لم يعد الاستثمار في العنصر البشري خيارا هامشيا في سلم الأولويات التي تقوم بها استراتيجيات الدول المتقدمة فحسب، وإنما بدأ ينسحب على الدول النامية التي باتت تدرك ان هذا الخيار هو المدماك الأول في تقدم الدولة ونمائها.
ولا شك في ان الدول المتقدمة تدفع باتجاه تعزيز قدراتها في الاستثمار الحقيقي للإنسان من خلال اعتمادها على الكادر الشبابي وفق معايير التدريب والتعليم لخلق جودة علمية وعملية يكون نواة لنهضة الدولة وارتقائها، وهذا لن يتأتى الا من خلال السعي لكل العناصر المسؤولة في هذا الوطن والجهات النافذة ذات السلطة إلى صناعة أساليب وآليات تؤدي إلى استثمار طاقة الشباب وقوتهم وخلق أنشطة رياضية وتعليمية وثقافية وفنية واجتماعية للنهوض بهذه الفئة الشابة والرفع من مستواها ومعنوياتها بدل إهمالها والتخلي عنها في عتمة زوايا الضياع، فاعتزاز أي أمة بنفسها ينطلق من اعتزازها بشبابها فهم الدعائم القوية والمتينة التي تستطيع أن تبني بها صروح أمجادها حاضرا ومستقبلا.
وحسنا فعلت وزارة الدولة لشؤون الشباب بإيلاء هذا الجيل الأهمية التي تستحق وتحويل هذا التوجه الى واقع عملي ملموس من خلال طرحها للعديد من المشاريع الشبابية التي باتت تتقدم يوما بعد آخر للوصول الى الاستثمار الأمثل للطاقات الشبابية الكويتية.
ويبدو ان انطلاقة وزارة الشباب نحو البحث عن ابداعات الشباب الكويتي وفق مهرجانات تنموية مثل مهرجان عدسة الشبابي والذي يتيح الفرصة امام الجيل الصاعد لعرض مواهبه وابتكاراته بشكل يكفل له الدعم لتعزيز قدراته في الوصول الى تحقيق أهدافه.
«عدسة» الشبابي وأمثاله من المهرجانات الناجحة التي تطرحهـا وزارة الإعــلام بين الفينة والأخـرى يقود بلا شك الى خلق جيل متقدم وشباب قادر على تحقيق طموحاته وترجمتهــا الى واقـع عملي ملموس ينعكس بشكل او بآخر على تقدم الدولة وارتقاء أبنائهـا ودفعهم الى تأسيس بنية عمليـة قــادرة على احـداث نقلة نوعيـة في استراتيجية الدولة ورفدها بالكوادر الفنية المحترفة.