- جدي سيف كان له صوت جميل في الكلام والحداء وكان «يهوبل» ولهذا سميت عائلتنا «بن هبلة»
- التحقت بجامعة الكويت عند بدايتها وعدت للتدريس بعد دراسة 4 سنوات تم ترشيحي مدرساً أول وعينت في مدرسة معن بن زائدة وبعد 3 سنوات نقلت إلى الخليل بن أحمد ثم رشحت موجهاً
- أمضيت 26 سنة في العمل مدرساً ومدرساً أول وموجهاً لمدة 6 سنوات وكنت الرجل الوحيد الموجه في قسم «الإسلامية» بالعاصمةالمدرس ضربني بالكف على وجهي لأني أغلقت الكتاب قبل أن يخرج من الصف!
- كنا نسافر بداية الخمسينيات لقضاء الإجازة الصيفية في سورية ولبنان بطائرة الفايكونت
- الوالد قضى 18 عاماً في البحرين بسبب الأعمال التجارية وكان كثير السفر إلى البصرة والهند وساحل العاج
- شاركت في الأنشطة المدرسية الموسيقية والرياضية منذ الابتدائية ومثلت بمسرحية عرضت تلفزيونيا في «المتوسطة»
- أثناء دراستي في ثانوية الشويخ كنت أذهب بسيارة أخ زميل لي يدرس في «الصناعية» وعندما لا يذهب نغيب
- والدي عمل في التموين 3 شهور أثناء الحرب العالمية الثانية وعمل طواش لؤلؤ يشتري من غاصة الهيران ويبيع
- في البحرينبعد دراسة سنتين بالثانوية في القسم الأدبي فكرت في الالتحاق بالجيش ثم قررت الانضمام إلى «التربية الأساسية»
- ثمر بن هندي آخر أبناء العمومة الذين سكنوا بالقبلة في براحة السبت وتوفي عام 1939
لضيفنا هذا الأسبوع ذكريات شيقة وصورة مضيئة من ماضي الكويت يرويها لنا بذاكرة قوية وتفاصيل ماتعة.
يحدثنا المربي الفاضل غازي فهد سيف الغانم الملقب بـ«بن هبلة» عن كويت أول عندما عاش أيام الطفولة والصبا والشباب، بل وقبل ذلك عندما شارك جده في معركة الصيف عام 1901 واستشهد فيها.
يتناول حياة العائلة في الكويت ولماذا سميت بهذا الاسم، وكيف كان مشواره في الدراسة وبماذا عاقبه المدرس عندما أغلق الكتاب قبل أن يخرج من الفصل.
يتحدث عن الوالد والجد وحياتهما وعملهما وسفرات العائلة في خمسينيات القرن الماضي إلى سورية ولبنان في الصيف، وأسفار العمل إلى كل من البصرة والبحرين والهند بل حتى ساحل العاج.
يتناول هذا اللقاء الشيق لمحات من التعليم قديما وكيف كان، وكذلك الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وإلام صارت مع تطور الحياة في الكويت.
الكثير من التفاصيل الممتعة نتعرف عليها من خلال السطور التالية:
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونفي بداية لقاء شيق عن الماضي وذكرياته الجميلة في كويت الخير والبركة، يستهل المربي الفاضل غازي فهد سيف الغانم الملقب بـ«ابن هبله» كلامه بالحديث عن أيامه الاولى في الطفولة والصبا، حيث يقول: ولدت في الشرق بالمستشفى الأميري، وكان بيت الوالد بجانب مسجد الجد سيف بن هبله في الشرق بالوسط حاليا شارع مبارك الكبير مقابل مزرعة المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت الراحل، وكنت صغيرا لا اذكر شيئا عن المنطقة، وبعد ذلك انتقل الوالد الى النقرة، اما جيران بيت الوالد بالشرق فكانوا من قبيلة الرشايدة والعوازم والحساوية، وكانت الألفة والمحبة والتواصل بين الجميع، ويذكر ان جدي كان يقدم هدية لكل امرأة تلد طفلا، ولدا او بنتا، ويقدم اللحم والعصيدة وهو رجل غني وتاجر وله دكاكين بسوق التجار السوق الداخلي، وكان يبيع المواد الغذائية مثل التمور، اما الوالد فبعد استشهاد جدي في معركة الصريف عام 1901 كان عمر الوالد 8 سنوات وكفله شقيقه الكبير مطلق وهو الذي اشتغل بتجارة جده، وبعدما بلغ الوالد رحمه الله السن القانونية اشتغل مع شقيقه مطلق بالتجارة واستمر بالعمل الى ان صار طواشا (تاجر لؤلؤ).
