارك الوعلان اكد ان دور النواب يكمن في المحافظة على الدستور واحترام مواده ونصوصه.
وأوضح الوعلان ان بعض التصريحات النشاز التي يطلقها بعض النواب العراقيين من اتهامهم للكويت بأنها سبب في ادخال القوات الاميركية الى ديرتهم من المفروض ان يدفع كل مواطن عراقي ثمن الحرية التي منحتها اياهم الكويت، وأوضح الوعلان ان الشخص العراقي في عهد صدام حسين كان لا يساوي سوى عشرة فلوس ثمن الطلقة، مما حمل الوعلان على مطالبة جميع افراد الشعب العراقي بأن يقبلوا رؤوس الكويتيين فردا فردا على ثمن الحرية التي ساعدت الكويت في منحها للعراق ولا توجه الانتقادات للكويت التي مدت يد المساعدة للعراق على المستوى الرسمي والشعبي.
مهاترات
من جهته، حذر مراقب مجلس الامة د.محمد الحويلة من المهاترات التي يطلقها بعض المسؤولين في العراق، لاسيما ما قاله وزير الحوار الوطني حول الاساءة للكويت، مبينا ان الكويت لم تسئ لأي شقيق أو جار.
واكد الحويلة ان الكويت تمتلك الحجج والبراهين للرد على تلك التهم الواهية، مطالبا تطبيق لوائح وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وعليها حسن التعامل مع دول الجوار، مذكرا بأن استرجاع الاموال حق ولن نتنازل عنه.