تزايدت معدلات الجريمة في الكويت نتيجة العديد من الأسباب، فهناك جريمة قام بها وافد قتل خلالها عسكريا كان يقوم بتأدية مهام عمله، وقبل ذلك قام بقتل أمه، ثم قام مواطن بقتل وافد من جنسية آسيوية عن طريق الاعتداء عليه ما أدى إلى حدوث الوفاة، وما يلفت انتباهنا في هذا الشأن هو وجود تأثير سلبي لوجود السجناء في مكان واحد وعدم المراعاة في التفريق بين السجناء الخطرين والأكثر إجراما وبين السجناء العاديين.
كما أنه ومن دون شك هناك علاقة من حيث التأثير والتأثر بين طول فترة الاستمرار في السجن ومخالطة المجرمين الأكثر خطورة وإجراما وبين إمكانية إقبال الفرد على القيام بمزيد من الجرائم ربما تكون أكثر خطورة وتأثيرا على أمن وسلامة المجتمع.
الجدير بالذكر أن المجرمين وعتيدي الإجرام يوجدون في السجون ربما في أماكن عقابية واحدة، هذا بدوره يؤدي إلى زيادة الفرصة لاكتساب المزيد من السلوكيات الإجرامية الخطيرة من هؤلاء المجرمين الخطرين فيدخل الشخص كمجرم عادي أو مجرم بالصدفة أو غير ذلك من الصور ليخرج مجرما خطيرا.
إن الاختلاط بين المجرمين على مختلف أصنافهم يجعل السلوك الإجرامي مكتسبا، إذ إن البيئة الإجرامية لها تأثير سلبي كبير وذلك من وجهة نظرنا الخاصة على اكتساب السلوك الإجرامي.
ونتيجة لما حدث من جرائم في الفترة الأخيرة بالكويت فإننا ندق ناقوس الخطر، ونرى أهمية أن تعمل إدارة السجون على دراسة الخطورة الإجرامية للسجناء، ويتم تصنيفهم على هذا الأساس في المؤسسات العقابية، فلا يكون هناك على سبيل المثال من لهم خطورة إجرامية مع المجرمين العاديين، وذلك حتى لا ينتقل السلوك الإجرامي الخطير للسجناء العاديين، فمن الصعب مثلا وضع المجرمين الخطرين مع مجرمين عاديين قاموا بجرائم بسيطة، إذ مع استمرار المدة قد يتم اكتساب السلوك العنيف، وهذا الاكتساب السلبي له خطورته على أمن وسلامة المجتمع.
أيضا يجب على وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في نشر الوعي من خلال القيام ببث العقوبات التي يتم تنفيذها خاصة عقوبة الإعدام حتى يكون ذلك رادعا لمن يقوم بهذه الجرائم، خاصة إذا علمنا أن هذه الجرائم يتم اكتساب سلوكها نتيجة العديد من العوامل الاجتماعية والسلوكية المكتسبة في بيئة السجون.
كما يجب على المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات التي تهتم بدراسة السلوك والحالة النفسية للسجناء أن تقوم بمزيد من الدراسات التي تكشف سبب اكتساب السجناء السلوك العنيف داخل المؤسسات العقابية، والعمل على دراسة ومعالجة هذه الأسباب بما يسمح له بعدم العودة إلى السلوك الإجرامي مرة أخرى.