وكان يشتري اللولؤ من نواخذة الغوص ويبيع للتجار وفي البحرين، وكان يملك سفينة من نوع الشويحي، ايضا كان يبيع اللؤلؤ في الهند، وفي عام 1936 انكسر سوق اللؤلؤ بظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني، فرجع والدي مع شقيقه مطلق للبيع والشراء في السوق مع التجار منذ الاربعينيات واتجه ايضا لبيع العقار، واستمر حتى عام 1961 مع النهضة الحديثة، مع تثمين البيوت داخل المدينة الوالد اشترى له بيتا في منطقة نقرة الطواري ومن جيراننا المرحوم غيث المطوع وبوربيعان وبيت شايع وبيت الدويسان، وكانوا يشغلون لنا افلاما عربية، وكنت اذهب مع ابناء الفريج واحسن فيلم شاهدته «عنتر وعبلة» و«اليحيوح ابوطبيلة» بالفريج، هذا في نقرة الطواري، وكان بيتنا في سكة سِد بين بيتين بيت الربيعان وبيت غيث المطوع، وبعد سنوات انتقلنا الى النقرة عندما كان يعرف بدوار الكرد، وكنا قريبين من بيت المحسن الكبير عبدالله العثمان رحمه الله.
وكان الوالد يذهب الى ديوانية عبدالله العثمان، ايضا كان الوالد يذهب الى لبنان ونحن معه، وكان يذهب الى ديوانية عبدالله العثمان في بحمدون لبنان، وكنت اذهب مع الوالد وذلك عام 1953 ونسافر بطائرة الفايكونت من مطار النزهة القديم وننزل في سورية ونمضي اسبوعا وبعد ذلك نسافر الى لبنان ونمضي 3 اشهر هناك، وألعب مع اولاد ملا ثامر واولاد الفليج والزواوي واولاد النصار، وهم يرجعون ونحن نمضي بعدهم شهرا، اذكر ان اولاد الفريج يذهبون معي الى المطار لمشاهدة الطائرة حتى تطير، لم اشعر بأي قصور من والدي، كان بعض اصدقائه يقولون ان ابن هبله انقطعت ذريته ولا يعرفون انه تزوج وهو كبير، واقول لهم ولأولادهم انا ابن فهد بن سيف بن هبله وعندي ما شاء الله اولاد ولم ينقطع النسب، والحمد لله رب العالمين، واما ابناء العمام فقد انقطعوا وآخر واحد منهم ثمر بن هندي بن هبله وتوفي في العام 1939 ونحن مع اولادي سلالة فهد بن سيف بن هبله.
كنا نحن اثنين من والدتي وهي الاخيرة التي تزوجها الوالد، وقد توفيت، وتزوجت والله رزقني بهؤلاء الاولاد الله يحفظهم وعندي احفاد ولأني وحيد والدي فقد حصلت على اعفاء من التجنيد.
سكن الوالد الجديد
وبعد سنوات الوالد انتقل للسكن في الدمنة (السالمية حاليا) في فريج القناعات بالقرب من بيوت الشيوخ وبجانبنا بيت العمران والمسلم والخلفان الفيلكاوي، البيوت متقاربة ومتلاصقة، وصار عندي اصدقاء واصحاب جدد في السالمية، وكنا نذهب الى البحر للسباحة وكان الساحل رمليا ونظيفا، كنت اذهب للبحر بالخفية خوفا من الوالد، وكان كثيرا من اوقاته بالسفر الى البصرة والهند وساحل العاج بحكم العمل، والوالد سكن في البحرين لمدة 18 سنة للعمل التجاري قبل زواجه من الوالدة، وكان يلتقي مع اهالي ورجال البحرين ويعمل بالتجارة معهم، كان عنده عادة ايام عيد الفطر يعيد في الكويت وفي الأضحى ربما يكون مسافرا للعمل.
كانت الوالدة تحضر الى الروضة وتفرحني بأن الوالد رجع من السفر واحضر لي سيارة لعبة، الاولاد الذين قبلي كانوا يموتون بأعمار الثانية عشرة.
