[email protected]
لا يخفى على الجميع ما هو حال الانتخابات في الكويت وأوضاع مجلس الأمة وتفاصيله في كل دورة من دوراته، بل ان البرلمان الكويتي أصبح في متناول الجميع كبارا وشبانا وصغارا ويعرفون الكثير عنه حتى الصغار ربما، ويرجع سبب انتشار تفاصيل البرلمان ووجوده في متناول الكل لتلك التصريحات التي يتم تناقلها في مواقع التواصل والتصريحات المتنوعة لأعضاء البرلمان، كما أنه لا يخفى على الجميع أن كثيرا من مرشحي المجلس في الدورة الفائتة سواء أصبحوا أعضاء في البرلمان او لم يحالفهم الحظ، يتغيرون وفقا للمتغيرات الانتخابية!
ماذا نعني بالجملة الأخيرة؟ كلكم تعرفون أنه قبيل الانتخابات لكل دورة تبدأ الزيارات الانتخابية من أشخاص لا تعرفهم فيفاجأ البعض بقدوم من لا يعرفه الى ديوانه أو مجلسه، ويعرف فيما بعد أن هذا الشخص الذي زاره بطريقة مفاجئة سيرشح نفسه للانتخابات، فيعرف الجميع حينها أن زيارته كانت لغرض أو لمصلحة ما! ولكن ليس هو هذا المهم! فالمهم والذي يدعو للتفكير، لماذا بعد تواصل المرشحين «الجميل» قبل الانتخابات يصبح ذلك التواصل «قبيحا» بعدها؟!
سيكون جميلا ذلك التواصل لأن المرشح سيجعل الشمس بيد والقمر بيد أخرى أمام الناخب، وسيقوم كذلك بتوزيع رقمه الخاص للدواوين التي يزورها وعلى الناخبين! ولكن سيصبح كل هذا الجمال قبحا فيما بعد وفقا للمتغيرات، فإن المرشح ان لم يحالفه الحظ سيختفي! وأما من ينجح ويدخل قبة عبدالله السالم من أوسع أبوابها، فسيغير ارقام هواتفه الخاصة، ومواقعه المخصصة للتواصل الاجتماعي! فالقبح في التصرفات في كلا الحالتين!
يا سيدات ويا سادة يا كرام نحن لا نعمم ولكن الذي سيطغى في هذه المسائل «الغالب»..
وهنا لابد من أن تكون هناك استثناءات من هذه التصرفات، وسأتحدث عن الدائرة الرابعة التي أعرف تفاصيلها جيدا، وأعرف مخرجاتها للبرلمان تماما! هناك شخص ما يدعى فراج زبن العربيد هو أحد أبناء الدائرة الرابعة وأحد مخرجاتها المميزة، عرفه الجميع عفويا في تصرفاته، وكذلك عرف بتواصله المباشر من غير وساطة أو مكاتب أو مديري مكاتب، وكذلك أعرف له أكثر من منبر للتواصل الاجتماعي كان لديه وما زال يستخدمه! ولم يغير تصرفاته ولا أرقام هواتفه الخاصة ولا مواقع التواصل التي تخصه، ولا يوجد من يستخدمها أو يديرها غيره! نعم نتعجب ويصبح ذلك مميزا عندما نرى غيره متغيرا وهو باق على ما عهده عليه الناس عامة وأبناء دائرته خاصة، ونستطيع أن نطلق عليه المعدن الأصيل الذي لا يتغير مع المتغيرات، وسأذكر ما حدث معه شخصيا عندما حصل خطأ في فرز الانتخابات، ولم ينجح في الانتخابات الفائتة ولكنه كان واثق النجاح والخطوة وبدأ في الطعن فورا لأنه على يقين وثقة بأبناء دائرته، وبتلك الأثناء قد أدى الأعضاء الناجحون القسم وهو يتابع اجراءات الطعن، وقد خاض الأعضاء وقتا جيدا لا بأس به في المجلس، الى أن ظهر الحق وحكمت المحكمة الدستورية بأنه ناجح وأنه احد الأعضاء في البرلمان ممثلا بذلك الدائرة الرابعة، والتحق بزملاء البرلمان مع العلم بأنهم قطعوا شوطا في المقترحات وجدول الأعمال وغيرها من المناقشات، ولكنه على الرغم من تأخيره الا أنه أتاهم كالحصان الأصيل ليتبوأ مكانة واسما لامعا بعفويته وعقلانيته ومقترحاته المنطقية في مجلس الأمة..
لله درك يالعربيد، ولله در أمثالك ومن يملكون صفاتك..