تشبث بذلك التجاهل الذي يغنيك عن الدنيا بما فيها، واكسب راحتك وراحة بالك، وبالأخص في كل ما لا يستحق النقاش فيه، كتلك المواضيع العقيمة التي واثقا أنت كل الثقة، بأنه لا فائدة ولا رجاء منها، تجاهلها لطالما انك على علم بتلك النتائج السلبية التي ستترتب عليك الناجمة عنها.
ولتحافظ على اتزانك، التفت فقط إلى كيفية مواجهة نفسك والتي تستحق منك الاعتناء والاهتمام بها، لتتجاوز كل ما يؤذيها ويزعجها.
وابتعد كل البعد عن تلك الخطوات الطويلة التي إلى الوراء سترجعك وتستنزف من طاقتك، تشغلك وبالتالي ستفقدك جميل فرحك وابتسامتك، فكم قصيرة في هذه الدنيا رحلتنا، فتعلم ذلك التجاهل والصد باحتراف، كي تبتهج وتتقن عيش حياتك بفنونها.
فكونها مواضيع ميؤوس منها، كل ما عليك فعله هو الحفاظ على هدوئك وصمتك والمضي بعيدا عنها، كي لا تصبح ضيق الأفق، سخيفا، متذبذبا، هذا بخلاف ان معظمها بلا حجج، بلا منطق، وموجودة بمختلف الأشكال في جميع مجالات حياتنا.
تحاشاها كي تسيطر على غضبك وكل انفعالاتك، تحاشاها وكن حازما وليس غاضبا حينها، تحاشاها وقم بعزل نفسك عنها متجنبا الخوض بها.
فحين تتعلق تلك المواضيع بنمط وتفكير وغباء بعض الأشخاص، والذين يصنفون من الفئة المنهكة، سرعان ما سيتضح ذلك الخلل شئت أم أبيت بخطوة استباقية من خلال بلاهتهم وسفاهتهم أمامك!
والتي بالاستفزاز دائما ما تشعرك، وتجعل الغضب بكل كيانه يتغلغلك، فيمر بأحاسيسك ويبدأ تدريجيا بزعل خفيف وضيق بسيط، لينتهي فيما بعد، بثوران بركانك وتكدير عزفك.
وكما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
ارفق بأبناء الغباء كأنهم مرضى
فإن الجهل شيء كالعمى