التعليم والدراسة
يستذكر بن هبلة مساره في مشوار التعليم حيث يقول: كنت الوحيد عند الوالد والوالدة، والتحقت بروضة جول جمال بالنقرة، وقبلها روضة المهلب، ومن ثم الفارابي الابتدائية بالنقرة، ومن ثم التحقت بمدرسة حولي الجديدة، وصار اسمها عمرو بن ابي وقاص بالنقرة بجانب المسجد، وكنت طالبا متفوقا ونجحت من اولى الى ثانية ابتدائي وكتب في الشهادة ناجح ويبقى في فصله لصغر عمره، اذكر مدرسين في الفارابي اسمهم صلاح ونجم الخضر كويتي والناظر مصري، وبعد ذلك الوالد انتقل للسكن في السالمية وانتقلت الى مدرسة عبدالله الخلف الدحيان والناظر فلسطيني، واذكر حادثة حصلت لي انني بعد ضرب الجرس مباشرة اغلقت كتابي المدرسي ضربني كفا على وجهي، فذهبت الى الوالد وقال انت عامل خطأ، وبعد الاستفسار قال المدرس انت اغلقت الكتاب قبل خروجي من الصف وهذا ليس من الاحترام.
وبعد خلف الدحيان انتقلت الى السالمية المتوسطة والناطر مصري، وبعد ذلك الوالد انتقل الى منطقة الروضة فالتحقت بالعديلية المتوسطة لأن في ذلك الوقت لا يوجد مدرسة في منطقة الروضة.
النشاط الرياضي والموسيقي
عن مشاركاته في الانشطة ايام الدراسة، يقول بن هبلة: كنت في سنة رابعة متوسط، وكنت اشارك في الانشطة الموسيقية والرياضية منذ المرحلة الابتدائية، وكنا ثلاثة طلاب، واحد اسمه سفاح واحمد وانا ونحن الثلاثة قدمنا تمثيلية وعرضت في التلفزيون، ونحن في متوسطة السالمية، اما في الابتدائي مع المرحوم سعد سلطان العجيل ومعنا آخر قدمنا قطعة موسيقية، وكنت اضرب على المثلث، وكنت اشارك في برامج المدرسة اثناء الانشطة، اما في المتوسطة فشاركت في فريق الكشافة وفي فريق كرة القدم، وشاركت في مخيم الفنيطيس، وكنت في مخيم البرقان وذلك في العام 1969 ايضا شاركت في تمثيلية مع فرقة الكشافة وعنوانها «المخرج الفاشل» واحضرت من المغرب.
واذكر الممثل كنعان حمد في دور الام ومنير سردار وعبداللطيف العوضي وانتقلت الى الثانوية.
ثانوية الشويخ
ذكريات لاتزال عالقة في ذهن ضيفنا عن مرحلة الدراسة بثانوية الشويخ يقول عنها: نجحت من المرحلة المتوسطة الى الثانوية في البداية سجلت في ثانوية كيفان ونقلوني مع مجموعة الى ثانوية الشويخ، ولم التحق بالقسم الداخلي، وكنت اذهب يوميا مع واحد من ابناء الجيران، حيث كان يدرس في الكلية الصناعية وعنده سيارة ومعنا اخوه، ونذهب معه، لكن اذا غاب نحن نغيب معه، لا يوجد من يوصلنا، ودرست في ثانوية الشويخ وكانت مدينة كبيرة، واذكر من المدرسين الاستاذ النحاس والاستاذ الوراق والبحيري وغانم امان ومحمد الشبنان وكيل سابق وعبدالله العمر وعلاء الحيدري والحانوتي شديدين، اما مدرسو الالعاب نبيل المبروك فلسطيني وعبدالحميد الشاهين والوكيل عبدالله الحمد وكيل الشويخ.
