المرأة في الإسلام لها خصوصية ذات أبعاد معنوية وفكرية وثقافية، وهي ذات موضوع حساس في عدة مسائل تلامس الوتر الحساس في وقتنا الحالي، كمسألة الحقوق في الإسلام، والوصاية عليها، وأدوارها.
الإسلام تناول تلك الأبعاد منذ 14 قرنا، مراعيا العنصر الإلهي في التبليغ على عنصر الزمان والمكان، إذ إن نص القرآن لا ينتهي بانتهاء عصر النبوة وإنما هو باق خالد.
أي أن الله عز وجل أكرم المرأة وجعلها في مقام كريم محترم، استجابة لطبيعتها الخاصة والحساسة.
وإذا أراد الإنسان دراسة حاضره وأسباب تخلف الأمم الشرقية عن ركب الازدهار والتقدم فعليه دراسة التاريخ دراسة متأنية وفاحصة ليتم تحليل بعض الأحداث الماضية ومدى آثارها على الوقت الحالي والعصر الراهن.
وإذا أردنا تحليل بعض مقتضيات مشاكل عصرنا الحالي كحقوق المرأة على سبيل المثال فإنها تلامس الكثير من الأوجاع الاجتماعية والفكرية والثقافية.
في وقتنا الحالي ومع قيام الدول المستقلة عن بعضها البعض نتيجة تطور الفكر البشري وقيام التقنية والصناعة وتغير نماذج الحكم وانفتاح العالم على بعضه باتت مسألة التمازج والتلاقح الحضاري مسألة اجتماعية خطيرة.
خصوصا في مسألة الأخلاق والمرأة، ومسألة الخصوصية التي تريد القوى العالمية إنهاءها بفرض مقتضيات العولمة الفكرية والثقافية حول العالم بل إخضاع العالم الإسلامي والعربي لتلك الخطة التآمرية لفرض السيطرة على المجتمعات المستضعفة.
لقد تجاوز الغرب مسألة الدينية والخلافية والمذهبية عند فصل سلطة الدين والكنيسة عن الدولة والإنسان، واستطاع الرد على من يدعون التطور والتقدم بوضع فكرة الدين وراءه والانسياق في مسألة تحديد الطبيعة والإنسان مُخرجا مفهوم الله عن ذلك!.
ومن أهم المرتكزات التي برزت في عشرينيات القرن الماضي مسألة الحرية والمرأة.
من ضمن الخطط التي وضعها الغرب في مسألة التقدم والتطور الفكري والحضاري هي مسح مفهوم العائلة من النسق المجتمعي، وهذا العامل يقتضي وجود علاقة بين طرفين رجل وامرأة دون وجود عقد زواج واضح وما يترتب عليه من ثمار أبناء غير شرعيين، فبذلك يكثر أفراد المجتمع ويكثر الإنتاج المادي والصناعي.
لكن أين مسألة الأخلاق في ذلك؟ وهل فصل الدين عن الدولة معناه فصل الأخلاق عن الإنسان واللجوء إلى أخلاق بشرية اعتبارية ليس إلا؟!، وهل مسألة المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين الجنسين معناها إذابة الفوارق؟!
إن المرأة هي الكيان الأساسي للأسرة، والتربية الأساسية تكون على كاهل الأم، فهل يعتقد دعاة التحرر أن انسلاخ المرأة المطلق على أساس مساواة إنسانية وضعية لمصلحة الأسرة والعائلة التي هي لبنة كل مجتمع وأساس تكوين الأمم، والمدرسة الأولى لتعليم التربية والفضيلة والأخلاق!.
إن المجتمعات الغربية قامت على أساس الأفكار والفلسفات النظرية والعلوم الإنسانية التي قامت في اليونان القديمة على عهد أكبر فلاسفتها كأرسطو وسقراط وأفلاطون، ومحاولة علم الاجتماع الغربي تطبيق نظرية أسس المدينة الفاضلة التي تلغي بموجبها مسألة اختلاف الجنسين والزواج هي محاولة بشرية هشة في خلق مجتمع متكامل متضامن، إذ أين البعد المعنوي والعاطفي والروحي في كيان الإنسان؟
أترك الإجابة للقارئ العزيز وللمربين ولصناع الأفكار وأصحاب الأقلام.
والله ولي التوفيق.