في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان من يسافر للسياحة هم من لديهم القدرة المالية على الذهاب لدول باردة وأجوائها جميلة هربا من حر الصيف وتقلب الطقس في البلاد، ومع ذلك كان مطار الكويت وحدوده البرية يزدحم بالزوار الخليجيين القادمين للبلاد من أجل السياحة والتسوق، فقد كانت الكويت من أولى دول الخليج العربية اهتماما بالسياحة فأنشأت شركة المشروعات السياحية وشيدت بعض المرافق السياحية كالمدينة الترفيهية والأبراج وصالة التزلج ومتنزهات بحرية، ولكن للأسف توقف الاهتمام بالسياحة منذ تحرير البلاد من الاحتلال العراقي عام 1991 حتى هذه اللحظة.
فانقلبت الصورة فأصبحنا نشاهد زحاما شديدا في المطار وفي الحدود البرية من المواطنين المغادرين للبلاد للسياحة هربا ليس من الحر ولكن هربا من الأجواء المحبطة التي يعيشها المواطن الكويتي منذ سنوات بالإضافة إلى عدم وجود اهتمام حكومي بالسياحة المحلية، وقد جاء ذلك في الوقت الذي بدأت فيه بعض دول الخليج العربية بالتسابق في الاهتمام بالسياحة فأصبحت قبلة للسياح العرب والأجانب مثل الإمارات العربية المتحدة، فقد استطاعت حكومة الإمارات تحويل بلادها الصحراوية الحارة والرطبة إلى دولة جاذبة للسياح من خلال تشييد المجمعات التجارية والمرافق السياحية الترفيهية حتى انها أدخلت مفهوما جديدا في السياحة تمثل في سياحة الصحراء والتزلج على الرمال.
قد يقول البعض إنه لا بد لتشجيع السياحة في البلاد من السماح ببيع وتناول الخمور وتشييد صالات القمار والملاهي الليلية كونها ركيزة السياحة في أي بلد، ونحن نقول له هذا الكلام غير صحيح لأن في معصية الله وإشاعة الخنى خزي في الدنيا والآخرة، كما أن عصرنا الحالي أصبح فيه السفر للسياحة وسيلة متوافرة لكل شخص بسبب عروض الأسعار المغرية التي تطلقها شركات الطيران والسياحة والسفر والغالبية من هؤلاء السياح هم عوائل وليسوا أفرادا وهم يسافرون للتنزه والتسوق ولا يوجد فيهم أحد يذهب إلى مثل هذه الأماكن القذرة.
كما أن من يتعذر بعدم قدرة البلاد على الجذب السياحي بسبب أجوائها الحارة وطقسها المغبر نقول له انظر إلى الإمارات خاصة إمارة دبي هل منعها طقسها الحار والرطب من الجذب السياحي؟ أم أنها استغلت هذا الجو في تسويق مفهوم جديد للسياحة؟ ولهذا يجب على الحكومة الاهتمام بالسياحة وإشراك القطاع الخاص في ذلك من خلال إنشاء مجمعات تجارية عصرية تحتوي على مرافق سياحية وترفيهية وكذلك إنشاء هيئة حكومية مستقلة للسياحة تدعم بميزانية مناسبة لإعادة الاهتمام وتطوير المرافق السياحية الحالية كالمدينة الترفيهية وصالة التزلج وغيرها من مرافق تهالكت وإنشاء مرافق سياحية جديدة سواء داخل البلاد أو في الجزر مثل جزيرة فليكا، فالمواطن الكويتي إذا سافر في الصيف للسياحة فإنه يجلس في البلاد باقي أشهر السنة فلا بد أن تتوافر لديه أماكن سياحية يتنزه فيها ويرفه عن نفسه وتكون وسيلة جذب لسياح دول الخليج العربية على الأقل.
al_sahafh1@