ويتابع: اكملت تعليمي واغلقت ثانوية الشويخ بسبب تحويلها الى كلية جامعية فحولونا الى ثانوية العديلية ولمدة سنتين قسم الادبي، وبعد التخرج في الثانوية كنت افكر في الالتحاق بالجيش الكويتي ولكن غيرت تفكيري واتجهت الى كلية التربية الاساسية التابعة للتعليم التطبيقي، والتحقت بها كطالب والعميد مصري ومن بعده غانم امان ومحمد الشبنان وكيل لها ومحمود بستان مدرس وبعد سنتين تخرجت مدرسا، ومن الزملاء بالدراسة احمد المنيفي وعبدالله القبندي وسليمان المالك وشديد المياس، اما المنيفي فكان معي دائما، وبعد فتح جامعة الكويت حصلت على اجازة من التدريس والتحقت بالجامعة ولمدة اربع سنوات تخرجت ورجعت للتدريس، وكان التخصص تربية اسلامية ولغة عربية مساند، وعينت مدرسا، واول مدرسة عملت بها مدرسة عمرو بن العاص في منطقة الروضة، وعينت مدرس مواد عامة ونقلت الى مدرسة صقر الشبيب وعملت بها لمدة اربع سنوات، وقدمت اجازة دراسية وكان معنا يوسف عبدالرحمن وابراهيم العسعوسي وسالم الرومي وجاسم الغيث وعبدالغني ابوفراس وعلي السالم مجموعة من الكويتيين واعطونا درجة.
وبدأت بالإجازة الدراسية وبعد ذلك أكملت دراستي بالجامعة وحاولت أن أكمل الماجستير لكن الظروف لم تساعدني.
الأنشطة المدرسية
عودة إلى الأنشطة المدرسية يقول بن هبلة: كنت أشارك مع الزملاء في الأنشطة المدرسية مثل الاحتفالات الدينية ويوم واحد بالإذاعة المدرسية لقسم التربية الإسلامية وأشارك في المواد وتقديمها والأنشطة مع الطلبة مع غرس بعض الأفكار الإسلامية، وأذكر ان ناظر «عمرو بن العاص» الأستاذ احمد الفليج، وفي «صقر الشبيب» محمد الفارس وكنت سعيدا جدا بالعمل معهما.
وفي العديلية المتوسطة بعد الجامعة ايضا كان لي نشاط وأشارك الزملاء في الأنشطة وأمضيت فيها فترة الاحتلال الصدامي وبعد التحرير نقلت وخاصة نظام الدمج وتحولت العديلية الى مدرسة بنات وفرقونا وأذكر ان ثانوية العديلية احترقت ايام الاحتلال الصدامي وتحولت الى ثانوية عبدالله الجابر وكان الناظر طالب اشكناني وكانت مشتركة.
مدرس أول
ترقى بن هبلة الى مدرس أول ثم نقل بعدها وعن ذلك يقول: أثناء عملي مدرسا تم ترشيحي مدرسا اول وعينت في مدرسة معن بن زائدة والناظر فائق الملا وأمضيت ثلاث سنوات ومن ثم نقلت الى الخليل بن احمد مدرسا اول وبعد ذلك رشحت موجها.
والطلبة بينهم فروقات والخيل على ركابها مثلما يقولون، ان كان الناظر قويا تكون المدرسة قوية ويكون الطالب والمدرس ملتزمين ونعم النظار الذين اشتغلت معهم الجميع كان يحرص على العمل بنظام ودون تفرقة ما بين المدرسين وجميع العاملين في مدرسته.
لم اخرج عن مدارس العاصمة ولكن المناطق التعليمية الاخرى ملتزمة بالنظام وبالعمل الدؤوب والطلبة ملتزمون بالدوام وعلى مستوى عال من العلم، وعلى سبيل المثال طلاب الجهراء متفوقون في دراستهم وفي سلوكهم والتنافس كبير بين الطلبة والإدارة جيدة جدا، هذا مثل، اذكر ان بعض الطلبة اذا حصل على 19 من 20، ولي الامر يزعل يريد لابنه درجة كاملة، هذا الاهتمام الزائد من ولي الأمر ايضا يشجع المدرس على الحرص على العمل.
وأذكر انني اعدت الاختبار لجميع طلاب الفصل لكي أعطي فرصة للطالب ان يأخذ درجته الممتازة.
الظلم في السوية عدل في الرعية
أكملت ستا وعشرين سنة في العمل من مدرس ومدرس أول، وموجه لمدة ست سنوات وأذكر انني كنت الرجل الوحيد موجها في قسم الإسلامية ما بين الموجهات النساء في العاصمة ولكنهن ألقين العمل عليّ، من مدارس الدوحة الى مدارس بنيد القار والمدارس كثيرة، ولكن صدر قرار في التربية ان الموجه يتعامل فقط مع المدرس الأول، وهو يتعامل مع المدرسين ولكن الأساس المدرس وأذكر ان المسؤولة عن الموجهين في منطقة العاصمة كانت سيدة كويتية.
