في التراث الإسلامي المرأة خلقت من ضلع آدم، وكلما زاد اعوجاج الضلع زادت مسؤولية المرأة الاجتماعية تجاه ثبات المجتمع الذي تعيش به، وكوننا نعيش في مجتمع إسلام الهوية -على المفترض بالمسبق - أن يتشرب معين هوية المرأة الإسلامية والحضارية من الرمز المربوط ما بين دفتي القرآن الكريم، كيف ذلك؟
كنت دائما أقول إن السحر اللغوي الموجود في أسطر القرآن يأخذ دائما أبعادا ذات معنى أبعد ما يكون للحس، وإنما فوق المعنى وفي صميم الجوهر، ولنربط هذا الموضوع قليلا بنظرية المثل الأفلاطونية التي تقول بثنائية العلاقة بين الصورة والهيولا (المادة)، إذ إن أفلاطون قاس هذا الشيء في عالم المحسوسات، فما بال الإنسان المندهش أن يقيس هذا الشيء في بعد معنوي ولغوي أكثر سبرا للأغوار في القرآن، لذلك فإن ما تم قياس هذا النمطية والآلية وتم التوفيق بين الدلالات الروائية لصورة المرأة في الفكر الديني أو اللاهوتي ليتم لتحسين الكثير من التصورات والمعتقدات عنها.
طبعا هرطقات خلط الأوراق الرهيبة التي تطرق ما بين سندان الحداثة المفرطة أو الأصولية المتطرفة هي من تخلق خزعبلات فكرية كعدم التفرقة بين مصطلحي الحرية والمساواة والعدالة المستلبة من منطلقات تاريخية مختلفة بتاتا عن واقعنا الإسلامي والديني!
وهناك ما أسميه بالحد الأوسط، هو اتحاد ميمنة الاستحداث وميسرة التأصيل حول الفكر الإنساني للمرأة في إحداثيات الدين والعادات والتقاليد وغيرها من المتغيرات التي قد تؤثر بالتقدم أو التأخر لوضعها… أين مربط الفرس في النزعة الاجتماعية:
هناك نظرية طرحها أحد فلاسفة الشرق تستحضرني هي الأسبقية والأفضلية هل هي للفرد أم المجتمع، الأسبقية تكون للفرد لكن في حالة مست المجتمع بخطر تكون له الأفضلية لذلك، على حد علمي ولا أستطيع التخمين هل الأجواء الإسلامية تميل للاشتراكية أكثر منها ذاتية الاعتماد؟
بصراحة لا أستطيع الجزم إلى الآن حول المتغيرات التي قد تطرأ على هوية المجتمع من الداخل أو الهجوم الخارجي من الثقافات الأخرى! لكن الذي أحاول التوصل إليه أن الاستقرار الاجتماعي يعتمد وبشكل كبير عليها وكما يقول أحد المفكرين إن كانت المرأة نصف المجتمع فالنصف الآخر هي التي أنجبته.