علي الدقباسي
أعتقد ان حالة الاقتتال الدائر في فلسطين لا يمكن ان توصف الا بأنها مؤامرة، وفيها أطراف متورطة، والكاسب المستفيد - كالعادة - الدولة الصهيونية، وما أعتقده انه ليس اكتشافا بقدر ما هو ترسيخ قناعة بأننا ضحية بأيد عربية حركتها المكاسب الملطخة بالدماء والخيانات، وما يجري حاليا في فلسطين لا يوجد له وصف إلا أنه مؤامرة وحلقة من مسلسل المؤامرات الذي تعرضت له فلسطين والأقصى المبارك والأمتان العربية والإسلامية، وما يؤلم حقا ان هذه العملية التآمرية تدار بأيد عربية ترفع شعار تحرير الأراضي العربية المحتلة!
وليس بالدبابات الصهيونية وإن كان الصهاينة هم المحرك فإن بعض أطراف المؤامرة من الفلسطينيين هم الأداة التي تمزق الصف الفلسطيني وتضيع تضحيات الشهداء والأسرى وتقتل الحلم العربي بالتحرير وحلم المسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى.
ودون شك في ذلك، هذه الأطراف تبحث عن السلطة لا الهدف الاستراتيجي الحقيقي وهو التحرير!
اليوم أصبح سفك الدماء واعتقال الأبرياء وترويع الناس في فلسطين أمرا طبيعيا وننظر إليه عبر الفضائيات كأي برنامج يومي سخيف، والأكثر ألما انه لم يعد له تأثير في العقل العربي والبعض - مع الأسف - ينظر لما يجري كشأن داخلي!
دعوات المصالحة وتعهدات التعاون ذهبت كلها أدراج الرياح وبقي الهلاك للفلسطينيين ولنا بالتبعية، ولا يمكن ان تستمر هذه الخلافات للأبد ولكنها ستستبدل بمؤامرة اخرى ومادمنا نتحاور كالطرشان سنظل أسرى للفشل ومادة طينية يشكلها العدو كما يشاء، وما أقوله ليس للإحباط بقدر ما هو محاولة لوصف الحالة الفلسطينية ببساطة واختصار، ودع عنك التنظير الذي تسمعه من المناضلين في الفضائيات!
في التاريخ القديم والمعاصر كانت فلسطين، دائما، مركز المؤامرات وما كان أعداؤنا في السابق يحققونه بآلة الحرب والدمار أصبحوا يحققونه بالحيلة والمال والمؤامرة والخديعة وبأيد عربية وأحيانا بأيد مشهورة بالنضال الطويل والسمعة الطيبة، والعدو لا يهمه كيف ومتى ومن يخدم مشروعه وأهدافه وإنما هدفه الأوحد هو استمرار احتلاله وسيطرته بأي شكل وصورة.
وهذه السيطرة للعدو هي نتيجة وضوح رؤيته وتضافر وتعاون أطرافه بالرغم من اختلافاتهم واختلافهم ونتيجة حرية الرأي لديه وغياب القهر والترويع لأفراده وجماعاته، وسيادة القانون على كل الصهاينة.
لا أميل لفريق دون آخر في الصراع الدائر في فلسطين، وأعتقد انهم جميعا مخطئون وغير قادرين على حسم خلافاتهم لأن القرار ليس بأيديهم وإنما بأيدي بعض من دفع مصاريف استمرار صراعهم ووجودهم، وهذه هي الحقيقة مع الأسف.
إنها مؤامرة والله تعالى المستعان على ما يمكرون.