ورفضت ان اكون وكيل مدرسة والتوجيه افضل وكنت عضوا في جمعية المعلمين.
بعد التقاعد
يتحدث ضيفنا عن مرحلة ما بعد التقاعد قائلا: بعد التقاعد صار عندي وقت فراغ طويل وتفرغت لعمل البيت وتوصيل الاولاد الى مدارسهم وزوجتي تركت قيادة السيارة وتفرغت ايضا لبيتها في الداخل وصرت متفرغا لعملي ولهم. عندي ملاحظة ان الطالب عليه الانتباه لشرح المدرس وعدم اللعب بالفصل، بهذه الطريقة يكون الطالب ممتازا والحمد لله سبحانه قدرني على تعليم اولادي وحصولهم على نتائج ممتازة في التعليم وحصولهم على الوظائف العامة كانت جدتي دائما تدعو لوالدي بالخير والعمل الصالح وكان والدي مهتما بنا بسبب دعاء والدته له بالخير.
وكنت مهتما بوالدتي لأنها مريضة ولكن كانت مهتمة كتيرا معي، في السبعينيات بداية الدراسات الخاصة وهو المدرس الخصوصي والعمل غير ناجح، لأنه عمل مؤقت لا يعطي نتيجة جيدة فالطالب دراسته مؤقتة.
اقول إن القرآن الكريم وقراءته تصحح النطق واللسان وخاصة القراءة الدائمة فكنت أذهب مع الوالد للمسجد وأقرأ القرآن.
تاريخ عائلة بن هبلة
يتحدث ضيفنا باختصار عن عائلته وتاريخها وبين تسميتها بهذا الاسم حيث نبدأ بمعنى «بن هبلة» (لقب العائلة) قائلا: كان جدي سيف والد والدي كان له صوت جميل في الكلام والحداء وهذا الصوت انتقل من الجد سيف إلى ابنه فهد وأولاده وأحفاده، فكان جدي يهوبل بمعنى يلحق بالابل ويحدي وينشد - الهوبال هو فن في الحياة، والدليل هو لقب سيف وعرفت به ابناء عمومة الوالد هم ثمر بن هندي توفي عام 1939 آخر ابناء العمومة الذين سكنوا بالقبلة في براحة السبت وثمر لم يرزق بذرية وعائلته تلتقي مع جدي مسعود والدي عندما سمع هذه المعلومة من أخيه مطلق وبدأ الوالد يقدم للمحكمة اثبات ذلك والوالد هو الوحيد بالاسرة الذي قدم للمحكمة الاسم فهد بن سيف بن مسعود بن الغانم الملقب بابن هبلة عام 1954 بتحقيق الوفيات عن عطية بن هندي بن ثامر بن عطية بن غانم بن محيي بن مسعود بن غانم الملقب بابن هبلة نحن عرفنا بابن هبلة عن جدنا (سيف) فصرنا نعرف بابن هبلة.
عن معرفة اسم العائلة كلفت ابني عبدالله بالبحث، وعندنا مسجد يعرف بمسجد بن هبلة والجد يصرف عليه من امواله وموقع المسجد في الشرق الى الشمال الشرقي من شارع مبارك الكبير والى الجنوب الشرقي من شارع احمد الجابر وبالقرب من مسجد الصادق وخلف حلويات الكواكب ولا يزال موجودا، وقد ذهب عبدالله وشاهد المسجد وتفقده وكان البناء قديما، وجدي سيف كان شهيدا في معركة الصريف عام 1901، في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح.
بعدما دخل عبدالله في مجال البحث والتاريخ بدأ يبحث عن اشياء كثيرة عن اسرة الهبلة وسمعنا عن الكثير من المواطنين ان عائلة الهبلة قد انقطعت، فقلت لهم لا أنا واحد منهم والدي فهد بن سيف الهبلة التقى به رجل فسأله لماذا انت هنا في المستشفى قال له الله رزقني بولد فرد عليه السائل ولد الشباب للبنات.
ولد الشيبة للخيبة ولكن الحمد لله سلكت الطريق الصحيح وانا ولله الحمد من الملتزمين بالدين وأولادي.
