بقلم: حمود ناصر العتيبي
تموج الأفكار في عالم لا يتوقف تلاطمه، وتتقافز المواقف فوق بعضها، فمستحسن بالأمس مستقبح اليوم، ومستقبح اليوم مستحسن غدا، لا ثبات فيه غير المصلحة والركض خلف سراب الثروات والمكاسب.
لكن هناك أقواما على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، وهم في كل مكان، يتحملون الصعاب والجور وفجور المخاصمة لينفذ مقصدهم النبيل من بين كتلة الباطل العضلية، ليخترقها لما بعدها، فلا يوقفه الزهو والفتوة، فالحق أحق أن يتبع.
بين هذا كله، يخرج لنا أقوام لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يدفعهم وهم الدهاء الغبي والمكر الساذج إلى فكر رمادي يمزج الحق بالباطل، ويلبسون على الناس ضالين مضلين، ودافعهم الحقيقي هوى متبع، بعضهم ينطلق من منصة أهل الخير وبياض فكرتهم ليقترب من أهل الباطل بحجة المقاربة أو الخروج بأصح ما يجب أن يكون أو غيرها من الحجج الواهية! فيمزج البياض بالسواد ليتكون الرمادي والعكس صحيح، يقترب صاحب الباطل متمسكا بباطله ومازجا معه القليل من بياض الحق ليخرج رماديا ويتكسب بمعاونة الرمادي الآخر، ولا يهم حينما تصل لمنطقة الفكر الرمادي من أين أتيت لأن النتيجة واحدة!
الحق واضح أبلج نستعذب جماله كما نستعذب تبعاته وآلامه، ونصدح به لأن الله أمرنا بهذا ولا يهم أأعجب الناس أم لم يعجبهم، ولا يصح إلا الصحيح، قد تبدو الجياد الرمادية مميزة بين الجياد السوداء، إلا أنها مستقبحة بين الجياد البيضاء، ولا يحلو الوقوف مع أهل الباطل والتلبس بشيء من باطلهم لنقترب منهم أو لنكون وسيطا لهم أو لنا بين السواد والبياض، رمادية الفكر لا تدوم رمادية صاحبها، فإما استحال أسود أو مات مشتتا، والأهم هل يعود نصوع بياضه؟
humod2020@
[email protected]