كامل كيلاني
قضى 25 سنة من عمره متفرغا لأدب الكتابة للطفل العربي حتى أصبح رائدا. سار على منهجه بعده المئات من الكتّاب والأدباء.
أسس أول مكتبة عربية للأطفال باللغة العربية الفصحى المبسطة بدون تقعير ولا تعقيد، واعتنى بطباعة الكتب طباعة حديثة أنيقة مصورة، ولخص عددا هائلا من أمهات الكتب العلمية والأدبية لتكون في متناول الطفل وحتى أوائل سن الشباب.
واعتنى بالترجمة ليكون على إلمام بالثقافات الأخرى، وأصبح من أعلام الأدب العربي المعاصر عن جدارة.
ولد كامل كيلاني في 20 أكتوبر (في مثل هذا الشهر) عام 1897 في حي القلعة في القاهرة بمصر.
حفظ القرآن قبل انتقاله الى الثانوية وحصل على (البكالوريا) ودرس الأدب الانجليزي ثم اللغة الفرنسية وانتسب الى الجامعة المصرية عام 1917 وحضر دروسا في الأزهر الشريف وعمل بالتدريس ثم في وزارة الأوقاف المصرية لمدة 32 سنة، كما عمل في الصحافة.
قضى كامل كيلاني وقته كله في الكتابة، في مجالات عديدة تنوعت بين النقد الأدبي وكتابة التاريخ بشكل أدبي والترجمة وتحقيق بعض كتب التراث، قبل أن يتفرغ نهائيا لأدب الكتابة للطفل العربي المشرقي والمغربي، ومن هنا كان لابد من الكتابة باللغة الفصحى العربية التي توحِّد بين الأقطار حتى القصص المترجمة منها عن قصص شكسبير وجاليفر والقصص الهندية وروبنسون كوروزو وكتب الرحّالة العرب، وله مجموعة من القصص حول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
ترك كامل كيلاني عددا من المؤلفات بعيدا عن مجال الكتابة للطفل، فساهم في إثراء المكتبة العربية بالكتب التاريخية عن التراث العربي والإسلامي، بخاصة الأندلس، وحقق في دواوين شعراء أمثال ابن زيدون.
وشارك في تأسيس رابطة (أبولو) الشعرية الشهيرة وفي تحرير مجلتها.
ترجمت قصص كامل كيلاني الى مختلف اللغات، بينها الصينية والإسبانية والفرنسية والألمانية وبعض اللغات الأفريقية.
ورغم أنه كتب أكثر من (ألف) قصة للطفل العربي، واضعا في اعتباره تفاوت إدراكه باختلاف سني عمره، فإنه مات فقيرا.
وكان آخر ما كتب قصة (نعجة الجبل) التي يتحدث فيها عن إهمال المخلوقات لبعضها البعض. وكان على فراش المرض الذي أدى به إلى الوفاة في 10 أكتوبر عام 1959.
من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ ـ أسيمة جانو