الأشهب هو أحد الألوان في اللهجة العامية وهو باللغة العربية مقارب اللون الرمادي، أي إما أن يكون أبيض اختلط فيه بعض السواد فلم يبق أبيض أو أسود وبهت لونه فلا تستطيع أن تقول عليه أسود فتظلمه ولا تستطيع أن تقول عليه أبيض فتظلم حظك!
عموما وضعنا السياسي أشبه ما يكون بهذا اللون فبعض أتباع كتلة جماعة «إلا الدستور» له مواقف تدل على أنه أشهب وأتباع جماعة «إلا الحكومة» غالبيتهم مصبوغون بهذا اللون وتقريبا جايز لهم لأنه مناسب لطقسنا هذه الأيام.. وغالبا ما تكون حكومتنا الرشيدة متزينة بهذا اللون ومستعدة لأن تصبغ أي نائب بهذا اللون مجانا، وهيك حكومة بدها هيك نواب.
الجدير ذكره في هذا الموضع أن من مميزات الأحداث السياسية الشرسة التي مرت علينا هذه الأيام هو إلغاء اللون الأشهب من قاموس المواقف النيابية، أي انه لا يوجد «كنت أتوضأ» ولا «كنت أدخن سيجارة» خارج القاعة، ومما أفرزته تلك الأحداث هو المستوى العالي من الوعي والمسؤولية الذي ظهر عليه كثير من أبناء القبائل واحترامهم للدستور والمقام السامي، مما تسبب في إحراج نوابهم وجعلهم يغسلون اللون الأشهب من ملابسهم والمواقف.
بصراحة كنت من أشد المتابعين لبرنامج اللوبي الذي تقدمه قناة العدالة، وكان هذا البرنامج يعكس صورة جميلة عن الإعلام الكويتي الراقي والمنفتح الذي يطرح الرأي والرأي الآخر، ولكن تبدلت هذه النظرة بعد الأحداث الأخيرة بسبب نسف البرنامج لكل المبادئ التي رسخها في حلقات سابقة وهذه شرهة محب يا أبو أنور! والله أعلم.
[email protected]