هناك الكثير من الأقوال الخاطئة والعشوائية التي تسود مجتمعنا، أقول سيئة جدا، غير مجدية، غير نافعة، أقوال غير صالحة تماما لاستخدامها أو اللجوء إليها، عند أي موقف كان! بسبب ما قد تسببه من ظلم وتحيز، أو لما قد تسببه من فوضى ومشاكل بين البعض أحيانا، كونها ركيكة وغير صحيحة! لكنها لازمتنا إلى يومنا هذا، بسبب توارثها من جيل إلى جيل إلى جيل، ذلك طبعا بسبب ترديدها الدائم على مسامعنا، وإن كانت غير مقنعة بشكل منطقي وعقلاني، إلا أنها أصبحت متجذرة ومتأصلة، كونها صنعت حاجزا متينا وقويا لها، من الصعب إنكاره، وكيف؟! لطالما أننا إلى الآن نجد من يؤمن بها ويطبقها.
إلا أنها في النهاية والأخير تبقى مجرد أقوال، أقوال فقط! وليست بدستور ذي سياسة ثابتة لا يتغير أو يتبدل! وبالأخص إذا كانت مبنية على أسس غير صحيحة، وبعيدة كل البعد عن الأخلاق السامية.
فلو التفتنا على سبيل المثال لمقولة «السيئة تعم والحسنة تخص»، وتعمقنا بها بالشكل الصحيح، لوجدناها مقولة قد تحمل الكثير من الظلم والإجحاف، وذلك بسبب فعل خاطئ، قد يرتكبه شخص واحد، لنجد هذا الفعل الخطأ سرعان ما يُعمم على الجميع، ومن دون أدنى استثناء، وبسبب ماذا؟!
بسبب تصرف لم يقوموا به أصلا، ولن يرتكبوه أساسا، فقط اتباعا لتلك الأقوال التي ترسّخت في مجتمعنا للأسف! قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) أي أن كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو ذنب أو خطأ أو فعل مشين، فإنما على الفاعل وزره، لا على الآخرين غيره.
وقول الله سبحانه وتعالى واضح وجلي، ليجعلنا نعيد النظر والتأمل والتفكر فيها، لنقوم بتغييرها، لا أن نؤمن بها بسبب عدم تعقلنا! فباستطاعتنا نحن كأشخاص، أن نقوم بشذبها، نلغيها كليا ونتخلص منها، نغيرها بسبب سوء تأثيرها على غيرنا وعلينا، ونقوم بتصحيح مسارها بقدر المستطاع بأقوال منطقية وعادلة نوعا ما، كمقولة: لو خليت خربت! هذا وبخلاف أن التمسك بها، قد يجعل من الشخص نفسه، شخصا أنانيا، متماديا وبليدا، غير مبالٍ بالعواقب عنيد، لا يهتم بما يقوم ويفعل، ولا بما يقول ويتصرف! وبالأخص حين لم يجد من يردعه ويوبخه، أو يعلمه بأن مثل تلك التصرفات قد تسيء لغيره قبل أن تسيء له، وهذا بحد ذاته يعتبر ظلماً لكن من نوع آخر! فالكثير للأسف اعتمدها اعتمادا كليا، معتقدا بأنها ثقافة أساسية في مجتمعنا، وما هذه إلا الطامة الكبرى! فلو نظرنا إلى ديننا الإسلامي الحنيف، لوجدناه ضد تلك الأفكار وكل تلك المقولات غير المنصفة، بل ويخالفها مخالفة كلية، كي يقتضي على الفرد أن يتحمل مسؤولية أفعاله، كي لا يسترسل ويتمادى أكثر فيما بعد.