نمر هذا الأسبوع بمرحلة حرجة في معركتنا ضد فيروس كورونا والمحاولة من الحد من انتشاره وهي من أخطر مراحله وتسمى «التقصي الوبائي» وتعني أن الفيروس لم يعد فقط يأتي مع المسافرين من الخارج بل ثبت وتمكن على الأرض وبدأ يصيب أشخاصا لم يسافروا ولم يختلطوا مع ناس قد سافروا، وهي نفس المرحلة التي بدأت أعداد المصابين تضرب أرقاما صاروخية وتتجاوز أرقام الوفيات المئات أو الألوف كما الحال حاليا في ايطاليا واسبانيا.
هي مرحلة على الرغم من شراستها وقسوتها فإننا إن تجاوزناها بأقل عدد من من الإصابات أو على الأقل ثبتنا عددها، فإننا بإذن الله وعونه نكون تجاوزنا عنق الزجاجة، وبدأنا بالتحكم بعدد الإصابات إلى أن تبدأ تقل حتى نصل مرحلة الاحتفال باختفائها بإذن الله وعونه كما فعلت الصين.
الأمر ليس مستحيلا ولا يتطلب عمل أمور خارقة بل أساسه الوحيد هو ممارسة العزل الاجتماعي بأقصى حذافيره وهو يعني تقليل الاتصال بناس خارج محيطك الصغير كبيتك أو شقتك.
وان أمكن في الفترة القادمة إيصالها للصفر. طيب هذا أمر صعب على كل إنسان خاصة نحن الكويتيين بطبيعتنا الاجتماعية القوية. سبل التغلب عليها كثيرة بوسائط الفيديو والتطبيقات الحديثة تتكلم مع أقربائك وأصدقائك وكأنهم أمامك ومعك في نفس الغرفة.
وأقترح طريقة للتأكد من مدى كفاءة ممارستك للعزل الاجتماعي ارسم دائرة افتراضية حول نفسك وأخرى حول بيتك أو شقتك وسجل كم واحد دخل تلك الدائرة من خارج محيطك.
مثلا رن جرس البيت وخرجت الخادمة وأخذت أغراضا من السائق، هنا المفروض يعمل جرس التنبيه عندك أن دائرة البيت دخلها أو تواصلت مع جسم غريب، على الفور تبدأ بتطبيق الاجراءات الصحية السليمة، تطلب من الخادمة جمع كل الأكياس التي أتت بها الأغراض وترميها في الزبالة ثم تقوم بتعقيم باقي الأغراض ثم تغسل يديها بالصابون المطهر، وقبل ذلك تعقم قبضة الباب الخارجي، طبعا لا تخرج الخادمة إلا وهي لابسة القفازات والكمام.
اضطررت للخروج للذهاب لأي مكان لا تخرج دون القفازات والكمام وان تسلمت أو لمست شيئا في الخارج، فهذا يعني أن دائرتك الصغيرة المحيطة قد تم اختراقها والدخول عليها، على الفور تضع سائل التعقيم حتى ولو كنت تلبس القفازات، وما إن ترجع البيت حتى تتخلص من القفازات والكمام بطريقة صحيحة في الزبالة ثم تغسل يديك لـ ٢٠ ثانية بالصابون ويفضل لو تتخلص من كل الملابس التي خرجت لها وتضعها بكيس منفصل مغلق.
أدري الكثير سيقول هذه مبالغة وهذا (خبال) لا والله يا اخواني بل أخذ بالأسباب حتى يتجاوز وطننا الصغير هذه الأزمة ونحن حتى الآن ولله الحمد والمنة على الطريق الصحيح بفضل الله ثم بجهود وزير الصحة البطل الشيخ د. باسل الصباح وكوادر الصحة الشجعان، الله يحفظهم ويوفقهم.
نقطة أخيرة: كم أتمنى إنشاء صندوق وطني يسهم فيه الجميع لمكافأة كل العاملين في المجال الصحي والمساهمين في مكافحة فيروس كورونا.
ghunaimalzu3by@