الوالد، الله يرحمه، كنا يتوقع ان الولد لن يعيش، أقول للمواطنين ان اسرة بن هبلة موجودة ولم تنقطع، ونحن وأولادي الاربعة موجودون ان شاء الله، ولدي عبدالله مجتهد وبدأ يبحث في التاريخ وحصل على وثائق قديمة عن اسرة بن هبلة والتقى مع السيد احمد الشايع وقال له عام 1956 سافرت الى الهند مع جدك لعلاج ركبتيه والبحث جار.
عمل الوالد
عن والده وحياته وعمله يقول بن هبلة: والدي، رحمه الله، اثناء الحرب العالمية الثانية عمل مع العاملين في التموين لمدة ثلاثة شهور وكان له محلات بالسوق الداخلي اشتغل بها وعنده بيوت يبيع ويشتري بالعقار واما المواد الغذائية فكان جدي سيف يعمل ايضا بالبيع والشراء بالجملة والوالد أخذ العمل التجاري من والده سيف.
وعنده جلبان (آبار ماء) في الشامية مع ابناء عمه وابن هندي ابن عمهما وعدد الآبار خمس عشرة بئرا واشتراها الميلم ـ وكذلك عمل طواش لؤلؤ ويشتري من الغاصة بالهيران ويبيع على تجار البحرين.
كذلك الوالد سكن البحرين وذلك قبل الزواج من والدتي من الدرعية من قبيلة بن حنيفة من لجين بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وكانوا يسكنون في حجر اليمامة المعروف حاليا بمدينة الرياض والدرعية، وبعد ذلك انتقلوا الى المجمعة والى الاحساء والقطيف والبحرين واستقروا في الكويت، هذا بالأدلة والوثائق.
أما ابن هبلة في الكويت، وهو الدارج عند المواطنين، وجدنا كتيبا عند احد الباحثين وكتابا في البلدية وجدنا فيه ان المسجد بن هبلة الغانم، وكان الامام الأول محمد بن سليم العازمي والثاني الملا عبدالله بن حسن لمدة سنة، والثالث الملا محمد بن علي الوزان لمدة ثماني سنوات، والرابع الملا محمد بن عبدالعزيز الفهد، والخامس حمود بن زبد بداح الرشيدي، والسادس الشيخ محمد بن حمود الشايع، والسابع الشيخ عثمان العصفور، والثامن راشد بن سعد الحداد، والتاسع الشيخ راشد بن عبدالله الفرحان، وآخر واحد مبارك بن عبدالله الفهد.
وأما المؤذنون فكان أولهم سعد بن ثواب والملا محمد بوراشد والملا راشد بن سعد الحداد، هذا من سجل وزارة الأوقاف.
وعندنا وثائق عن البيع، مثلا وجدنا وثيقة عند مطلق شقيق الوالد عن بيع أحد البيوت هذا عن العائلة، الوالد والجد كانا يعملان بالتجارة، وبالنسبة لي التحقت بالمدارس وتعلمت وحصلت على الشهادات ولم اتجه للتجارة، وأحببت التعليم والتدريس وباشرت القراءة والمطالعة والتدريس، أحب الشعر واحفظ بعض الشعر الشعبي، منه قصيدة يقول أحد ابياتها «اضحك مع اللي ضحك والهم طاويني».
وقصيدة أخرى تقول:
سقا الله كواشيت المطلاع
عسى مكشاتهم دوم يعودونه
والوالد يقول:
يا مرحبا يا صدق جدي
يا نور عيني عن حماها
غازي بالتفقد ويحماها
نصيحة تربوية
يتوجه ضيفنا بنصيحة الى التربويين والطلبة قائلا: اقول للجيل الحالي من الطلبة ومن الزملاء المدرسين عليكم بالاخلاص بالعمل والدراسة ومتابعة كتاب الله سبحانه وتعالى وسنته، وعليكم بالاهتمام بالعمل وحماية الوطن والعمل من اجله، كما قال الامام مالك «لا تصلح هذه الأمة الا بما صلح به أولها».
وعليكم بتقوى الله، فالدنيا زائلة، والله تعالى يقول (كل نفس ذائقة الموت)، احذروا السرعة والسيارات، اللهم اغننا بحلالك عن الحرام.
حياة الأولاد
وعن أولاده يقول ضيفنا: محمد اكمل دراسته الجامعية تخصص ادارة اعمال وفهد في المرحلة النهائية لانه التحق بالعمل مبكرا، وحاليا أوشك على الانتهاء، ويوسف انهى «التطبيقي»، وعبدالله تخصص بحوث ومتابعة التاريخ والتراث وبحث عن العائلة.