أرسل لي صديق عزيز هذه الكلمات التي تعبر عن واقع كنت أظن أننا قد غيرناه لاسيما ونحن نستمع يوميا لتباشير الحكومة باستخدام الذكاء الإلكتروني في العمل لكن على أرض الواقع ما زلنا مكانك راوح، لذلك أحببت أن أعرض عليكم معاناة هذا الصديق.
يقول صديقي: ذهبت للمستوصف اشتكي من (دوخة) فطلب مني الطبيب عمل تحاليل معينة، فذهبت بالطلب إلى قسم التحاليل وكان أمام الشباك 3 إلى 4 من المرضى وانتظرت حتى انتهوا ومن ثم قدمت الطلب للموظفة،
فقالت لي أين ورقة الدور أو رقم الدخول؟
٭ قلت وهل هناك جهاز لتحديد الدور؟
قالت نعم هو هناك في الخلف.
٭ ذهبت للجهاز وأخذت ورقة الدور أو رقم الدخول وانتظرت إلى أن أتى دوري حيث سبقني من أتى بعدي وأخبر مثلي أيضا بوجود جهاز لتحديد الدور وبعد زمن وصل دوري وذهبت للموظفة، فقالت: اختم الورقة من الاستقبال.
٭ قلت لها «يا يبه، ليش ما قلتي اختم الطلب من الاستقبال يوم ما قلتيلي لي اخذ ورقة الدور».
قالت «ما أدري، ما انتبهت».
٭ سلمت أمري لله، وذهبت لمكتب الاستقبال وختمت الورقة ورجعت للموظفة، وإذا هناك اثنان من المراجعين المرضى يقفان على الشباك أمامي، انتظرت حتى انتهيا، وأعطيت الطلب المختوم للموظفة، قالت لي نحتاج ختما آخر «واحد ثاني»!
٭ قلت لها أين أحصل على الختم الثاني، قالت لي من نفس مكتب الاستقبال، وعدت إلى مكتب الاستقبال، قلت له «يا ولدي لماذا لم تختم الطلب بالختم الثاني؟».
لماذا جعلتني «أروح وأرجع»، قال «ما انتبهت»!
٭ قلت له كيف لم تنتبه وأنت تعمل هنا، وهذا الإجراء روتيني بالنسبة لك؟! قال هناك أقسام تحتاج ختما واحدا، وأقسام أخرى تحتاج إلى ختمين.
٭ قلت له ومع الروتين اليومي، يجب أن يكون الأمر بالنسبة لك معروفا كما تعرف اسمك، قال لي «أنا غلطان»، رجعت إلى الموظفة، فقالت لي اجلس «استريح إلى أن يأتي دورك».
٭ قلت لها هل مع كل هذا الذهاب والإياب ولم يأت دوري؟
قالت هذا هو السيستم والنظام لدينا!
٭ جلست وانتظرت وأنا على أعصابي، ومتوتر، وغضبان، جاء دوري ودخلت على الممرضة، وإذا بالممرضة هي أيضا منزعجة (لا أعلم السبب) وسلمتها يدي لتأخذ العينة، وأنا (ساكت، لم أنطق بكلمة) مخافة أن يتشنج الوضع، أو أن أتفوه بكلمات لا تليق بي، ولا بالموظفة نتيجة الحالة التي كنت بها.
يتساءل صديقي:
٭ إن هذا المشهد يتكرر كثيرا هذه الأيام فهل هذا يعني أن الأمر أصبح ثقافة عامة لدينا؟
٭ ثم ما أثر هذا الإهمال على جودة العمل فهل ستكون نتائج التحليل التي عملتها صحيحة،؟ أو تحاكي واقعي الصحي حيث كنت وقتها في حالة نرفزة وانزعاج وغضب!
٭ هل مثل هذا الروتين والتصرفات تجعل المريض يتشجع لمراجعة المستوصفات او العيادات او المستشفيات؟.
٭ والآن بعد مرور أسبوعين، هل أراجع المستوصف، وهل سيحصل لي نفس الأمر؟
٭ وهل ستكون النتائج قد انتهت وموجودة في ملفي الطبي؟ أم سأنتظر أياما أخرى؟
لماذا لا يوجد نظام يخبرني برسالة نصية، بمراجعة المستوصف أو الطبيب الذي طلب هذه التحاليل؟
إنها مخاوف مستحقة، ولكن من سيعالجها، وباختصار شديد، أين الحكومة الإلكترونية؟