وينتهي عام ويبدأ الذي بعده.. يمر مسرعا كعادته حاملا معه أجزاء من رواية لم تنته بكل صورها ومشاعرها، ونحن على هذا الوضع نراقب قطارا سريعا ينتقل من محطة إلى أخرى، بعضنا يمد رجليه ويطلقها للهواء ليلحق به، وبعضنا يتعثر ثم يقف ثانية ليدرك ما طاف منه دون أن ينفض التراب عن ثوبه، فهو يعلم أن الثواني التي سيقضيها في نفض الغبار عن ملابسه، هي غالية عنده لكي لا تضيع منه الفرص، لأن الفرص في الماضي كانت تنتظر من يقتنصها، لكن اليوم تغيرت المفاهيم، فالقناص الناجح هو من ينتظر الفرص ليقنصها، وبعضنا يستسلم مجرد ما يشعر بأنه لا يملك القوة والطاقة التي تعينه على النهوض والاستمرار في هذا الطريق، فيجلس حول نفسه محبطا ومتشكيا، فالسرعة التي أصبحت نظاما كونيا تطوى بها الأعوام، تحتاج الى بشر يسايرون سرعة تقدمها وتغيرها، لا أن يعيشوا على وهم أن تضغط على فراملها لتتوقف أو تبطئ من سرعتها..
أقول هذا ونحن نقرع بوابة 2014 لكي نلج في عالمها، وهي ممسكة بأطراف ثوبها القصير، كأنها تستعد للرحيل عند عتبة البداية.
أقول وبكل قناعة لكل من يقرأ مقالي هذا، وأنا أنظر في الأجندة السنوية التي أمامي وهي تشير إلى يوم الأربعاء 1/1/2014.. من هنا انطلقوا، لا تتبعوا الخطوة بخطوة كما يقولون، بل اتبعوها بقفزة، واتبعوا القفزة بطيران وتحليق، واعلموا أن اليوم الذي يبدأ تاريخه برقم 1 سينتهي برقم 31، بغمضة عين سريعة، فإن لم تفردوا أجنحتكم فلن تلحقوا بما تريدون أبدا، فاليوم بيدكم الورقة والقلم لتسجلوا عليها ما تشاؤون، لكن غدا ستقرؤون ما كتبتم من دون شطب أو تغيير
لذا اقفزوا.. اقفزوا بقوة كما يفعل الناجحون في هذا الوقت، فالساحة الآن لا يملكها إلا المتنافسون.. لا تخافوا السقوط، حلقوا بهمة عالية، لا تقلقوا من الرياح العاتية، اتركوا لكم أثرا.. فالأثر لا يفنى حتى وإن فنت الفانية.
تمنياتي لكم بعام خير وصحة وعافية.
[email protected]