علمت بمحض الصدفة وللمرة الأولى من بعض الأصدقاء في دولة عربية مسلمة أنهم لم يحتفلوا معنا بعيد الأضحى المبارك امس الاول الثلاثاء والسبب: هو اختلاف رؤية الهلال! صدمت عندما سمعت ذلك، أعلم أن هذا أحيانا يحدث في رؤية هلال شهر رمضان المبارك، أما عيد الأضحى؟! فأعلم أن رؤية هلال شهر ذي الحجة المبارك موحدة في العالم العربي والاسلامي، لذلك يوم عرفة يوم موحد، وتعودنا أن اليوم الذي يلي الوقوف بعرفات هو أول أيام عيد الأضحى وأول أيام النحر وهذا معروف شرعا ويتبعه كل المسلمين في العالم أجمع، فكيف أن أول أيام النحر والعيد كان الثلاثاء وأخي في دولة مجاورة يومه كأي يوم من الأيام؟! لا يستطيع عقلي أن يعي هذا الأمر حقيقة!
وما موقف يوم عرفة في هذا الأمر؟ أيكون اليوم عرفة واليوم الذي يليه يوما عاديا كباقي الأيام، ثم الأضحية والعيد في اليوم الثاني بعد عرفة أيعقل هذا؟
هل لهذه الدرجة وصلنا في مخالفة شرع الله، ومخالفة سنة نبيه؟! ومن أجل ماذا؟ سياسة؟ أم ماذا؟
هل لأن دولة اختلفت مع دولة أو أيا كان بينهما، أو أيا كان السبب! فلكي تعبر هذه الدولة عن غضبها أو موقف معين سياسي أو غيره تخالف شرع الله؟! وتجني حكومتها على شعب بأكمله؟
أين نحن؟! والى أي مرحلة وصلنا؟!
ألهذه الدرجة كبر شرخ الأمة العربية الاسلامية وتلاشت وحدتها وعروبتها؟!
لكن أعتقد أن الأمر هنا تعدى حدود المنطق والعقل والايمان أيضا!
أشعر بأن الأمل الذي رجوته وتكلمت عنه سابقا في بعض من مقالاتي تحول الآن الى مستحيل، مستحيل قد قتل الامكان بحربة في صميم قلبه.
أكتب هذا المقال الآن في الساعات الأولى من عيد الأضحى المبارك عندنا! يهنئني اخواني في هذه الدولة بالعيد ولا أرد لهم التهنئة! لأن لا عيد عندهم اليوم، لا أعلم غدا أهنئهم بفرح أم أواسيهم بحزن وأسى؟ أتساءل ماذا يفعلون اليوم وبماذا يشعرون، وكيف سيكونون غدا الذي هو أول أيام العيد عندهم!
وثاني أيام العيد عندنا! أصبحنا نقول عندنا وعندهم وكأننا عالمان مختلفان لا نمت لبعض بصلة! وكأننا عرب وهم عجم!
يدمى قلبي حزنا وأسى على حالنا وما آلت اليه نتائج خلط الدين بالسياسة.
أشعر بإحباط والآن قد فقدت الأمل وتلاشى خيط النور الذي كان هناك في أعالي سماء أمتنا.
فليرحمنا القدير.
[email protected]