قد تكون هذه الكلمات داخلة ضمن اطارات متعددة، كونها رسالة للمجتمعات، ونصيحة ثمينة لهم، أو أنها وصفة لعلاج أمراض نفسية متفشية في المجتمع او ردود أفعال لا يملك صاحبها الخيار المناسب لردة فعله!
من المعروف ان الانسان يأتي الى الحياة مسالما، فطرته الأساسية هي السلام، ولكن التغيير يطرأ عندما تأتي الأحداث الدنيوية وتترتب عليها ردود أفعال قد تكون في بعض الأحيان قاسية لقساوة ما يشعر به المرء!
ففي حياتنا الآن كم من أخوة يتصارعون بسبب التمييز بينهم في التعامل في قبل الأبوين، وكم من زملاء تخرجوا من الجامعة ذاتها والتخصص ذاته تجد الأول يتمتع بمزايا وظيفية عن الآخر! وكم من حاصل على تعليم متواضع يحصل على مميزات كبيرة، بينما الذي يحصل على تعليم عال لا يزال يطرق الأبواب للبحث عن وظيفة تناسب طموحه! وكم من فرد في الحياة يفتقد لحقوق المواطنة الحقيقية بينما هناك الكثير ممن يتمتع بمزايا اكثر! فالذي يمر بمثل هذه التجارب حتما سيشعر بالفراغ والتفكير السلبي الذي يدفع لردود أفعال منافية أو تغيير في وجهة نظره، وسينتابه الإحساس بعدم الاستقرار، وسيكون معرضا للانحراف مع ظهور أول فرصة للأخذ بيده واحتوائه وتلبية مطالبه من أشخاص ذوي فكر متطرف او عنصري ويتم غرس مفاهيم خاطئة، او جعله يسلك طريقا يكون فيه الخطأ الواضح صحيحا في نظره، لعدم احساسه بالأمان على المستقبل الذي يبحث عنه!
الأب والأم هما ولاة أمر العائلة، والمسؤول في العمل هو ولي أمر الموظف، وكل من سبق ذكره هم رعايا عند ولي الأمر الأكبر الحاكم أو الرئيس أو الملك مع أختلاف المسميات.
ففي بلدان الربيع العربي على سبيل المثال خرج المتظاهرون ضد التمييز وللمطالبة بالعيش الكريم الذي تتمتع به فئة عن غيرها، فأصبح العنف حلهم للمطالبة بحقوق سلبت على مدى سنين طوال، ولكن في المقابل قابلت حكوماتهم العنف بالعنف والقتل بدلا من «الاحتواء» الذي كان من المفترض انهاء تلك المعاناة من دون قطرة دم واحدة.
اذا حان الوقت لحملة شعبية بعنوان «احتووهم» وليترأس هذه الحملة كل مسؤول على وجه الأرض، وليقم الجميع بسد الاحتياجات، وغرس مبادئ المواطنة الحقيقية للبشر وحب البلد والشعور بالانتماء الحقيقي، واعطاء كل ذي حق حقه في الحياة وفي كل بقاع المعمورة.
احتووهم:
٭ بتجنيس كل من هو مستحق في كل بلد ليصبح لديهم وطن حقيقي.
٭ بتوفير الوظائف المناسبة لكل مستوى تعليمي.
٭ بإعطاء السكن المناسب لمن لا يملك السكن.
٭ بنبذ العنصرية والتمييز ومساواتهم مع غيرهم.
٭ بالعطاء الكثير لكي يعود الكثير الى الوطن بالفائدة المعنوية والمادية.
٭ بتطهير عقولهم من كل ماهو خاطئ وسلبي.
٭ بالدفع بهم قدما لصناعة المستقبل، واشراكهم في صنع القرار لمستقبل أفضل.
٭ ليكونوا جنود بلدهم من غير توجيه أو امر ويصبح هذا الأمر متشكلا فطريا في داخله.
نعم لا بد من أن نحتويهم بمشاعر صادقة لنقضي على كل ما يقلقنا، ويكون الانسان للانسان لا على الانسان.
[email protected]