بقلم: د.هنادي عبدالله الحملي
ان توظيف الطاقات الشابة في مشاريع التنمية وعلى مستوى الدولة يحتاج الى رسم مسارات ذلك التوظيف، فالامر يتعدى صقل القدرات والمهارات والمعارف من خلال برامج تطوير عالية الجودة وعلى يد خبراء وجامعات ومعاهد متخصصة، بل يجب ان يستكمل في رسم مسار ذلك التوظيف الحقيقي الواضح النمو والتقدم والتدرج ورسم مسار معني باتاحة الفرص العملية والوظيفية لتفعيل التطوير الفني لقدرات هؤلاء الشباب، ان المحاولات والاجتهادات الفردية لعدد من الجمعيات والرابطات وحتى الشركات، مشاريع جيدة وجديرة بالاحترام كمشروع دعم المشروعات الصغيرة ومشروع ذخر ومشروع لوياك ومشروع رواد الكويت وغيره الكثير من الجهود المخلصة التي تسعى الى المشاركة في توظيف طاقات الشباب كل في مجال قدراته وإمكانياته.
وبالمرور على موضوع مشروع ذخر، هذا المشروع النوعي الذي أعتبره أنا شخصيا مشروعا راقيا في المضمون وفي نوعية الشباب المنضم اليه، هذا المشروع أعد خبرات وظيفية كويتية ورفع مستوى الجاهزية لكوكبة من الشباب المميز للمشاركة في ادارة مشاريع الدولة وفق معايير عالمية في ادارة المشاريع وادارة الاعمال، هذه المجموعة من شباب ذخر مفخرة حقيقية لم تفعّل ولم تستغل فيما وعدت به قبل عملية التطوير ومازالت تقبع تحت وطأة مرحلة البرنامج الاولى وهي الاعداد، أما المشاركة والتفعيل لمستوى المشاركة فمازال لم ير النور للاسف الشديد.
ان الدور الوطني الحكومي والتطوعي في بناء الوظائف هو الدور الاستراتيجي لدولة المؤسسات فينتقل معها الشباب من بوابات التعليم الى بوابات العمل ومن بوابات العمل الى بوابات التألق والنمو، والتوظيف يجب ان توضح فيه المسارات الوظيفية والمتطلبات والمهارات المناسبة لذلك التطوير وتنتقل معها الشراكة الحقيقية في دولة مشاريع التنمية وتنتقل معها التفعيلات الحقيقية للتكويت الحقيقي.
كلمة أخيرة: يجب ان تكون هذه المحاولات تحت برنامج وطني تقع مسؤوليته الكاملة على الحكومة ويربط في احد محاوره بشركات القطاع الخاص وبقانون المسؤولية الاجتماعية للشركات في تفعيل المرحلة الثانية من البرنامج وهي التوظيف الحقيقي، أما المرحلة الثالثة فهي تقييم جهود التطوير وواقع التشغيل للكفاءات وتحليل نقاط الضعف وتطويرها.
ان شبابنا ذخر حقيقي للكويت، والله ولي السداد.
[email protected]