عبدالرحمن العوضي
عجيب ما يسمعه الإنسان هذه الأيام بالنسبة لجهود وزير الكهرباء للعبور بسلام الى بر الخريف، حتى يستطيع ان يرى أمامه حقيقة مؤلمة بأن تراكمات من سبقوه في هذه الوزارة واهمالهم قد أوصلت البلاد الى الوضع المأساوي الذي نعيشه.
فهل كان الانسان يصدق ان يأتي علينا يوم، ونحن البلد الغني الذي أنارت خيراته آلاف القرى والمدن في العالم، ونجد أهله يعيشون لحظات على أعصابهم متخوفين من انقطاع الكهرباء عن بيوتهم، وما تأييدي بالكامل لمشروع ترشيد الكهرباء والماء الا لأن الأمر يحتاج الى رؤية جديدة واسلوب جديد تضعه الحكومة للخلاص من هذا المأزق، وهذا الأمر ليس بالأمر الصعب فهو ميسور ومقدور عليه.
ولكن ما يزعجني حقا تدخل المزايدين باسم المصلحة العامة في كل قضية من قضايا الكويت تجد طريقها الى من في نفوسهم مرض، ويخلقون المشاكل بدلا من مداواة الأمر والشد على أيدي العاملين في الكهرباء والماء حتى يتمكنوا من تخطي هذه المشكلة والوصول الى بر الأمان.
ولكن على العكس من ذلك نجد هؤلاء بدأوا يزايدون على الوزير ويتصيدون الأخطاء ويهددونه بالاستجواب ويتوعدونه بالويل والثبور.
أهذه شيمة الرجال؟ أهذا متوقع ممن انتخبناهم ليكونوا عونا للحكومة وليس ضدها؟ يؤازرونها في البناء والتنمية ويحاسبونها بعد ان تنتهي من العمل، ولا ينظرون الى مصالحهم الخاصة التي تطل برأسها دائما عند اثارتهم لأي قضية حول أي أمر مهم يتداوله المجتمع ويكون مهما للكويت.
لا يمكن التفريط والتهاون في الكهرباء، ولا يمكن ان تبدأ سلسلة جديدة مشابهة لما تم في قضية العلاج بالخارج حيث كان النواب هم أنفسهم السبب ومازالوا وسيبقون السبب، وكانت تلك القضية تتعلق بالأفراد، اما قضية الكهرباء والماء فهي قضية الوطن والمواطن، لذا ارفعوا أيديكم عن هذه القضية واجعلوها تمر بسلام، وساندوا الوزير والعاملين في الوزارة حتى يتبعوا الخطط السليمة للأعوام القادمة، ويجب ألا تقل مدة الخطة المطلوبة عن 10 سنوات.
فارحموا هذا الوطن، وارحموا معاناته، وحاولوا ان تكونوا عونا للعاملين ولا تكونوا حجر عثرة أمام كل من يريد ان يصلح.
فلتقف الحكومة بكل قوة مع الوزير وتبادر بثورة في أسلوب بناء المحطات والتوزيع حتى نتجنب المآسي التي يمر بها هذا الوطن العزيز.
وكان الله في عون كل مخلص يعمل من اجل البناء والتنمية لهذا الوطن.