بعد انقطاع دام أياما عن السوشيال ميديا لما تسببه لي من إزعاج وإحباط إثر الحرب التي لا تهدأ بين الناس والكاميرات الماكرة التي تجوب المجتمع لتفضح وتنتقد وتنمر طوال الوقت، لفتت انتباهي حادثة تنمر جديدة لفنان عربي كبير له قدره ووزنه في المجتمع العربي، وأنا شخصيا أحد جمهوره المحب والمقدر لكل أعماله خاصة (القديم) منها، تألمت لما أصابه من ألم وإحراج له ولأفراد أسرته.
ولي رسالة اليه ولكل مستخدم للسوشيال ميديا، أخي الفاضل لكل فعل رد فعل ولكل قول أو فعل نقوم به له سبب وسؤالي لك: ما الغرض أو الهدف أو الرسالة التي تريد أن تحققها أو توصلها الى الناس من خبر أو فيديو أو صورة شخصية لك ولعائلتك؟! فإن كان لها هدف تربوي أو علمي، ديني، اجتماعي، إنساني وتراعي القيم والمبادئ في نشرها فمن المؤكد أن الناس لن تتنمر أو تنتقد فإن قلت: «لا يوجد عندي سبب ولدي الحرية في نشر ما أريد» أقول لك حقك، لكن عليك أن تراعي مشاعر الغير فيما تنشر، ربما أثارت صورتك غضب أحدهم أو خدشت حياءه أو أشعرته بشيء ما ينقصه أو ذكرته بموقف مؤلم له إلى آخره.. وكما أعطيت لنفسك حرية النشر فهو أعطى لنفسه حرية التعليق.
ليس معنى كلامي أنني أقر النقد غير البناء والمؤذي، لكننا أولا وأخيرا مجتمع شرقي مهما بلغنا من الشهرة والحداثة والتحضر أعلى الدرجات.
ورسالتي للناقد أو (المتنمر) على حد الوصف.. أخي الكريم: إن كنت فعلت ذلك من دافع شرقيتك وغيرتك على دينك ونفسك وأهل بيتك ومجتمعك فلك مني كل الاحترام والتقدير في حال أنك اتبعت نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في خلقه ومعاملاته، حيث قال «خياركم إسلاما أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا»، وفي حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا»، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: «أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا».
وإن كان من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلنتذكر قول الله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) سورة آل عمران: الآية 104.
وفي التفسير: أمة: جماعة يدعون الناس إلى الخير: أي (اتباع القرآن وسنة رسول الله)، فهل فعلت؟! هل نصحت أخاك أو أنكرت عليه بالحسنى أم آذيته وأحرجته؟!
فلنتق الله ببعضنا البعض، وفي أهلينا، ولا داعي أن نجعل بيوتنا مشاعا لعلية القوم وأسفلهم.
اللهم ردنا إليك ردا جميلا.
[email protected]